رام الله/ قيس أبو سمرة/ الأناضول قال محمود العالول، نائب رئيس حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، إن حركته، والقيادة الفلسطينية قررتا التصدي للمخططات الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك. وطالب بإلغاء كافة الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة في مدينة القدس، وبعودة الأمور إلى ما كانت عليه، قبل يوم الرابع عشر من الشهر الجاري. وحذر العالول، في حوار خاص مع وكالة الأناضول، من أن السياسة التي تتبعها القيادة الإسرائيلية الحالية، سوف تحوّل الصراع، من "سياسي"، إلى "ديني". وقال:" نرفض أي سيادة إسرائيلية على المسجد الأقصى، كبوابات الفحص الإلكترونية، وكاميرات المراقبة". وأشار إلى أن "القيادة الفلسطينية والشعب قرر التصدي لهذه المخططات". وقال القيادي الفلسطيني:" يبدو أن الاحتلال لا يدرك مدى تأثير العامل الديني وأهمية القدس والأقصى للشعب الفلسطيني والمسلمين، هذه القدس هذه مسرى نبينا صلى الله عليه (..)". وأضاف:" هذه الإجراءات فجّرت الدافع للمواطن الفلسطيني للدفاع عن مسجدهم، لذلك رأينا آلاف المواطنين يدافعون بأجسادهم، ويصلون لبوابات المسجد رغم كل هذه الإجراءات الأمنية". وتابع:" هذه القدس للإنسانية، لذلك رأينا المسلم والمسيحي يصلّون ويدافعون عنها". وقال:" إسرائيل تنفذ مخطط مسبق موجود لديها، يتمثل بتقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا، ومن أجل تهويده والسيطرة عليه، مستغلة الحدث الذي جرى"، في إشارة إلى عملية إطلاق نار نفذها 3 فلسطينيين (الجمعة 14 يوليو/تموز الجاري) قرب المسجد، أسفرت عن مقتلهم، بالإضافة إلى شرطييْن إسرائيليين. وأقدمت إسرائيل في أعقاب العملية على تركيب بوابات فحص إلكترونية على مداخل المسجد، وهو ما قوبل برفض صارم من قبل الفلسطينيين، الذين رفضوا دخول المسجد وأدوا الصلوات في محيطه. وقرر مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر (الكابينيت) فجر الثلاثاء، إزالة البوابات الإلكترونية واستبدالها بكاميرات ذكية. وذكرت مصادر إسرائيلية في وقت سابق من مساء الاثنين، أن قرار إزالة البوابات جاء ضمن تفاهمات مع الأردن، مقابل إفراجها عن حارس الأمن الإسرائيلي الذي قتل الأحد مواطنين أردنييْن في محيط السفارة الإسرائيلية في العاصمة عمان، على خلفية جنائية. وأضاف العالول:" موقفنا واضح، هذا مكان ديني إسلامي، لا بد أن يكون تحت سيطرة الأوقاف الاسلامية فقط". واستطرد قائلا:" كل الأماكن الدينية في بلادنا آمنة، هي واحات سلام وأمن، والذي يصنع المشكلة هو الاحتلال بوجود جنوده وسلاحهم، واحضار قطعان المستوطنين للمسجد، هذا الذي يستفز المصلين، وهو الذي يصنع الخلل الامني". وفي شأن آخر، أكد العالول، أن قرار الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، تجميد كافة الاتصالات مع إسرائيل، يشمل وقف "التنسيق الأمني". وأضاف العالول:" خطاب الرئيس كان واضحا، وقد اتخذ قرارا بوقف كافة الاتصالات والعلاقة مع إسرائيل، وأوضح أن التنسيق الأمني على رأسها، ليكن الكل الفلسطيني مطمئن". وكان بعض النشطاء الفلسطينيين، قد شككوا في صحة قرار وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، وروجوا لصورة وثيقة منسوبة لوزير الشؤون المدنية الفلسطيني، حسين الشيخ، جاء فيها أن قرار الرئيس لا يشمل التنسيق الأمني. وقد نفى الوزير الشيخ صحة هذه الوثيقة، وقال إنها مفبركة وكاذبة وتهدف إلى تشويه صورة السلطة الفلسطينية. وتابع العالول:" الموضوع هام ومتعلق في المسجد الأقصى المبارك، ولا يمكن المساومة عليه". ودعا العالول حركة حماس، إلى استثمار خطاب الرئيس "عباس"، الأخير، وحل اللجنة الإدارية في قطاع غزة، من أجل انهاء الانقسام. وقال:" نأمل ألا تضيّع حركة حماس هذه الفرصة، ولكن حتى الآن الردود غير مشجعة ونأمل أن نجد شيء آخر منهم". وأعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الجمعة الماضي (21 يوليو/تموز الجاري)، وقف جميع الاتصالات مع إسرائيل، إلى حين التزام الأخيرة بإلغاء الإجراءات المتخذة مؤخرا بالمسجد الأقصى. كما وجّه في خطاب بثه التلفاز الفلسطيني، نداء لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، لـ "توحيد الصف والبوصلة نحو الأقصى"، وطالبها بحلّ اللجنة الإدارية التابعة لها في قطاع غزة، وتمكين حكومة الوفاق الوطني من العمل هناك، والذهاب إلى انتخابات وطنية شاملة. وجدد "العالول" تحذير القيادة الفلسطينية من "تحويل الصراع من سياسي إلى ديني، الأمر الذي من شأنه وقوع حربا دينية لا أحد يعرف عواقبها". وبيّن أن الرئيس الفلسطيني على تواصل مستمر مع قادة العالم، وخاصة العالميّن العربي والإسلامي، لتنسيق المواقف دفاعا عن المسجد الأقصى. وخاطب العالمين الاسلامي والعربي قائلا:" شكرا لمواقفكم، ولكن مستوى الحدث أعلى بكثير ونأمل أن ترتقي المواقف الى مستوى الحدث، نحن بحاجة مواقف أكثر جدية ضاغطة على الاحتلال". وعن الإجراءات الإسرائيلية في مدينة القدس، قال:" إسرائيل تعتقل وتُبعد المقدسيين عن المدينة المقدسة، لكنها لن تنجح (..) هذه فرصة لكل فلسطيني للمساهمة في معركة الدفاع عن المسجد الأقصى". ولليوم "العاشر" على التوالي يرفض الفلسطينيون في مدينة القدس الدخول إلى المسجد الأقصى، من البوابات الإلكترونية التي وضعتها الشرطة الإسرائيلية على مداخل المسجد، الأحد الماضي. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :