يستعرض د. حسن أشكناني عبر كتاب «من تراث الكويت»، ملامح مهمة من الثقافة المحلية قبل اكتشاف النفط وبعده. يعتمد كتاب «من تراث الكويت– الجزء الأول»، الذي أصدره المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، على المواد التراثية والتاريخية التي تم اقتناؤها من قبل مؤلفه أستاذ الانثربولوجيا وعلم الآثار بكلية العلوم الاجتماعية في جامعة الكويت د. حسن أشكناني، الذي بدأ في جمع وشراء كل ما يتعلق بالثقافة الكويتية القديمة، وتأسيس متحفه الشخصي في عام 1993. وبهذا الصدد، قال د.أشكناني: «يقدم هذا الكتاب عرضا ماديا للمنزل الكويتي القديم، وكل ما يتعلق بثقافة الكويت قبل النفط وبعده، من خلال ما تم اقتناؤه من موروث العائلة أو الإهداءات من العوائل الكريمة والأصدقاء، أو من خلال الشراء من الأسواق المحلية، لتعكس صورة الثقافة التراثية في الكويت منذ قرن أو أكثر إلى فترة ثمانينيات القرن الماضي، إيمانا بأن الثقافة عبارة عن حلقات متصلة ومترابطة، ورغم تغيراتها في فترات زمنية، لكنها متكيفة مع أصحاب الثقافة وأهلها، ومتماسكة بتماسك المجتمع وتقبله لتلك الثقافة المادية». وأضاف: «جاء هذا العمل ليبرز للجيل الحالي أن فكرة جهاز التلفون واستخدامه في الكويت، على سبيل المثال، هي عملية متسلسلة ومتطورة ومتكيفة بدأت بتلفون (الكوك) و(الفرارة)، ووصلت إلى الأجهزة الحديثة، كما أن أدوات الزينة أيضا بدأت بأشياء بسيطة كانت تعكس قيمة الجمال لدى أهلها، مثل زجاجيات الرمانة وإناء (أم كف) أو المبخر، ثم تطورت أدوات الزينة إلى أواني كريستال في فترة الستينيات، وإكسسوارات الماركات العالمية في السبعينيات وأقلام الكارتييه والفراري في الثمانينيات، وهذا ما يستعرضه الكتاب». فصول الإصدار وعن مضمون الإصدار، قال أشكناني: «يركز الجزء الأول من هذا الكتاب على 364 قطعة تراثية موزعة على أربعة فصول رئيسية؛ الفصل الأول يتضمن الصناديق والخزانات (12 قطعة) صناديق المبيت، وصناديق الحديد (التجوري) وصناديق التجار. أما الفصل الثاني، فيتكون من الأجهزة (68 قطعة) وأجهزة البشختة، والراديو، والكاميرات، والمراوح، وآلة الطباعة والتلفونات. والفصل الثالث يشتمل على أدوات الحلي وأدوات الزينة (64 قطعة)، والمصوغات، وملابس الرجال، والنساء، والمرش، والمباخر، وأدوات الزينة، والديكور في البيت الكويتي. وأخيرا الفصل الرابع يتكون من الأدوات المنزلية (120 قطعة) أدوات المطبخ، والمفاتيح والمرايات وخزانات الملابس، والسلاسل وقطع المطبخ من علب الكبريت والسفرطاس والمطارات ودلال القهوة». وتطرَّق د. أشكناني في حديثه إلى أنه في كل فصل يتم عرض صورة للقطعة ومعلومات جمعها، وصور أخرى بالقطعة التراثية مثل صورة دعاية إعلانية أو صور فوتوغرافية، حيث يتم جمع المعلومات اعتمادا على المصادر الأولية مثل المقابلات الشخصية مع المخضرمين وكبار السن وشخصيات من الجيل التي عاصرت فترة السبيعينيات. الجزء الثاني وعن الجزء الثاني من الكتاب، والذي سيصدر قريبا، قال د. أشكناني: «سيتناول عدة فصول، منها الوثائق التاريخية، والمشروبات الغازية، والأواني، والعلب، والألعاب القديمة، ومقتنيات الحرف والمهن الرياضية في الكويت». وأكد أن العديد من الباحثين في الكويت قدموا أعمالا جليلة توضح النمط المعيشي والثقافي للمجتمع الكويتي قبل النفط، من خلال عرض مقتنيات متعددة تعكس صورة ذلك البيت الكويتي القديم، وألوانه البسيطة والجميلة. وبيَّن أن فكرة جمع المقتنيات التراثية (الثقافة المادية، كما في المصطلح العلمي) بدأت منذ عام 1993، من خلال عرض كل ما يتعلق بتاريخ العائلة، وما يحتفظ به الوالد توارثا عن جده، فأصبح هناك ركن صغير يعكس طبيعة البيت الكويتي القديم من قطع السلال والصناديق والوثائق وأدوات الزينة والحلي.
مشاركة :