فقدت الصحافة الكويتية وصفحة «فضاء» الثقافية إحدى الكاتبات، اللاتي حرصن كل الحرص على أن تكون الكويت في وجدانهن ومشاعرهن، خصوصا قديمها وتراثها... إنها المرحومة الكاتبة معصومة أشكناني، التي كانت تقتطع جزءا وفيرا من وقتها - الموزع على أسرتها وعملها كمديرة في وزارة التخطيط - كي تساهم بمقالاتها في صفحة «فضاء»، مستلهمة من تاريخ الكويت مواضيع تلك المقالات، متفاعلة مع ما كانت تتميز به الكويت عبر عصورها القديمة من ريادة في مختلف المجالات.فالموت لم يمهل أشكناني - رحمها الله - كي تنجز مشروعها الأدبي والتراثي، والذي كانت تشير إليه دائماً في أحاديثها وكتاباتها، والمتمثل في إصدار كتاب - أشبه بالموسوعة - يضم مختلف مراحل الكويت وعصورها، وما كانت تحتويه هذه المراحل والعصور من نهضة في مختلف ميادين الحياة مثل البريد وصناعة السفن والطرق والعمران والبيوت وغيرها. وكانت تعتبر المشروع من واجباتها الوطنية التي تتحمل مسؤولية إنجازه، كي تستفيد منه الأجيال المتعاقبة، وذلك على سبيل التعرف على تاريخ بلدهم المشرق، والاقتداء برواده البارزين، الذين قدموا الجهد والعمل والوقت من أجل أن تصل إليهم الكويت كما هي عليه الآن، ولكي يعرفوا أن نهضة الكويت لم تأت من فراغ، بل وقت من ورائها نخبة من الكويتيين الذين أسهموا بشكل فعال فيها.ولقد لجأت أشكناني إلى تأكيد عشقها للكويت وتراثها ليس فقط من خلال المقالات، ولكن أيضا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي على «تويتر» وغيرها، كما أنها خاضت تجربة الإعداد والتقديم التلفزيون من خلال برامج وطني عدة في تلفزيون الكويت.حقيقة لم يدر في خلدي أبدا أن أكتب هذه المرثية في كاتبة أثرت «فضاء» بمقالاتها، وحلمت بأشياء كثيرة تخص بلدها الكويت، ووضعت خططا لمستقبلها الأدبي والمعرفي، ولكن الموت حق لا يمكننا أبدا الهروب منه، رحم الله الكاتبة معصومة أشكناني وأسكنها الله فسيح جناته.
مشاركة :