الاحتلال ينزل عن الشجرة

  • 7/26/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يونس السيدمرة أخرى تعود القدس إلى واجهة الصراع في المنطقة، وتثبت للعالم أنها مفتاح الحرب والسلام فيها، بل إنها هي من يحدد مصير المنطقة برمتها، فالقدس بما هي عليه أو ستكون عليه ستظل خطاً أحمر يوحد الفلسطينيين والعرب، وهي الصخرة التي تتحطم عليها كل مخططات الاحتلال وغطرسته وأحلامه في الهيمنة والسيادة عليها وعلى مقدساتها الدينية، ولا خيار أمام الاحتلال سوى التراجع أو جر المنطقة إلى حرب دموية لا أحد يمكنه التكهن بنتائجها. نقول ذلك، لأن القدس، ومنذ أن حاول الاحتلال الصهيوني استغلال عملية «الجبارين» في الأقصى قبل نحو أسبوعين، لتنفيذ مخططاته التهويدية بفرض تقسيم مكاني وزماني للحرم القدسي، وإعلان السيادة «الإسرائيلية» عليه، وما رافق ذلك من إجراءات قمعية ووحشية ونصب «بوابات إلكترونية» على مداخل الأقصى، ثم محاولة استبدالها لاحقاً ب«الكاميرات الذكية» القادرة على كشف أدق تفاصيل المصلين، أظهر أهلها المقدسيون ومن ورائهم الفلسطينيون جميعاً، معدنهم النفيس وصمودهم المنقطع النظير، وأعلنوا رفضهم لكل إجراءات الاحتلال ورابطوا أمام بوابات المسجد، وصلوا على الأرض في الشوارع المحيطة التي تخضبت بدماء أبنائهم، حيث ارتقى العديد من الشهداء ومئات الجرحى. لم يتراجع المقدسيون والفلسطينيون عامة قيد أنملة عن مطالبهم بإزالة البوابات الإلكترونية والكاميرات الذكية وكل العوائق أمام المصلين في الأقصى وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل العملية الفدائية في 14 يوليو/تموز الحالي، في وقت كانت نذر الانتفاضة الفلسطينية الثالثة تتجمع في الأفق.. هكذا تحدثت التقارير الأمنية «الإسرائيلية» والتي دفعت الاحتلال إلى تعزيز قواته وتصعيد إجراءاته القمعية في القدس والضفة الغربية. لكن نذر الانتفاضة الثالثة كانت على طاولة حكومة نتنياهو الأمنية المصغرة، بالتزامن مع قضية السفارة «الإسرائيلية» في عمّان، حيث تورط ضابط أمن «إسرائيلي» بقتل مواطنين أردنيين داخل مبنى السفارة، وما قيل عن تفاهمات أردنية «إسرائيلية» بوساطة أمريكية بشأن حل يسمح بإزالة البوابات الإلكترونية وكل العوائق أمام أبواب الأقصى. حكومة نتنياهو كانت تبحث عن مخرج للأزمة والنزول عن الشجرة من دون إظهار تراجعها وضعفها، وهي في الحقيقة كانت قد تراجعت فعلاً قبل حادثة السفارة بالإعلان عن بدائل للبوابات الإلكترونية. صحيفة «يديعوت»، قالت «إن «إسرائيل» تسعى للخروج من الأزمة بأقل الخسائر وبدون انتفاضة ثالثة». السؤال الآن هل انتصرت القدس والمقدسيون في هذه المعركة؟ والجواب يمكن أن نراه على الأرض، فالإصرار الفلسطيني والضغط العربي أجبر الاحتلال على إزالة البوابات الإلكترونية وحتى «الكاميرات الذكية»، ولكن هناك خشية من أن يكون التراجع «الإسرائيلي» نوعاً من امتصاص الغضب الشعبي الفلسطيني والعربي، ولكن أيضاً، من قال إن الاحتلال لم يكن يستخدم أدوات إلكترونية متطورة قبل هذه الأحداث؟ المعركة إذاً لا تزال مفتوحة، غير أن ما يبعث على التفاؤل أن اليقظة الفلسطينية والاستعداد للمواجهة بلغا ذروتهما في هذه المرحلة. younis898@yahoo.com

مشاركة :