القاهرة: «الخليج» أبلغت مصر الثلاثاء الاتحاد الأوروبي أن الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب الممول من قطر، لن تقبل بحلول وسط في الأزمة الدبلوماسية المستمرة منذ مطلع يونيو الماضي. وقال سامح شكري وزير الخارجية، بعد مباحثات مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجريني في بروكسل، إن قطر يجب أن تقبل كل طلبات مصر، والسعودية، والبحرين، والإمارات، فيما أكدت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني، خلال مؤتمر صحفي مع شكري، في بروكسل، أن الاتحاد يدعم مطلب الدول ال 4 بوقف دعم الإرهاب، ويتفهم الموقف المصري من قطر.واضاف شكري في مؤتمر صحفي «الأمر غير قابل للحلول الوسط، لا يمكن الوصول لحلول وسط مع أي شكل من (أشكال) الإرهاب، لا يمكننا التسوية أو الدخول في أي شكل من التفاوض»، وتابع «فقط حين تتخذ قطر الاجراءات الضرورية التي تسير في اتجاه القبول بأن تكون شريكا في الحرب ضد الارهاب، سيتم حل الأزمة». وأكد شكري أن قطر «تؤوي عناصر مرتبطة بإيديولوجيات إرهابية وإيديولوجيات متطرفة».من جانب ثان، أكدت مصر رفضها الانتقادات التي يوجهها الاتحاد الأوروبي للأوضاع الداخلية والموقف الأوروبي السلبي تجاه سبل التعامل مع خطر الإرهاب والتطرف، وطالبت أوروبا بإعادة النظر في المشروعات المائية في دول حوض النيل، بما يحترم قواعد القانون الدولي، ويعزز التعاون والاستقرار بين دول الحوض، وذلك خلال الاجتماع السابع لمجلس المشاركة بين مصر والاتحاد الأوروبي.وأكد المستشار أحمد أبو زيد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أن الجانبين أكدا عزمهما على البدء في ترجمة وثيقة أولويات المشاركة، إلى برامج تعاون محددة خلال الفترة المقبلة. وأوضح المتحدث أن الاجتماع مثل فرصةً مهمة للإعراب عن شواغل مصر الرئيسية، إزاء أسلوب تعامل الاتحاد الأوروبي مع العديد من القضايا، موضحا أن شكري شدد على أن علاقات الشراكة بين الطرفين يجب أن تقوم على الاحترام والتقدير المتبادل، رافضاً ما يوجهه الاتحاد الأوروبي من انتقادات للأوضاع الداخلية في مصر، استناداً إلى معايير مغلوطة ومنطق متناقض يفتقر إلى الموضوعية.وأوضح المتحدث أن مصر دعت الاتحاد الأوروبي إلى مراجعة موقفه السلبي تجاه سبل التعامل مع خطر الإرهاب والتطرف، الذي يصل إلى حد غض الطرف عن ممارسات بعض الدول والكيانات الإقليمية.وأضاف المتحدث أن الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي، أكدت، خلال اللقاء أن أوروبا تتعامل مع مصر كشريك رئيسي، وبؤرة ارتكاز في الشرق الأوسط، وتتطلع إلى التنسيق معها، بشأن الأزمات المهمة التي تواجه المنطقة، وفي مقدمتها الأوضاع في ليبيا وسوريا والأزمة القطرية.وكررت موغيريني، دعوتها لعقد مباحثات لحل الأزمة الدبلوماسية. وقالت «نحن في أوروبا ننظر إلى هذا الأمر بوصفه حاجة ليس فقط لدولة واحدة ولكن لكل الدول»، مشددة على أن أوروبا تشاطر مصر «التزاما واضحا بمحاربة الإرهاب». واتفق الجانبان على أن السبيل الوحيد لحل الأزمة الليبية، هو الحل السياسي، وفقاً للاتفاق السياسي الليبي، كما استعرض شكري الأزمة السورية، وموقف مصر القائم على ضرورة دعم التطلعات المشروعة للشعب السوري، مع الحفاظ على الوحدة الوطنية.
مشاركة :