مع دخول شهر رمضان المبارك، تبدأ بسطات السوبيا في الانتشار بمناطق البيع، الأكثر ازدحاما خاصة الأسواق الشعبية، وتحاول الاحتفاظ بزبائنها، باعتبارها سلطانا لطاولة الطعام بلا منازع، على الرغم من تلون السفرة بأطايب المأكولات الرمضانية، بدءا من الشربة سيدة المائدة ووصيفة الشرف السمبوسة. ويقول عبدالكريم باعمر إن مشروب السوبيا يتكون من الشعير ويمر بعدة مراحل وهي تصفيته من الشوائب ثم تبريده وتنقيعه ثم تصفيته ليصبح في النهاية جاهزا للشرب. من جانبه، أشار فيصل باجابر إلى أنه دأب على إعداد السوبيا في منزله ولم يشترها قط من السوق سواء من البسطات الرمضانية أو من المحلات التجارية ليضمن طريقة إعدادها والاهتمام بوسائل السلامة والنظافة خصوصا في ظل المداهمات التي قامت بها الأمانات مؤخرا على كثير من المطاعم الشهيرة وكشفت عدم النظافة في مطابخهم مما أدى إلى إغلاقها. وأضاف إنه يحضر السوبيا من بقايا الخبز حيث يبلل ويصفى ويضاف إليه حبات الهيل والقرفة وتمزج بمقدار معين ثم يصفى بمصفاة خاصة ومرة ثانية من خلال قطعة قماش بيضاء ثم يضاف عليه السكر ويدخل بعدها في مرحلة تبريده في الثلاجة أو بإضافة مكعبات الثلج إليه ليكون جاهزا للشرب. وبدوره أفاد عدنان حامد أن السوبيا ارتبطت بأسماء مشهورة منذ سنين عدة مثل العراقي والخضري، وتبنت عدد من الأسر صناعة هذا المشروب منذ 50 عاما تقريبا، مشيرا إلى الحرص على أن تبقى سمعة العائلة في هذه الصناعة جيدة عبر مر السنين حتى صارت أسماؤهم ماركة مسجلة للسوبيا. من جهته لفت سالم عزاني إلى وجود أنواع للسوبيا فمنها البيضاء وهو لون الشعير والحمراء التي تضاف لها نكهة الفراولة والبني الذي يضاف له التمر هندي، ناصحا بتناول هذا المشروب خلال يومين أو ثلاثة حتى لا تتخمر وتفقد قيمتها الغذائية. كما أبدى تخوفه من دخول العمالة الوافدة إلى هذه الصنعة حيث إنهم يحرصون على الربح المادي أكثر من الجودة مما يسيء لسمعة الصنعة. إلى ذلك، أوضح أخصائي التغذية سعود الغامدي أن السوبيا مفيدة كون الشعير هو المادة الأساسية في إعدادها وغني بالألياف الذي يخفف الكولسترول في الدم، مبينا أن هذه الفوائد لا تتحقق إلا في ظل تحضيرها بطريقة خالية من التلوث لذلك لا بد من الاهتمام بالناحية الصحية حتى لا تكون النتائج عكسية حيث من الممكن أن يؤدي تلوثها إلى مشاكل صحية في القولون مما قد يؤدي إلى حالات الإسهال والمغص، مشددا على التأكد من نظافتها وطريقة إعدادها في بيئة نظيفة وصحية.
مشاركة :