أعلن السفير اليمني لدى الأمم المتحدة خالد حسين اليماني أن لدى الميليشيات الانقلابية آلاف المختطفين السياسيين والناشطين الصحافيين والمدنيين»، مشيراً إلى أن «موضوع المعتقلين من أبرز الامور التي يمارس فيها الحوثي وصالح انتهاكات للحقوق الإنسانية منذ انقلابهم على السلطة الشرعية والذي تبعه اعتقال آلاف المعارضين والمدنيين بشكل غير قانوني وخارج إطار القضاء». وقال اليماني في ندورة نظمتها بعثة اليمن الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك بالتعاون مع رابطة أمهات المختطفين والتكتل اليمني الأميركي في مبنى الأمم المتحدة ونقلتها وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) اليوم (الثلثاء) إن هذا الموضوع «لا يجب أن يكون موضوعاً للتفاوض، ويجب أن يحرص المجتمع الدولي على أن يحصل المعتقلين على حقوقهم الإنسانية مثل الحق في التواصل مع أسرهم والحق في محاكمة عادلة». من جانبه، أكد نائب المبعوث الخاص للامين العام للأمم المتحدة الى اليمن كيني غلوك أن «موضوع المعتقلين والمختطفين على رأس اجندة التفاوض»، مشيراً إلى «إثارة هذا الأمر في محادثات الكويت للسلام وشكلت لجنة خاصة اثناء المحادثات خاصة بهم». وشدد على «إدانة استعمال الإعتقال والاختطاف كاداة سياسية والاعتقالات غير القانونية، وضرورة محاسبة من ينتهك الحقوق الإنسانية». وقال: «في هذا الإطار نشجع على إنشاء آلية يمنية للتحقيق في هذه الانتهاكات ومحاسبة المتورطين». وتحدث الأستاذ في جامعة رولنز اورلاندو الدكتور ستيفن داي عن حقوق الانسان في منظمات المجتمع المدني اليمني، وعن أسباب تردي حالة حقوق الانسان في اليمن بعد انقلاب الحوثيين وصالح. وأشار الى أن «السبب سياسي إضافة الى تهمتي عدم الولاء والعمالة وهما وراء كثير من هذه الانتهاكات، كما ان الرغبة بالانتقام هي احد الأسباب في الانتهاكات وبالأخص من الشباب بعد ثورة الشباب عام ٢٠١١»، مشيراً إلى أن «عمليات الاعتقال والاختفاء القسري في اليمن زادت بعد العامين ٢٠١٤ و٢٠١٥ ووصلت إلى الصحافيين وكبار مسؤولي الدولة بما فيهم الرئيس ورئيس وأعضاء الحكومة وكل هذا يرتبط بالقوة والنفوذ والسلطة». ورأى أن «اليمن حالة خاصة لدراسة الاختفاء وهناك أيضاً مشكلة سيطرة الدولة المركزية على القرار والموارد»، لافتاً الى أن «اليمن بحاجة الى استقلالية سلطة القانون والحكم الذاتي للمناطق لكن أي شخص ينادي بهذين الشيئين يُتهم بالخيانة والعمالة». وتابع داي: «اليمنيون أصحاب الحكمة وبلد الملكتين بلقيس وأروى لا يمكن أن يحكموا من قبل سلطة دينية كإيران أو سلطة عسكرية كالعراق، ويجب استخدام المفتاحين السابقين وقد يقبل الحوثي وصالح بدور مستقل للقانون ولكن لا يمكن ان يقبلوا بسلطة محلية فعلية من منطلق الرغبة بالحكم والسيطرة». وشارك الدكتور عبدالقادر الجنيد بمداخلة تحت عنوان «دولتي مختطفة ومدينتي محاصرة ويختطفون المواطنين». وقال إن «مجلس الأمن عقد جلسة تاريخية دعماً لمخرجات الحوار الوطني في اليمن لكن الحوثي صالح رفضا تلك النتيجة للحوار الوطني وأصرا أن يأخذا بالأسلحة ما لم يستطيعا عليه من خلال الحوار... مدينتي تعز محاصرة بالقناصين كما كانت سراييفو». كما استعرض تجربته الشخصية المريرة في سجون الحوثيين التي مكث فيها مدة عشرة أشهر، مشدداً على «أهمية تطبيق مخرجات الحوار وتحول اليمن الى الدولة الاتحادية من ستة أقاليم». وروى قصة أحد المعتقلين وكيف حوله الاختطاف الى إنسان مشلول، وقال: «للأسف لم يهتم أحد بوقف معاناة اليمنيين وحتى المجتمع الدولي لم يعد يولي اليمن أي أهمية والآن اليمن تعاني الفقر والمرض والحروب». وتحدث الأميركي مارك ماكلستر وهو محتجز سابق في معتقلات الميليشيا في اليمن حول تجربته الشخصية المريرة. وقال: «أنا سعيد لبقائي حياً. كنت في العام ٢٠١٥ في رحلتي الثالثة لليمن في مهمة للبعثة الأميركية، وقد بقيت في الاحتجاز ما يقارب سته أشهر ولم أستطع التحدث لأسرتي لفترة طويلة ومنعت من التواصل معهم ولم يكن يتحدث الإنكليزية في المعاقل أحد إلا الدكتور الجنيد الذي يقف بجانبي الآن وقد مررت بظروف اعتقال قاسية نفسياً وعصبياً».
مشاركة :