حذر مدير الحرم الابراهيمي الشيخ حفظي أبوسنينة، من تكرار تجربة الحرم الإبراهيمي بتقسيمه، زمانياً، ومكانياً في المسجد الأقصى، مستغلة بذلك العملية التي نفذت داخل باحات المسجد المبارك الجمعة الماضي. وقال أبوسنينة في مقابلة خاصة مع “الغد”، “نحن نخضع تحت احتلال لا يسلم منه بشر وشجر وحجر من 50 عاماً، ومنذ أن وطأت أقدام الاحتلال مدينة الخليل عام 1967 عمل من أجل السيطرة على الحرم الإبراهيمي، ونحن نفسر ذلك ونقول أن ما تم العمل عليه في الحرم الابراهيمي هو مخطط له ليكون في المسجد الاقصى المبارك وهذا ليس جديد”. وبحسب أبو سنينة، فإن البوابات الإلكترونية والكاميرات وأجهزة الاستشعار التي نصبتها سلطات الاحتلال على مداخل المسجد الأقصى الأيام الماضية، تتشابه مع الإجراءات التي فرضها على الحرم الإبراهيمي في الخليل. وبين أن الاحتلال يعمل على تهويد المسجد الأقصى المبارك بنفس السياسية المتبعة في الحرم الإبراهيمي، محذراً “هذه خطوات ليست هينة وخطورتها ليست بسيطة على المنطقة”. ويعتبر الحرم الإبراهيميّ الشريف، في الخليل جنوب الضفة الغربية، من الأماكن المُقدّسة عند المسلمين، وجاءت قُدسيته كونه بُني فوق مغارة يقال أن كلٌّ من النبي إبراهيم وزوجته سارة، وولدهما إسحق وولده يعقوب وزوجتيهما، ويوسف وآدم ونوح عليهم السلام، دفنوا فيها. وفي عام 1994 ارتكب يهودي متطرف مجزرة بحق المصلين المسلمين داخل الحرم الإبراهيمي، وأقدم الاحتلال عقب ذلك على تقسيم المسجد بين اليهود والمسلمين، حيث استولى اليهود على أكثر من 60% من مساحة الحرم. وفرض سلطات الاحتلال على المسلمين قيودا عدة، من بينها منع الأذان في أيام السبت وأيام الأعياد اليهودية، ومنع رفع أذان المغرب يوميا بدعوى تزامنه مع صلوات للمستوطنين في القسم المخصص لليهود داخل الحرم. إلى ذلك، قال ابو سنينة، إن “إغلاق المسجد الأقصى الجمعة الماضية، ومنع المصلين من الصلاة في باحاته، ووضع البوابات الإلكترونية، هي سياسة خطيرة تجر المنطقة بأكملها لوضع غير أمن”. وأشار ابو سنينة، إلى أن الاحتلال يعمل على استفزاز الدول العربية من خلال إجراءاته الأخيرة في المسجد الأقصى المبارك. وأوضح أن تلك الإجراءات “لها تفسير وأضح وهي محاولة إلغاء الوصاية الأردنية عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة، ومحاولة إخراج كل الدول من مسؤولية المسجد المبارك”، منبهاً من خطورة الأمر. وأردف ابو سنينة قائلاً: “إن هناك معاهدات تم عقدها بين إسرائيل والدول العربية إلا أن هذه المعاهدات قسم كبير منها لم ينفذ حتى الآن”. وأكد أن المسجد الأقصى يمر في مرحلة خطيرة، تكمن في استمرار اقتحام المستوطنين للمسجد المبارك والتجوال في باحاته ومواصلة الحفريات أسفله وإغلاقه لأول مرة منذ عام 1969 الجمعة الماضية، وأضاف “تلك السياسية هدفها السيطرة على المسجد المبارك”. وطالب مدير الحرم الإبراهيمي بتدخل دولي لحماية المسجد الأقصى، وأضاف “على جميع دول العالم والشعوب والحكام والمؤسسات القيام بدورهم المنوط تجاه المسجد”، مؤكداً أن المسجد الاقصى جزء من عقيدة المسلمين ولهم الحق في هذا المكان. ويرى الفلسطينيون، أن إغلاق المسجد الأقصى جزءا لا يتجزأ من محاولات الاحتلال الرامية الى السيطرة عليه وتقسيمه زمانيا و مكانيا، عبر تشديد الحصار على المسجد وتكثيف الحواجز لمنع الفلسطينيين من الوصول اليه للصلاة فيه. وتشهد مدينة القدس مزيد من حالة الاحتقان والغضب لليوم العاشر على التوالي في ظل الإجراءات الإسرائيلية المتبعة بحق المسجد الأقصى والملصين في المدينة المقدسة. وبدأت أحداث المسجد الأقصى، عقب استشهاد ثلاثة فلسطينيين برصاص الاحتلال الجمعة الماضية، أثناء تنفيذهم هجوما مسلحا أسفر عن مقتل اثنين من عناصر الشرطة الإسرائيلية في باحات المسجد المبارك. وتوترت الأوضاع في مدينة القدس عقب العملية، واعلنت إسرائيل إغلاق المسجد الأقصى لأول مرة منذ عام 1969. ثم أعادت إسرائيل الأحد الماضي فتح مداخل المسجد الأقصى، لكن بعد إجراءات جديدة تتضمن نصب بوابات الكترونية وكاميرات مراقبة وأجهزة حساسة للتفتيش، وهو ما رفضه الفلسطينيون. وترفض المرجعيات الدينية الفلسطينية في القدس، الإجراءات الإسرائيلية الجديدة تجاه المسجد الأقصى، وتطالب بضرورة عودة الوضع في المسجد المبارك إلى ما كان عليه سابقاً.
مشاركة :