الأمير محمد بن سلمان بداية مرحلة تاريخية جديدة وعصر ذهبي

  • 7/24/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ضيفنا هو الأستاذ الدكتور هاشم بن محمد علي حسين مهدي القنصل الفخري لجمهورية موريشيوس بالمملكة، وهو شخصية غنية عن التعريف ناقشنا معه عديداً من الأمور السياسية والثقافية والدعوية وغيرها فإلى نص الحوار: * ماذا يعني لكم اختيار وبيعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد؟ - بداية يسرني أن أهنئ صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان على اختيار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله- له ولياً للعهد ونبايعه على السمع والطاعة في المنشط والمكره ونسأل الله له العون والتوفيق والسداد على ما كلف به وأن ينفع الله به البلاد والعباد ولا شك أن اختيار سموه ولياً للعهد هو امتداد لعملية اعادة بناء كاملة لهياكل الدولة السعودية بدأها الملك سلمان منذ توليه سدة الحكم؛ وهو جهد يرمي أساساً إلى تحديث وتطوير بنيات الحكم وفق رؤية مستقبلية تهيئ لنقل المملكة إلى مرحلة تاريخية جديدة في مسارها الذي بدأ منذ عهد المؤسس المغفور له إن شاء الله الملك عبدالعزيز، وأيضاً لما عرف عن سموه من الجد والاجتهاد والإخلاص في العمل فضلًا عما يتمتع به سموه من أفكار ورؤى يؤمل لها أن تنعكس على نهضة الوطن ونموه وازدهاره فهو وراء رؤية المملكة 2030 وبرامج التحول الوطني 2020 وهو وراء كل مستحدث اقتصادي يؤمل أن تجني البلاد من ورائه خيراً كثيراً وهو يتطلع ويعمل في سبيل أن يرى المملكة دولة لا تعتمد في اقتصادها على النفط وإنما على بدائل أخرى كما أن سموه يمتلك قدرات وكفاءة عالية جداً في إدارة قضايا الدولة، حيث أدار ملفات عدة على الصعيد المحلي والخارجي ونجح في إدارتها على الرغم من حساسيتها ولا شك أن هذه الثقة التي أنيطت به هي ثقة يستحقها وقد جاء هذا القرار الحكيم من لدن خادم الحرمين الشريفين منسجماً مع تطلعات المملكة بوجود قيادة شابة تتميز بكفاءة عالية قيادة قادرة على بذل مزيد من الوقت والجهد في سبيل تطوير المملكة وهو يؤكد اعتماد المملكة على القدرات الشابة وعلى جهود الشباب الذين هم مستقبل هذه البلاد. تمثيل دبلوماسي على مستوى السفارة * ماذا يعني لكم فتح سفارة لجمهورية موريشيوس في المملكة مؤخراً بصفتكم قنصلًا فخرياً لها منذ سنوات طويلة؟ - لقد وفقني الله سبحانه وتعالى بالتعريف بجمهورية موريشيوس في المملكة العربية السعودية كدولة سياحية كما وفقني الله ببناء مركز إسلامي كبير في جمهورية موريشيوس بمساعدة من البنك الإسلامي للتنمية ورابطة العالم الإسلامي، حيث أصبح هذا المركز معلماً حضارياً ومسؤولًا عن ربع سكان دولة موريشيوس من المسلمين فهو الذي يرتب لهم أمور الحج والعمرة فكثرت السياحة بين البلدين وازداد عدد الحجاج والمعتمرين كما ازداد النشاط التجاري والثقافي وهناك خطط استثمارية بين البلدين مما استدعى وجود سفارة لجمهورية موريشيوس في الرياض مؤخراً وهي امتداد للجهود التي قمت بها لتوطيد العلاقة بين البلدين والشعبين الصديقين ونسأل لها أن تزداد هذه العلاقة أكثر وأكثر. * هل فتح سفارة لموريشيوس يعني إلغاء القنصلية الفخرية؟ - بالتأكيد لا يعني ذلك، فهناك الكثير من السفارات موجودة في المملكة يعمل بها قناصل فخريون لتوطيد العلاقات وتسهيل الكثير من الأمور الثقافية والتجارية والسياحية وغيرها؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر هناك سفارة كندا في الرياض ولها قنصل فخري في جدة ومثلها سفارات أخرى عديدة. جهود دعوية * ما آخر الأنشطة الثقافية والدعوية التي قمتم بها مؤخراً؟ - رافقت مؤخراً معالي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي إلى بريطانيا وألقيت هناك محاضرات في مكتب رابطة العالم الإسلامي بلندن وأسلم على يدي اكثر من عشرين شخصاً كما ألقيت محاضرة بجامعة لندن عن الإسلام دين التسامح. * وماذا عن جهودكم العلمية من خلال دعمكم لطباعة الكتب العلمية والثقافية؟ - بتوفيق من الله قمت بمراجعة وتقديم والإسهام في طباعة أكثر من مائة كتاب علمي منها ما صدر ومنها ماهو في طريقة إلى الصدور إضافة إلى الإشراف على رسائل الماجستير والدكتوراه في داخل المملكة وخارجها وألقيت عديداً من المحاضرات في عديد من الجامعات وشاركت في أكثر من 52 مؤتمراً وندوة علمية. 6 مؤلفات * وماذا عن كتبكم وإنتاجكم العلمي الخاص؟ - ألفت ستة كتب بثلاث لغات إضافة إلى المشاركة في الندوات والمؤتمرات العلمية. * ما هي هذه الكتب؟ - هي (اعرف نبيك) باللغة الفرنسية، و(أبي قص علي) عن النبي صلى الله عليه وسلم للأطفال، و(لنحفظ ضمائرنا يقظة)، و(مبادئ هذا الدين)، و(الأحوال الشخصية في الإسلام)، و(الملحمة الإسلامية). وحالياً يتخذ المحامون للجاليات الإسلامية من كتابي عن الأحوال الشخصية مصدراً تشريعياً لحل مشاكل المسلمين في الإرث والوصية والطلاق وغيره في كل من فرنسا وإنجلترا وأمريكا خاصة أنني عضو في جمعية المحامين بواشنطون في الولايات المتحدة الأمريكية. تعاون مع جامعات عالمية * ما الجامعات التي تعاونت معها خارج المملكة بصفتكم مستشارا لكرسي الملك فهد بجامعة لندن؟ - تعاونت مع عديد من الجامعات منها جامعة الشرق والغرب في شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية التي يرأسها الدكتور وصي الله خان ومنها المعهد الإسلامي بباريس وجامعة السوربون والجامعة الإسلامية في روتردام بهولندا وكلية الأديان المقارنة بجامعة بروكسل ببلجيكا وجامعة علي قرة بالهند وجامعة أم درمان الإسلامية بالسودان والجامعة الإسلامية ببنجلادش. * على ذكر مرافقتك لمعالي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي وعضو هيئة كبار العلماء بالمملكة كيف ترون تكريم مملكة ماليزيا لمعاليه لجهوده في نشر الوسطية والتسامح الديني والحث على التعايش بين الأديان والثقافات ومحاربة التطرف والكراهية وذلك بمنحه أعلى أوسمة التقدير والشرف الملكية المسمى (فارس الدولة) بأعلى لقب (داتو سري)؟ تكريم معاليه هو تكريم للوطن وعلمائه ورجاله ولكل أبناء الوطن وهو كما قال معاليه بأن تكريمه يأتي تقديراً للاعتدال الشرعي والفكري الذي نشأ عليه هو وزملاؤه من علماء هذا البلد المعطاء وجهود معاليه في نشر الوسطية حول العالم والتسامح الديني ومحاربة التطرف والكراهية والحث على التعايش بين الأديان والثقافات واضحة للعيان فهو أهل لهذا التكريم الذي يستحقه بجدارة، كما أن رابطة العالم الإسلامي في عهد معاليه تقوم بنشاط كبير جداً في التعريف بالإسلام كدين صالح لكل زمان ومكان يتميز بالوسطية والاعتدال والتسامح؛ وهي قيم أساسية في نشر الدعوة وفي كسر الجمود الذي كان سائداً في السابق فرابطة العالم الإسلامي هي منبر دعوي عالمي ينشر الإسلام في جميع أنحاء المعمورة نسأل الله أن يبارك في هذه الجهود. رابطة العالم الإسلامي * ماذا قدمت لرابطة العالم الإسلامي من خلال عملك فيها لما يزيد على ربع قرن من الزمان؟ - أكرمني الله بالعمل في رابطة العالم الإسلامي مدة ثلاثين عاماً أسست خلالها ثلاثة مكاتب ومركزاً إسلامياً، وهذه المكاتب هي مكتب لندن ومكتب موريشيوس ومكتب باريس والمركز الإسلامي في موريشيوس ثم تنقلت في عديد من المناصب داخل الأمانة العامة للرابطة بمكة المكرمة، حيث عملت مديراً عاماً للدعوة ومديراً عاماً لإدارة الدراسات ومديراً عاماً لإدارة الثقافة والتعليم ومديراً عاماً لإدارة المنظمات ومؤخراً مستشاراً لمعالي الأمين العام للرابطة. مواقف «قطر» مؤسفة * كيف ترى ما تقوم به قطر من شق للصف الخليجي والعربي والإسلامي؟ - مما يؤسف له أن الأشقاء في دولة قطر يقومون بأعمال منافية للعرف والأخلاق والدين والكل يعرف أن دولة قطر قبل ظهور الغاز فيها كانت دولة فقيرة وكانت تعتمد على المملكة في ميزانيتها ثم أكرمها الله بوجود الغاز كأكبر دولة مصدرة للغاز المسيل فكان المفروض استخدام واردات هذا الغاز في رد الجميل للبيت الخليجي ومساعدة أبناء دول الخليج وتنمية بلدانهم بدلًا من صرف هذه الأموال على من لا يستحق من إرهابيين ومنحرفين وغيرهم وبدلاً من الاستثمار في دول لا عائد منها ولكن نسأل الله أن يلهمهم الصواب ويعودوا إلى رشدهم ويعودوا إلى بيتهم الخليجي والعمل على تنميته وازدهاره مستقبل الدعوة الإسلامية * أخيراً مستقبل الدعوة الإسلامية كيف تراه اليوم في ظل الأوضاع العالمية والخوف من الإسلام الذي يعرف بظاهرة الإسلاموفوبيا؟ - الإسلام هو دين الله سبحانه وتعالى الذي اختاره لعبادة كافة وتاريخ الإسلام بدأ مع بداية خلق البشر فآدم عليه السلام أبو البشر وهو أول نبي للإسلام وكل الأنبياء بعدة جاؤوا أيضاً بالإسلام، وكانت رسالة الإسلام هي رسالة جميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وخاتمهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي جاء بكامل الرسالة فلو كان هذا التصور عن الإسلام لدى الناس لما حصل هذا الخلاف بينهم ولتقبل بعضهم بعضاً ناهيك عن التناحر والتقاتل فالذي يتقبل الإسلام كدين سماوي فإنه سوف يحب لاخيه ما سيحب لنفسه من الهدى والتقى والخير والسلام وأرى إن شاء الله أن هذا الدين باق وسيظهره الله على الدين كله.

مشاركة :