أكد سعادة الشيخ علـي بن جاسم آل ثاني، سفير دولة قطر لدى جمهورية النمسا، مواصلة دولة قطر تمسكها بالحوار، وإيجاد حل للأزمة دون الانتقاص من سيادتها كدولة. وقال سعادة السفير، في مقابلة مع صحيفة «دي برسه DiePresse» اليومية النمساوية: «إن دولة قطر ملتزمة بالقواعد الأساسية لمجلس التعاون الخليجي، التي تلزم الدول الأعضاء بحل خلافاتها داخلياً، وبالوسائل الدبلوماسية». مشدداً على أن أسلوب الحصار والمقاطعة يعد مخالفة لهذه القواعد، وللقانون الدولي ولحقوق الإنسان على حد سواء. وفي معرض رده على المطالب التي تقدمت بها دول الحصار حيث يطالبون قطر بالتخلي عن سيادتها، وألا تكون سياستها الخارجية مستقلة، فضلاً عن منع حرية التعبير، عبر إغلاق قناة الجزيرة ..موضحاً إلى أن الطرف الآخر صاغ مطالبه بطريقة لا يمكن القبول بها لاعتبارات قانونية. وحول الاتهامات التي تكيلها دول الحصار للدوحة بدعم الإرهاب، قال سعادة الشيخ علـي بن جاسم آل ثاني: «نحن نعيش في بلد يطبق القانون، وحشدنا كافة إمكانياتنا بقوة في محاربة هذه الظاهرة، ونحن طرف في التحالف الدولي ضد الإرهاب، بقيادة حلف شمال الأطلسي –الناتو، والولايات المتحدة الأميركية والأوروبيين». كما لفت إلى أن دولة قطر تلقت- للأسف- نبأ فرض الحصار عليها بشكل مفاجئ، حيث طلبت دول الحصار من مواطنيها مغادرة الأراضي القطرية، وأجبرتهم على العودة إلى بلدانهم من خلال وسائل التهديد بفرض عقوبات مشددة عليهم إذا لم يتقيدوا بهذا الأمر، مما أدى إلى تشتيت العوائل والتسبب في آلام لا مبرر لها. الانتفاضة السورية ورداً على سؤال حول موقف قطر، من الانتفاضة المسلحة ضد نظام بشار الأسد، أوضح سعادة السفير أن الانتفاضة في سوريا جاءت من الشعب السوري مباشرة، وليس لقطر دخل فيها، وقال في السياق ذاته: «نحن نعمل بشكل وثيق مع التحالف الدولي لإنهاء هذه الأزمة». كما استعرض سعادته علاقات قطر، مع باقي دول العالم، ومن بينها إيران، حيث شدد على أن لكل بلد ذي سيادة الحق في تحديد اتجاهات سياسته الداخلية والخارجية، وفقاً لمصالحه. مضيفاً: «نحن نحرص على إقامة علاقات سياسية جيدة مع كافة الدول المجاورة لنا، ودولة قطر مرتبطة بعلاقات تاريخية وطيدة مع المملكة العربية السعودية على مدى التاريخ، أما فيما يتصل بإيران فإننا لم نفعل شيئاً مغايراً لما تفعله باقي دول مجلس التعاون الخليجي». وبيَّن في الاتجاه ذاته أن علاقات قطر، التجارية مع إيران تظل قليلة جداً بالمقارنة بعلاقات دولة الإمارات العربية مع إيران على سبيل المثال. وفي معرض رد سعادة السفير على سؤال حول السبل الكفيلة لإنهاء الأزمة الخليجية، قال سعادة الشيخ علـي بن جاسم آل ثاني: «إن الأمر يحتاج إلى الحوار، مثلما أكدنا عليه منذ بداية الأزمة، وسنواصل الالتزام بهذا المبدأ، وندعو الطرف الآخر للقيام بنفس الخطوة». مشيراً إلى ترحيب ودعم دولة قطر بجهود الوساطة التي يقوم بها صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت.;
مشاركة :