المهاجرون والأنصار و«عيال السور» - مقالات

  • 6/27/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

يقول الحق سبحانه «والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدًا ذلك الفوز العظيم». ما زلنا نعيش في زمن الجاهلية بتصرفاتنا وكلامنا، وما زلنا متمسكين ببعض العادات القبيحة حتى أصبحنا لا نختلف كثيراً عن قوم سيدنا إبراهيم لما نهاهم عن عبادة الأصنام، فقالوا بل وجدنا ان أباءنا كذلك يفعلون. يتمسك البعض بعنصريته ويتشدق بانتمائه وعروقه، وكأنه من أحفاد الرسل والأنبياء، مع العلم أن رسول الله نوح قد هلك ابنه لأنه كان على الباطل وكذلك قومه عندما تكبروا عن اتباع نوح عليه السلام... الغريب أن هؤلاء العنصريين وحتى أباءهم لم يقدموا اي شيء للبشرية، وكل ما في الأمر أنهم يرددون مقولة «عيال السور... عيال بطنها»، وهم من يُقْطع بسلاح الحسد والجهد. نحن في بلد أنعم الله عليه بالخير الوفير، وهؤلاء الحمقى يريدون أن يذهب الله بنا جميعاً ويأتي بقوم آخرين.... أسألكم بالله، هل أبناء السور أو الأغنياء أو حتى أبناء الأسرة الحاكمة، خير عند الله من المهاجرين والأنصار المبشرين بالجنة؟ ومع ذلك ابتلاهم الله، أي المهاجرين والأنصار، بالفتنة لما تقاتل رجلان، هذا يقول، يا للأنصار، والآخر، يا للمهاجرين، حتى سمع بذلك نبي الرحمة عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، فقال لهم «ما بال دعوى الجاهلية أي التعصب للطائفة أو القبيلة أو العائلة... ثم قال عليه السلام دعوها فإنها منتنة». إن من أهم أسباب دوام النعمة، شكر الله ومخافته، وهذا لا يكون بالشعارات أو الرموز التي توضع هنا أو هناك، ولكن من خلال العمل الخالص لوجه الله تعالى والاقتداء بسنة رسوله. ولا أخفيكم أننا في مجتمع صار إلى حد ما، بيئة خصبة للفتن والإشاعات المغرضة، وصار ساحة يتم فيها الإساءة للرسول وصحابته وزوجاته وآل بيته... لهذا من الواجب علينا، إذا كنا بالفعل نريد المحافظة على بلدنا وعلى نعمة الأمن والأمان، أن نوحد صفوفنا لنكن درعاً قوياً يحفاظ على وحدتنا الوطنية، بسنتنا وشيعتنا، ببدونا وحضرنا، وألا نترك الفرصة لكل تافه وأحمق أن يتفنن في تقسيمنا ويتلاعب في فرزنا. وهذا أيضاً ما نطلبه من حكومتنا أن تكون أكثر حازمة وجادة في التصدي لكل من تسول له نفسه بث الفرقة بين الناس من خلال تفعيل قانون الكراهية. وليعلم كل من يحاول دفع الناس بعضها ببعض ليتناحروا ويتقاتلوا أنه سيكون أول الضحايا، فالنار إذا اشتعلت صارت كالهشيم وجزاؤه في الآخرة نار تلظى لا يصلاها إلا الأشقى... فهل من مدكر؟ إضاءة: الأخطار من حولنا تزداد والدول القريبة منا صارت تعاني الأمرين بسبب حروبها الأهلية، ونحن في الكويت ما يميزنا ويزيد من قوتنا هو التلاحم بين أبناء الشعب الكويتي في أوقات الشدة ومهما حاول البعض تقسيمنا فلن يستطيع... والله خير الحافظين.

مشاركة :