دارت اشتباكات متقطعة ليل الثلاثاء الأربعاء في الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، برغم سريان هدنة في هذه المنطقة التي استهدفتها غارات جوية، فيما وثق المرصد السوري مقتل وإصابة نحو 55 مدنياً في غوطة دمشق الشرقية منذ سريان اتفاق الهدنة يوم السبت الماضي، في وقت تواصلت الاشتباكات والقصف الجوي في البادية السورية بين قوات النظام وتنظيم «داعش»، في حين قصفت طائرات حربية مناطق تابعة لمدينة الميادين شرق دير الزور وقتلت 6 أفراد من عائلة واحدة. وتعد هذه الاشتباكات بين قوات النظام السوري وفصيل «فيلق الرحمن» المعارض في محيط وادي عين ترما في الأطراف الغربية للغوطة «الأولى منذ بدء سريان الهدنة»، بحسب المرصد. وبعد توقف الاشتباكات، استهدفت الطائرات الحربية السورية، وفق المرصد، صباح أمس مناطق في بلدة عين ترما «بثلاث غارات»، كما قصفت مناطق أخرى بينها مدينة زملكا «ما تسبب بإصابة أربعة مواطنين بجروح». وأفاد المرصد السوري أيضاً عن «مقتل طفلة وإصابة سبعة مدنيين آخرين بجروح في غارة نفذتها طائرة حربية سورية على بلدة اوتايا». وكان الجيش السوري أعلن السبت «وقف الأعمال القتالية في عدد من مناطق الغوطة الشرقية بريف دمشق» من دون أن يسمي المناطق غير المشمولة بالاتفاق.من جهة أخرى، وثق المرصد مقتل 4 مقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية، ممن قضوا في القصف والاشتباكات مع تنظيم «داعش»، في مدينة الرقة، ليرتفع إلى 14 على الأقل عدد الذين جرى توثيقهم وتشييعهم خلال ال 24 ساعة الفائتة ممن قضوا في الظروف ذاتها، كما تم توثيق مقتل مواطنة جراء قصف طائرات التحالف الدولي الثلاثاء لمناطق في مدينة الرقة. وبحسب المرصد، نفذت الطائرات الحربية عدة غارات على مناطق في محيط حقل الهيل ومدينة السخنة بريف حمص الشرقي، ولم ترد معلومات عن إصابات، بالتزامن مع استمرار الاشتباكات بين قوات النظام المدعمة بالمسلحين الموالين لها من جهة، وعناصر تنظيم «داعش» من جهة أخرى، في محاولة من قوات النظام تحقيق تقدم جديد في المنطقة واستعادة السيطرة على مزيد من المناطق التي خسرتها في وقت سابق لصالح التنظيم.في غضون ذلك، هزت انفجارات ريف دير الزور الشرقي، ناجمة عن ضربات جوية نفذتها طائرات، لا يعرف ما إذا كانت روسية أم تابعة للتحالف الدولي، استهدفت أماكن في منطقة الطيبة التي تعد امتداداً لمدينة الميادين من الجهة الشرقية، في الريف الشرقي لدير الزور، وتسببت الغارات المتجددة في مجزرة جديدة راح ضحيتها 6 مواطنين من عائلة واحدة، بينهم طفلان ومواطنتان، إضافة لإصابة آخرين بجراح، وعدد القتلى لا يزال مرشحاً للارتفاع بسبب وجود جرحى بحالات خطرة، في المنطقة التي يفصلها عن الميادين، دوار الطيبة الذي علق التنظيم عليه عشرات الجثث التي قام بإعدامها أو سحبها من أرض المعركة بينه وبين خصومه في أوقات سابقة. ورصد المرصد تبادل الأدوار بين التحالف والروس، في الأسبوع الأخير، إذ عمدت قوات التحالف الدولي إلى وقف غاراتها على الريف الشرقي للرقة وأجزاء من ريف دير الزور الشمالي الغربي وريف دير الزور الشرقي، لتحل محلها الطائرات الروسية التي نفذت عشرات الغارات الجوية وتسببت هذه الغارات في حركة نزوح واسعة لعشرات العوائل المدنية التي اضطرت للنزوح نتيجة كثافة القصف والدمار المتلاحق الذي يصيب المنطقة. (وكالات)
مشاركة :