ريجيم قاراطاي التركي"4"| "اللّبتين" الهرمون الحاسم لإنقاص الوزن

  • 7/24/2017
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

هل يمكن القول بأن هرمون اللبتين هو الهرمون الحاسم في مرحلة إنقاص الوزن؟ نعم يمكن، فهرمون اللبتين هو هرمون تم اكتشافه عام 1994م، يُنتج ويفرز في الخلايا الدهنية البيضاء والبنكرياس، وتقوم الخلايا الدهنية البيضاء في جسم الإنسان بتخزينه. يعني باليونانية القديمة "leptos and thin"، أي: النحافة، له وظائف هامة مثل: إعطاء إحساس الشبع، وقمع الجوع، ونقل إشارة للمخ عما إن كان ما تناولناه من طعام كافياً أم غير كافٍ. هرمون اللبتين يعمل مع هرمون الأنسولين على حفظ مستوى الوقود والطاقة في الجسم وتنظيمهما. هرمون اللبتين يتحكم في جميع الهرمونات الأخرى، بمعنى أن الهرمونات الموجودة في جسم الإنسان لا تعمل بدون هرمون اللبتين. غير أن هرمون اللبتين يستطيع العمل بدون الهرمونات الأخرى، يعد هرمون اللبتين آخر هرمون تم اكتشافه من بين كل الهرمونات الموجودة في الجسم، وهو بمثابة القبطان الأول للسفينة. كيف يساعد هرمون اللبتين في إنقاص الوزن؟ في ظل الظروف الفسيولوجية الطبيعية تبين أن إفراز الهرمونات يتم بتوقيتات مختلفة بين النهار والليل؛ في النهار وبعد أي لقمة نتناولها يتم إفراز هرمون الأنسولين، يعمل هرمون الأنسولين على تخزين الخلايا الدهنية البيضاء مفرزاً هرمون اللبتين. عندما يتم إنتاج هرمون اللبتين بدرجة كافية في الخلايا الدهنية البيضاء يذهب الباقي (الخلايا الدهنية البيضاء التي لم تخزن) إلى الدم (هذا مؤشر على أن المخازن امتلأت بدرجة كافية). عندما يكون مستوى الدم في درجة طبيعية يقوم هرمون اللبتين حينها بإيقاف فرز هرمون الأنسولين من البنكرياس، عندما يتم حظر إفراز هرمون الأنسولين سيتوقف تخزين سكر الدم إلى دهون، ولن يقل مستوى سكر الدم وسيدوم إحساس الشبع. أما في الليل فالوضع مختلف؛ لأن أكثر وقت يتم فيه إفراز هرمون اللبتين بعد منتصف الليل وبالتحديد بين الساعة ٢ و٥ صباحاً. إذا لم يتم تناول أي طعام في وقت متأخر من الليل يتم إفراز هرمون اللبتين بأقصى مستوى له، وأفضل وقت لإفراز هذا الهرمون هي لحظات النوم المريح العميق. لكن إن تم تناول وجبات خفيفة أو وجبات بكميات كبيرة سيظل مستوى أنسولين الدم مرتفعاً لفترة طويلة نتيجة إفراز هرمون الأنسولين، وإفراز هرمون الأنسولين بشكل متكرر يؤدي إلى إفراز هرمون اللبتين أيضاً بشكل متكرر. إن بقاء هرموني الأنسولين واللبتين في مستوى مرتفع لفترة طويلة نتيجة تداولهما يؤدي إلى عدم سماع الخلايا (التي تفهم أوامر هرموني الأنسولين واللبتين المتواجدين في جميع الأنسجة (المستقبلات)) أوامر هذه الهرمونات. نتيجة لهذا لا يمكن أن يؤثر هرمون اللبتين على الخلايا الموجودة في البنكرياس ولا يمكنه منع إفراز هرمون الأنسولين؛ لأن الخلايا التي تفرز هرمون الأنسولين في البنكرياس أصبحت لا تسمع رسائل هرمون اللبتين. في هذه الحالة وكما نجد أنفسنا حين نتحدث إلى شخص ضعيف السمع نرفع صوتنا لعله يسمعنا، فإن هرموني الأنسولين واللبتين أيضاً يزداد إفرازهما مع الوقت حتى نشعر بهما، وعلى الرغم من ارتفاع مستوى أنسولين الدم واللبتين شيئاً فشيئاً فلن يتمكنا من أداء وظيفتهما بشكل طبيعي بسبب أن الأنسجة أصبحت لا تشعر برسائلهما. بسبب أن خلايا البنكرياس لم تعد تشعر برسائل هرمون اللبتين ستستمر في إفراز هرمون الأنسولين بدون توقف، وسيستمر تخزين الدهون باستمرار، في هذه الحالة ومهما تناولنا كميات قليلة من الطعام ستزداد الدهون شيئاً فشيئاً، وبالتالي الوزن أيضاً. نطلق على هذه الحالة (عدم الشعور بهذه الأوامر المتطورة في الأنسجة والمخ والكبد والبنكرياس والقلب وجميع العضلات) اسم "مقاومة الأنسولين واللبتين"، أو بمعنى أمر "فرط الأنسولين" Hyperinsulinemic، تطلق على الأمراض التي تظهر في عمر متقدم "أمراض انتكاسية". هذه الأمراض تحدث نتيجة اختلال عملية الأيض بشكل عام، هناك سبب آخر في اضطراب عملية الأيض إلى جانب مقاومة الأنسولين واللبتين، وهو مقاومة هرمون التوتر "الأدرينالين". ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

مشاركة :