حديث السور - مقالات

  • 7/26/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

عرفت الكويت منذ قديم الزمان أنها أم الثلاثة أسوار وتقسم أهلها إلى نوعين من المواطنين، مواطنين داخل السور ومواطنين خارج السور، قبل أن يختلط الحابل بالنابل ويتوحد الكويتيون ضد الوافد، أو يرمون بشرره إلى غيرهم ليسلموا، عملاً بالمثل القائل: حطها براس وافد وارجع سالم.لذا، ربما أرادت بلدية الكويت أن تسلم من اتهام أطفال الوافدين اللعب بنوافير البلد، فعلقت في حسابها الرسمي عبر «تويتر» أنها قررت معاقبتهم وشراء رضا الكويتيين بثمن سُور النافورة، وأكيد سيدرج تسور سُور النافورة كجريمة يعاقب عليها القانون الذي من المفترض أن يترك الكويتي ويقيم على الوافد الحد، ولا أعرف إن كانت البلدية تنوي أن تجعل النافورة أم سُور مدخلاً يتم دخوله بالبطاقة المدنية يسمح بدخول الكويتي ويطرد الوافد من نافورة الكويتيين.ولا أعرف إن كانت البلدية تنوي الاحتفال بافتتاح السور، وأقترح عليها إن أرادت أن يكون موعد الاحتفال بالتزامن مع احتفال الألمان بانهيار سُور برلين كي ندخل التاريخ من بابين: باب أننا البلد الوحيد الذي سوّر النوافير، وباب أننا نحتفل بإقامة الأسوار في عصر يحتفل بانهيارها وشعوب تحتفل بتواجدها كسر عظمتها ونحن نرمي تخلفنا على كاهل طفل بريء.لا ذنب للطفل ولا عليه إن خلع ثيابه وسار عارياً تحت وطأة حرارة الطقس، فعريه لا يستفز إلا المهووس. فمن قال إن للطفولة جنساً أو جنسية أو أن سلوك الطفل إن كان كويتياً يختلف عن سلوك الطفل الوافد. ومثلما أن الكويتي والوافد حين يذهبان إلى الجحيم، فإن جهنم لن تحابي الكويتي ولا تلسع جلده. الطفلان الكويتي والوافد حين يَرَيان نوافير أرضية مصممة عالمياً للهو الصيفي والوقاية من الحر، سيلهو الطفل الوافد الهمجي ويبقى الطفل الكويتي الراقي ينتظر والديه أن يصحباه إلى نافورة مماثلة في مصايف أوروبا، لأن شعبها لن يصوّر لعبه وينشره في وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الحديث ليصفوهم بأوصاف تمثلهم.ولأن كلام الليل يمحوه النهار، فإن اليوم التالي لكلام البلدية في حسابها الرسمي عبر «تويتر»، الذي لم يتبين أنه مخترق بعد، تنفي البلدية أنها نوت أن تطفئ النور وتبني السور الذي لا داعي له.ولو أنها وفرت تكلفة السور واستبدلتها بتخصيص ساعات للهو أطفال المواطنين بالمياه الباردة وساعات للهو الوافدين بضبط حرارة مياه النافورة مع درجة حرارة الجو كي نخلص منهم ونلوم الطقس.reemalmee@

مشاركة :