اسمح لي أيها القارئ الهمام، يا من تشكو الزحام وخيانة اللئام، أن أدخل في الموضوع دخول أمن الدولة على أفراد خلية العبدلي... بلا مقدمات.للذين هربوا... خذوا مني هذه الرسالة كرمية منجنيق لا ترد. لا أعرف أحداً منكم، ولكن لأن الكويت صغيرة والكل يعرف تفاصيلها، فنحن نعرفكم وإن كنا لا نعرفكم.لقد نشرت صوركم في المرافق العامة للدولة وأصبحتم أنتم ومن هو مثلكم ممن انضموا لأي جماعة حاولت هدم أركان الدولة مثالاً صريحاً لأبنائنا الصغار الذين لا يتصورون المفاهيم المجردة... ولكن صوركم أصبحت مثالاً ملموساً ينطبع في المفاهيم المجردة للأطفال كصورة للتجاوز والتعامل... كرهكم هذا الجيل من الكويتيين وأجيال قادمة.في الواقع، لست مهتماً ما إذا عبرتم للجهة الأخرى بزورق أو طائرة أم أن بعضكم مازال يختبئ هنا في مزرعة أو غرفة خادمة... لست مهتماً، لأن رجال الداخلية وأعضاء المجلس سيتناقشون حول هذا.ففي كل الحالات أنتم الخاسرون... لقد انتصرت الكويت كعادتها، فكل الذين أشاروا للكويت بإصبع أشارت لهم الكويت بذراع، ليس لأننا أقوياء أو لأن لنا باعاً طويلاً في الحروب وتصنيع الميليشيات وحفر الأرض وتخزين السلاح وتكوين المعارضة لضرب جبهة داخلية، فنحن لسنا روسيا ولا أميركا ولا الجهة الأخرى، ولكننا دار الحكمة، تلك الدار التي يسخر الله لها من في الأرض إذا أرادت أن تقطع أصابع من يشير إليها. ولذلك، فهي تضرب بذراع، ولكم في التاريخ عظة.والآن عزيزي القارئ، لنعتبر أن أعضاء الخلية قد عبروا، فهل هذا يعني أنهم كسبوا جولة؟في الواقع، نعم كسبوا جولة، ولكنهم خسروا جولة أكبر. فلقد أصبح اللعب مكشوفاً بحكم محكمة وبمراحله الثلاث في دار الحكمة، وخفّض التمثيل الديبلوماسي وأغلق المكتب العسكري والثقافي بحكمة. وسواء أكان أفراد خلية العبدلي في البر أو البحر، فلا يهم كما قلت لك لأن هروبهم غريب وليس لنا فيه غير الطلسم، ولكنك ها أنت قد عرفت أن نافخي الكير بمذاهبهم المختلفة يريدون أن يضعوا باقة ورد على قبور المتعاطفين معهم والمنفذين لعملياتهم، بينما وطنك فقط هو من يحاول أن يعطيك وردة في حياتك.فما الذي ترجوه من عاق؟فحمداً لله، الذي خيب أحلامهم لتتحول إلى كابوس، فقد أرادوا المجد فنالوه خزياً، سلموا آذانهم للسفارات فليس لهم اليوم بيننا صوت، وحفروا في الأرض فأخرج الله لنا ما في قلوبهم من غل.وختاماً، فإن المحاولات الرخيصة لتحويل موضوع مثل هذا إلى ردح طائفي ما هي إلا قصة تاريخية مملة ومتداولة ولا أحد كلف نفسه عناء البحث حول حقيقتها وجدواها، وحقيقتها بلا تقية أو شعرة معاوية هي أن الردح الطائفي على قضايا من هذا النوع تعتبر جلطة في جسد الدولة عليها الإسراع في التخلص منها قبل الشلل. فلقد أصابنا الملل من تلك الكليشيهات الأكثر ابتذالاً، التي تنتشر مع كل قضية يتورط فيها صاحب أجندة مذهبية على حساب الأمن والشعب والدولة، فأي تبادل للاتهامات بين الطوائف ما هو إلا حالة طفو من الزبد على جراح وطن أصابته 16 طلقة عاقة في وقت يحتاج فيه الوطن أن يطمئن للداخل لأن الخارج مشتعل.فأرجو من الطائفيين أن يترجلوا عن الحمير والبغال التي يركبوها، وليتركوا المنصة قليلاً لكي نعرف أننا نرى الأشياء كما هي تماماً.وهنا أشير بكلتا يديّ لجميع المذاهب وليس لأحد بعينه... فكما قلت لكم الكويت صغيرة والكل يعرف تفاصيلها.حفظ الله الكويت، بلد التسامح والصداقة والسلام والعيش المشترك الكريم، وأميرها أمير الحكمة والصبر والسياسة.حوار مقتبس من تيمون وبومبا :- بس أنا لسه بحبهم يا بومبا.- وهما مش بيحبوك ونسيوك، بطّل ترخّص نفسك وخليك غالي يا تيمون.- كل ما ابقى كويس مع حد يثبت لي انه مابيستاهلش يا بومبا.كاتب كويتيmoh1alatwan@
مشاركة :