نحتاج صناعة الفكرة - خالد عبدالله الجارالله

  • 7/6/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قليل من المبدعين وكثير من المقلدين، فصناعة الموجة تحتاج الى مبدع يتمتع بالجرأة والاقدام ويعمل على التجديد والابتكار ويستقطب الكفاءات التي تساعده على تحقيق الهدف بأي ثمن. عكس المقلدين الذين يستمتعون بالتقتير وعدم الاهتمام بالجوانب الإبداعية طمعا في توفير بعض الدراهم وقد تكون على حساب مشاريع بالملايين. التقليد من المشاكل السائدة في عالمنا العربي وتحديدا في تنفيذ المشاريع سواء الحكومية او الخاصة حيث يتم اختصار العمل بتقليد نماذج لمشاريع داخلية او خارجية بغرض سرعة التنفيذ والربح على حساب الجودة، بعيدا عن الابتكار والتجديد والبحث عن أفكار قد توفر مئات الملايين وتعطي جودة أكبر وجهدا اقل. لو عدنا بالذكرة الى بداية القرن الهجري عندما أنشأت الدولة بعض المشاريع تحت اشرافها ومنها مشروع إسكان ذوي الدخل المحدود غرب الرياض ومشاريع وزارة الإسكان والاشغال العامة في ذلك الوقت في الرياض وجدة ومكة والدمام وهي عمائر سكنية لا زالت موجودة وتشهد على حسن التخطيط والدقة في التنفيذ. أيضا مشاريع المدن السكنية للحرس الوطني ومشاريع الهيئة الملكية للجبيل وينبع شاهد على حسن التخطيط والتنفيذ وأضيف لها مشاريع مواقع شركة الاتصالات السعودية التي أنشأتها وزارة البرق والبريد والهاتف سابقا في الرياض والدمام وجدة قبل ثلاثين عاما كمجمعات تشمل مساكن ومكاتب وصالات رياضية لازالت مستخدمة حتى يومنا وبأفضل حالاتها ونظام بنائها مرن قابلة للتوسع والفك والتركيب. سؤالي هو أين البحث وصناعة الأفكار والفرص في المشاريع؟ لو بحثنا بتمحيص فانه لا يوجد مشاريع يمكن ان يشار لها بالبنان. حتى وان كانت ظاهريا جميلة ومصممة بطريقة عصرية فستظهر عيوبها عند أول امتحان. في مجال الإسكان لا زلنا نعمل بالعقلية القديمة والتصميم التقليدي للواجهات والتقسيمات الداخلية وعدم الاستفادة من المساحة في تخصيصها للتشجير والزراعة والترفيه والرياضة داخل المسكن!! وهنا لب المشكلة. نحن بحاجة لمبادرات جديدة لصناعة الأفكار والفرص في مجال الإسكان تحديدا وهذا ما نفتقده في مبانينا التي يتم انشاؤها فرديا وكذلك مشاريع وزارة الإسكان حسب ما هو مشاهد. والمطلوب عمل مشاريع يتم تنفيذها اعتمادا على حاجة المجتمع والإمكانات المتاحة المادية وحجم الطلب في السوق وأن تكون حيوية وبأسلوب عصري تشمل التشجير ومباني الخدمات ومراكز الرياضة والمواقف والمحلات التجارية وتعدد الأدوار وسهولة الدخول والخروج الى الأحياء. الفساد ليس السبب الوحيد الجاثم على مشاريعنا بل هناك الاتكالية والتقليد وعدم القدرة او الرغبة في الابتكار ومن هنا تأتي مشاكل التعثر وسوء تنفيذ معظم المشاريع وظهور العيوب خلال فترة وجيزة. نحن بحاجة لإتاحة الفرصة للمبدعين من أصحاب الخبرة والممارسة حتى لو تم استقطابهم بأعلى الأسعار ومنح الفرصة لجيل الشباب المتحمس الباحث عن اثبات الذات. لقد مللنا من النمطية في كل شيء.

مشاركة :