جمهور كبير لحفل إبراهيم معلوف في لبنان رغم الحذر الأمني

  • 7/23/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

عازف الترومبيت اللبناني الفرنسي ابراهيم معلوف مساء السبت حفلة في إطار مهرجانات بعلبك الدولية في شرق لبنان حضرها 3500 شخص رغم الحذر الأمني السائد في هذه المنطقة القريبة من موقع المعارك الدائرة حاليا على الحدود مع سوريا. وقال معلوف قبل ان يعتلي المسرح "اشكر الناس الذين جاؤوا لحضور الحفلة رغم الظروف الامنية الصعبة. احاول ان تكون الموسيقى وسيلة للدفاع والمقاومة". واختار معلوف بعلبك ليحتفل فيها بمرور عشر سنوات على انطلاق مسيرته، مختتما على أدراج معبد باخوس الروماني جولته العالمية التي بدأها في سبتمبر/أيلول 2015. وتنقل معلوف بسلاسة على الخشبة وسط اضاءة مميزة، ترافقه اوركسترا "فري سبيريت" وفرقته الخاصة، عازفا حينا على البوق وحينا اخر على البيانو واحيانا على الكلافييه مخاطبا جمهوره بعد كل مقطوعة وحاصدا الاعجاب والتصفيق. كذلك لم تخل حفلة معلوف في بعلبك من المفاجآت منها مشاركة عازف الكمان المغمور والضرير أحمد مرتضى، وهو من بعلبك، في عزف موسيقى أغنية "انا بانتظارك" لأم كلثوم مرافقاً معلوف الذي عزفها على البيانو وغناها. ثم عزف معلوف مع طلاب واساتذة من معاهد موسيقية في بيروت وبعلبك مقطوعة "ترو ستوري" من البومه "ايلوجن". كذلك اطل كورس جمعية السنبلة الذي يضم اطفالا لبنانيين وسوريين لاجئين، مرددين الحان مقطوعته "ريد اند بلاك لايت". وحضرت الحفلة بدعوة من معلوف مغنية الجاز الاميركية ميلودي غاردو، وغنى معلوف معها أغنية للفنانة الراحلة داليدا، ثم رافقها عزفا على البوق حين ادت اغنيتها "بايبي ايام ايه فول". وخص معلوف بعلبك بمقطوعة قدمها قبل عامين في مدينة الشمس ضمن عرض "الك يا بعلبك" تحية للقلعة وهياكلها واختتم حفلته بمقطوعة "بيروت" على انغام الدلعونا وبمشاركة فرقة دبكة من بعلبك. حذر أمني وأقيمت هذه الحفلة على وقع استمرار المعارك التي بدأت الجمعة بين حزب الله اللبناني ومجموعات سورية مسلحة تتحصن في جرود بلدة عرسال الحدودية مع سوريا التي تبعد بضع عشرات الكيلومترات من بعلبك. ونشر الجيش اللبناني بكثافة عناصره المعززين بالمدرعات على طول الطريق المؤدية الى مدينة بعلبك، وأقام حواجز ونقاط تفتيش فيما اتخذت تدابير أمنية مشددة على مداخل القلعة الرومانية، حيث أقيمت الحفلة. ولم تتوانَ ألين حسين، وهي حامل، عن المجيء مع زوجها رغم المسافة الطويلة التي تفصل بيروت عن مكان اقامة المهرجان والوضع الامني المتوتر في جرود عرسال. وقالت "سبق ان شاهدت ابراهيم معلوف على المسرح وأنا معجبة بالفن الذي يقدمه، وأردت أن أشاهده في بعلبك. صحيح أن المعارك قريبة، لكننا شعب يحب الحياة". أما طارق مراد الذي حضر مع صديقه من بيروت فقال "لا شيء يوقف عجلة الفرح والفن والثقافة في لبنان. هذا سر بقائه رغم ما شهده من حروب. حضورنا تحد للإرهاب ولثقافة الموت". واعتبرت سابين الرياشي أنها "افضل حفلة موسيقية" حضرتها هذه السنة، مضيفة "مررنا بظروف أشد صعوبة ولم نستسلم. هذه طريقتنا لمقاومة التطرف أي الاستمرار في الحياة". ورأت مي أبو جودة وهي استاذة موسيقى في المعهد العالي للموسيقى في بيروت أن ابراهيم معلوف "عازف رائع وحضور حفلته يستحق المخاطرة". مسيرة حافلة وقد حقق إبراهيم معلوف شهرة عالمية في السنوات الأخيرة، وحصل على تكريمات عدة أبرزها العام الماضي جائزة سيزار أفضل موسيقى أصلية لفيلم. وكشف معلوف في وقت سابق هذا العام أنه يعمل راهناً على مشاريع سينمائية عدة، لكن هوليوود بعيدة عن اهتمامه. ولد ابراهيم معلوف في بيروت العام 1980، أي خلال الحرب الأهلية التي عصفت بلبنان بين العامين 1975 و1990، وانتقل مع عائلته طفلا إلى باريس حيث يقيم منذ ذلك الحين. وبدأ أولى خطاه الموسيقية بين سن الثامنة والتاسعة متأثرا بوالده عازف الترومبيت (البوق) نسيم معلوف الذي اخترع أول بوق بأربع دوسات يمكنه أن يعزف ربع الصوت الذي تتميز به مقامات الموسيقى الشرقية. وتستمر فعاليات مهرجانات بعلبك الدولية في دورته الحادية والستين مع عروض فنية عربية وعالمية متنوعة تشمل حفلة لفرقة "الثلاثي واندرر" الفرنسية وأخرى للمغنية المغربية سميرة سعيد، على أن تختتم في 15 اغسطس/آب مع حفلة لفرقة "توتو" الأميركية لموسيقى البوب والروك ضمن جولتها العالمية. وتواصلت في الأعوام الماضية المهرجانات الفنية والأحداث الثقافية بوتيرة عالية لم يحد منها الانقسام السياسي الحاد والاضطرابات الأمنية المتفرقة.

مشاركة :