مجرد الدخول إلى الحرم المكي الجديد ضمن توسعة المليك المفدى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ومن أي الاتجاهات يعني الدخول إلى أفخم عمارة دينية في العالم وتحفة معمارية جمعت فنون العمارة التاريخية والعمارة الإسلامية بشكل خاص.وعلى أنقاض منطقة فندقية قديمة وشوارع ضيقة وأزقة حلزونية قامت عمارة دينية شامخة تؤسس لتوسعة تاريخية فيما تميزت هذه العمارة بثوابت مهمة منها تحقيق شرط الاتصال بين المصلين وتراص الصفوف وخلو أماكن الصلاة من الأعمدة التي تقطع صفوف المصلين. روعة البناء تتلألأ في عيون قاصدي البيت العتيق وكشفت قراءة الرياض أمس للطرز المعمارية المنفذة في الحرم الجديد تركيز التخطيط الهندسي على تحقيق أبعاد أمنية وصحية منها توسعة ممرات المشي المؤدية إلى صحن الطواف وارتفاع المبنى لتوفير التهوية الجيدة مع الاعتماد على تكسية جدران المبنى الضخم بالرخام الفاخر الذي لا يخرج عن اللونين الأبيض والرمادي. مآذن الحرم المكي تفننت التقنية الحديثة في مجال المعمار في صناعتها وأدخلت عليها عناصر جمالية زادت من روعة رونقها فيما زادت عمليات إسقاط الإضاءة عليها من وهج جمالها الشاهق وتبلغ منارات التوسعة أربع منارات منها منارتان رئيستان على الباب الرئيس باب “الملك عبدالله” ومنارتان الأولى في الركن الشمالي الشرقي والثانية جهة الركن الشمالي الغربي، ليصبح عدد منارات المسجد الحرام بعد اكتمال التوسعة (13) منارة.. ويتلخص تفوق العمارة الإسلامية في الحرم المكي من خلال الاستخدام الأفضل للفراغ وتوظيف التقنيات الهندسية في مجال الإنشاء والإضاءة والتبريد والتهوية والصوت بكل توافق وانسجام مما خلق روحانية وطمأنينة أضفت على المكان هيبته. الحرم المكي ظهر وكأنه كتلة معمارية من الابتكارات الهندسية والحلول البديلة لطبوغرافية صعبة تختلف عن أي مدينة في العالم كون قبلة الدنيا تقع في واد ضيق منحسر بين جبال شاهقة دكتها آليات التطوير وتحول مجرى الوادي غير ذي الزرع إلى واد تمت تكسية أرضيته بالمرمر والرخام المضاد لحرارة الشمس الحارقة. ومن الملامح المعمارية التي رصدتها الرياض أمس في الحرم المكي الجديد الاعتماد على الدواليب الرخامية الثابتة والبيضاء لحفظ المصاحف واتجاه المبنى إلى استخدام تقنية شرب ماء زمزم من خلال صنابير من برادات رخامية ثابتة مرتبطة بشبكة لمياه زمزم المبارك في ملمح تجاهل حافظات الماء التقليدية بما يكتنف عملها من صعوبة وجهد. تحفة عمارة الحرم المكي الجديد وفرت حلولاً هندسية لإيجاد التواصل الحركي المأمون للحشود، وأمنت منظومة متكاملة من عناصر الحركة الرأسية حيث تشمل سلالم متحركة وثابتة ومصاعد روعي فيها أدق معايير الاستدامة، من خلال توفير استهلاك الطاقة والموارد الطبيعية، وكذلك اعتماد أفضل أنظمة التكييف والإضاءة التي تراعي ذلك. البناء المبهر.. والعمارة الفاخرة.. العبارات التي يمكن أن تطلق على الحرم المكي الجديد الذي ظهر في أعين قاصدي بيت الله الحرام من المعتمرين والمصلين وهو يتلألأ جمالاً وروعة.
مشاركة :