المسمار الأخير في نعش جماعة الإخوان المسلمين

  • 8/15/2013
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

ما حدث في مصر بالأمس لم يكن مستغربا، ولم يكن متوقعا من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي وجماعة الإخوان أقل من هذا، في أكثر التحليلات تفاؤلا. لجوء الأمن المصري لفض اعتصامي ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر، كان ضرورة حتمية، بعد تعنت قيادات جماعة الإخوان المسلمين ورفضهم لكل مبادرات المصالحة الوطنية ودمجهم في الحياة العامة والمشهد السياسي من جديد، وبعد التصريحات والاعترافات من قبل القيادات الإخوانية عن مسؤوليتها عما يحدث في سيناء من أعمال إرهابية، وبعد كميات السلاح المرصودة في الميادين، وتحويل ميدان رابعة العدوية إلى منطقة شبه محتلة تبنى فيها الجدران العازلة والمصدات، وتحويلها إلى ما يشبه ثكنة الحرب، واستقطاب البسطاء والمحتاجين ليس من المصريين فحسب، بل من جنسيات أخرى «فلسطينيين وسوريين» وإغرائهم بالمال للاعتصام في الميادين، وقد يقول قائل ــ كما جرت العادة على مواقع التواصل الاجتماعي: «هذا الكلام غير صحيح»، والرد بالنسبة لي على الأقل، أنه صحيح 100 في المئة، ووقفنا عليه ميدانيا، ورصدناه من خلال أناس ثقاة محايدين اخترقوا الميدان في رابعة لعمل تغطيات صحافية من هناك، ناهيك عن استخدام النساء والأطفال ونزلاء دور الأيتام كدروع بشرية، ولكن السؤال: «دروع بشرية ضد من؟!»، ضد جيش مصر وشرطة مصر!!، لأن الإخوان المسلمين خططوا منذ البداية أن تكون معركة، وهم يريدونها كذلك، ولن يكون لهم ما أرادوا. الفارق الجوهري ما بين مخطط الإخوان المسلمين وقياداتهم وأنصارهم للتعامل مع فض الاعتصام، وما بين مخطط الأمن المصري، أن الإخوان المسلمين يريدون فض الاعتصام بأكبر قدر من الخسائر، والأمن المصري يريده بأقل قدر من الخسائر، وشتان ما بين الفكرين وما بين الانتماءين وما بين الفريقين. شتان بين من يريدون أمن وسلام مصر، وبين من يريدون حرقها مقابل كرسي الحكم. يسعى قيادات الإخوان المسلمين لإشعال حرب أهلية في مصر، في رسالة واضحة وجههوها لكل المصريين: «إما أن نحكمكم أو نقتلكم»، ونسوا أو تناسوا في ظل نشوتهم المريضة بالسلطة، بأن المصريين لم ولن يكونوا أسرى لجماعة الإخوان المسلمين، ولا كفرة يستتابون في مكتب المرشد العام في المقطم. ولا يوجد إنسان عربي شريف ــ مصريا كان أو غير مصري ــ يعجبه ما يحدث في مصر الآن، أو لم يحزنه كل هذا الدم المراق على ترابها الأبي. لم يتمن أحد منا أن تؤول الأمور إلى ما آلت إليه، ولكن أن يستمر الأمر على ما كان عليه دونما تدخل حاسم، كان سيؤول إلى مآل أكبر فداحة مما يحدث الآن، لأن استمرار الإخوان في الاعتصام بهذا الشكل واستمرار قياداتهم في التحريض على الحشد وعلى القتل وعلى جمع الأبرياء والأطفال الذين يحملون الأكفان في معركة ليست معركتهم، كان سيقود مصر إلى مصير أسود لا يمكن التنبؤ بعواقبه وتبعاته. ستتجاوز مصر ما حدث وما يحدث الآن، ستعاني وسيعاني المصريون من أحداث شغب هنا وهناك، وستبدأ وتيرتها بالتراجع تدريجيا حتى يتم القضاء عليها. وسيفقد الإخوان المسلمين الفرصة العظيمة التي منحت لهم للعودة للمشاركة في المشهد السياسي المصري، إن لم يكونوا قد فقدوها أصلا، وسيمنعهم الشعب من ممارسة أي عمل سياسي في المستقبل، وأعتقد أنه سيتم حظر الجماعة وعدم السماح لها بممارسة أي عمل حزبي أو سياسي في المستقبل. باختصار، إنه التاريخ يعيد نفسه، والإخوان المسلمين دقوا المسمار الأخير في نعش الجماعة، ومصر لم ولن تتوقف عند حدث، ولن تخذل شعبها العظيم، وستمنحهم الأمن الذي يستحقون والسلام الذي به يطمئنون، وبلد عظيم كمصر أكبر بكثير من أن تحكمه جماعة، أو أن يديره حزب مؤدلج، أو أن تهز هيبته رصاصات الإرهاب، أو أن ترعبه خطابات التحريض والقتل. لن نخشى على مصر مما يحدث، فكم خاضت مصر من حروب، وكم هزمت من جيوش، ولن تتوقف عند حدث كهذا، ستمضي إلى الأمام، وستستمر في تصحيح مسار الديموقراطية وستنجح وسينجح كل المصريون في تجاوز ما حدث ويحدث، كما هم ينجحون دائما في كل شيء، حمى الله مصر وأهلها من كل سوء. m_harbi999@hotmail.com

مشاركة :