قال خبراء مصريون إن الإعلان الرسمي عن عزم الإدارة الأميركية لحظر جماعة «الإخوان» الإرهابية مثلها كـ«الحرس الثوري» الإيراني، يعد المسمار الأخير في نعش التنظيم الدولي للجماعة، مؤكدين أن هذه الخطوة من شأنها توجيه ضربة موجعة للجماعة الإرهابية، بعدما ضغطت مصر ودول عربية في كل مرة يلتقي بها القادة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلا أنهم أوضحوا أن الأمر ليس سوى ورقة يلوح بها ترامب لكن يصعب تنفيذه في الفترة الحالية. عرقلة مستمرة يقول الدكتور ثروت الخرباوي، المنشق عن جماعة «الإخوان» والمتخصص بالجماعات الإسلامية لـ«الاتحاد»، إن الرئيس الأميركي ليس له سلطة دستورية كاملة في إعلان جماعة «الإخوان» على قوائم الإرهاب الأميركية، مشيراً إلى أن الأمر يتعلق بالكونجرس الأميركي، وهو من ضمن أهم المؤسسات التي لجماعة «الإخوان» تواجد كبير داخلها، وبالتالي تعمل كل فترة على عرقلة القرار الخاص بإدراجها على قوائم الإرهاب. وأضاف الخرباوي أن الإدارة الأميركية، تؤكد على استخدام جماعة الإخوان في المنطقة العربية تحديداً، وبالتالي لن تتمكن من إدراجها على قوائم الإرهاب وتستمر في استخدامها، وهو الأمر الذي يجعلها تؤجل استخدام قرار الحظر، ومن جانب آخر يبقى «الناتو» ممثلاً لحجر عثرة خاصة مع تعامله الواسع مع الميليشيات المسلحة في مختلف الدول العربية وخاصة في المنطقة الليبية، وبالتالي سيعترض على هذا القرار، الأمر الذي يجعل دونالد ترامب يغرد منفرداً على هذا النحو بخصوص نيته حظر جماعة «الإخوان» الإرهابية في الولايات المتحدة. ثمرة العلاقات الثنائية بدورها، أكدت الدكتور نهى أبو بكر، أستاذة العلوم السياسية في الجامعة الأميركية بالقاهرة، أن مناقشة الإدارة الأميركية من خلال الرئيس دونالد ترامب، قرار إدراج جماعة «الإخوان» الإرهابية على قوائمها لمكافحة الإرهاب، تعد ثمرة العلاقات الثنائية التي قواها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع الدول الكبرى طوال هذه السنوات، مشيرة إلى أن الزيارة الأخيرة كان واضحاً فيها مدى الأهمية التي توكلها إدارة البيت الأبيض للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وهو الأمر الذي ظهر من خلال تصريحات الرئيس الأميركي. وأضافت أبو بكر لـ«الاتحاد» على مصر والحلفاء العرب في الفترة المقبلة، القيام بمزيد من الضغط على مراكز القيادة في الولايات المتحدة الأميركية، للوصول إلى أفضل الحلول والمكاسب بناء على الرؤية الأميركية الأخيرة، والتي بدأ تدرك أهمية إعلان «الإخوان» كجماعة إرهابية. المسمار الأخير وأشار أيمن نصري رئيس المنتدى العربي الأوروبي للحوار وحقوق الإنسان بجنيف، إلى أن إعلان الولايات المتحدة التلويح بحظر «الإخوان» كجماعة إرهابية يعد المسمار الأخير في نعش الجماعة، خاصة وأنه سيتبعه إعلان من دول أخرى «الإخوان» كإرهابية، ومن أبرزها دول الاتحاد الأوروبي، مشيراً إلى أن ذلك الأمر سيسبقه تجميد الأصول والأموال للجماعات التي تستخدمها «الإخوان» في الدعاية ضد الدولة المصرية، مضيفاً أن ترامب من الصعب عليه تمرير قرارات فردية، خاصة مع السيطرة الكبيرة للديمقراطيين في الكونجرس، وبالتالي يعد الأمر خطوة ولكنها ليست نهائية، خاصة أن الأمر ليس أول مرة، خاصة وأنه أثير الأمر في أعقاب 30 من يونيو. وأضاف نصري لـ«الاتحاد» أن الأمر ملبد، ولا يعتبر نهائياً، خاصة مع تكرار حديث وضع جماعة «الإخوان» على قوائم الإرهاب، مشيراً إلى أن زيارات السيسي للولايات المتحدة، سواء في الجمعية العامة للأمم المتحدة، أو للقاء ترامب. وأضاف أن كافة مقومات إعلان الجماعة على قوائم الإرهاب، متواجدة بالفعل من قيامها بالتحريض ودعم الإرهاب في مصر. ملف شائك وقال عمرو فاروق، خبير الإسلام السياسي، إن فكرة إدراج «الإخوان» ملف شائك يتم التلويح به من وقت لآخر من مصلحة أميركا أن يظل «الإخوان» في المشهد، لافتاً إلى أن هناك الكثير من المكاسب التي تحققها من وجودهم في المشهد في المنطقة العربية أو أوروبا. وأشار فاروق لـ«الاتحاد» إلى أن جماعة «الإخوان» حصلت على تمويل من جهتين وهما بريطانيا وأميركا منذ نشأة التنظيم، فأميركا احتضنت «الإخوان» على مدار فترات عديدة، وأن قيادات «الإخوان» استطاعوا التغلغل في أميركا ودوائر صنع القرار في أميركا، لافتاً إلى صعوبة إدراج «الإخوان» على قوائم الإرهاب فهناك علاقات شراكة على المستوى السياسي والاقتصادي، وأن إدارة الديمقراطيين هم السند الرئيسي لـ«لإخوان» في أميركا، وأن هذا التلويح من ترامب يهدف لتخفيف الضغوط عليه من المجتمع الأميركي خاصة في ظل إعلانه عن القضاء على تنظيم داعش لكنه موجود ويهدد بتنفيذ هجمات وعمليات إرهابية في أميركا وأوروبا. وأكد فاروق أنه منذ أكثر من شهر كان هناك حجم كبير من اللقاءات التي تمت بين أعضاء الكونجرس و«الإخوان» في مصر تحديداً كانت كبيرة باعتبارهم الجماعة الأم التي تتحدث باسم فروع التنظيم دولياً، موضحاً أن إدراج «الإخوان» ورقة تلعب به وتراهن عليه كل فترة ولا يوجد خطوات عملية نحو ذلك، مشيراً إلى أن الحرس الثوري الإيراني هو كيان رسمي داخل دولة تم إدراجه على قوائم الإرهاب دون أي إثارة إعلامية، على العكس يحدث مع تنظيم «الإخوان» لم يتم إدراجهم على قوائم الإرهاب رغم ممارساتهم الإرهابية والفساد المالي والاقتصادي.
مشاركة :