حين وقعت قطر والولايات المتحدة مذكرة تفاهم حول محاربة الإرهاب ومكافحة تمويله، خلال زيارة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إلى الدوحة قبل أسبوعين، كان موقف الدول الداعية لمكافحة الإرهاب من هذه الاتفاقية إيجابياً، ذلك أن الهدف من مقاطعة قطر بدأ يؤتي ثماره على أرض الواقع. كان السؤال الأساسي في هذه الاتفاقية، لماذا لم توقع قطر من قبل على مثل هذه الاتفاقيات، ولماذا لا تكون قطر سباقة في توقيع مثل هذه الاتفاقيات ما دامت تدعي أنها تكافح الإرهاب.. ولماذا لا توقع قطر على مثل هذه الاتفاقيات مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب التي طالبت منذ البداية بمثل هذه الاتفاقيات، لكن السؤال الأكبر هل ستلتزم قطر بمكافحة الإرهاب؟ تذاكٍ قطري من الناحية العملية، فإن مطالب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب تأتي في إطار الاتفاقية التي وقعتها الدوحة مع واشنطن، لكن قطر ومن خلال السياسة التقليدية المتبعة وهي التدويل، ذهبت إلى توقيع هذه الاتفاقية مع واشنطن ورفضت ذات المطالب التي قدمتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب.. إذاً، نحن أمام محاولة تذاكٍ قطرية لن تنطلي على أحد، ذلك أنها تدعي مكافحة الإرهاب مع واشنطن وتعمل على تغذيته في المنطقة. ألاعيب مفضوحة يقول قائد أحد الفصائل السورية في الداخل، لا يمكن لقطر أن تتخلى عن دعم القوى المتطرفة في سوريا، ذلك أن هذه القوى هي الحليف الوحيد لقطر في الداخل السوري. ويضيف في تصريح لـ«البيان»، إن طريق مكافحة الإرهاب واضح، والسؤال هل تتوقف قطر التي وقعت مع الجانب الأميركي اتفاقية مكافحة الإرهاب بوقف تمويلها لجبهة النصرة في إدلب. وأكد أن الدوحة تحاول التذاكي على المجتمع الدولي إلا أن كل هذه الألاعيب باتت مفضوحة -على الأقل- بالنسبة للشعب السوري. وفي هذا الإطار يمكن قراءة تمدد جبهة النصرة في مدينة إدلب، فالمعروف أن جبهة النصرة تتلقى التمويل من الدوحة، وفي ظل الصراع الأخير على مدينة إدلب، تبين أن جبهة النصرة لا تزال الحليف الاستراتيجي لقطر وهذا ما تبين من خلال الإيعاز لحركة أحرار الشام بحل نفسها لتكون جبهة النصرة وقطر سيدا الإرهاب في الساحة السورية.
مشاركة :