استعادت قوات النظام السوري بدعم روسي الخميس السيطرة على مدينة تدمر الاثرية بعد طرد مقاتلي تنظيم "داعش" منها، في ضربة ميدانية جديدة للمتطرفين. في جنيف، حمل رئيس وفد النظام السوري وفد الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لاطراف واسعة من المعارضة السورية، "مسؤولية اي فشل" في محادثات السلام، متهما اياها بأخذ المفاوضات "رهينة" بعد رفضها ادراج بند مكافحة الارهاب على جدول الاعمال. ميدانيا، اعلنت قيادة جيش النظام السوري في بيان نقلته وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" ان "وحدات من قواتنا المسلحة بالتعاون مع القوات الرديفة والحلفاء تستعيد مدينة تدمر". وافادت بأن السيطرة على المدينة تأتي "بإسناد جوي مركز من الطيران الحربي السوري والروسي". وسارعت المعارضة الى الاستهزاء باستعادة النظام السيطرة على تدمر للمرة الثانية في غضون عام. وقال نصر الحريري، رئيس الوفد التفاوضي للهيئة العليا للمفاوضات، في تصريح للصحافيين في جنيف "إذا كنا سنهنئ بشار الاسد على تدمر اعتقد انه سيتعين علينا ان نهنئ داعش مستقبلا اذا سيطرت على تدمر لان كلا الجهتين هي جهة ارهابية، بشار الاسد الذي يقتل كل هؤلاء المدنيين في تعريف القانون الدولي هو جهة ارهابية". واضاف ان "موضوع تدمر يعني هذه المرة الثانية التي يتم فيها الاستلام والتسليم، يتم استثمار هذه العملية استثمارات سياسية اعتقد انها اصبحت مكشوفة ويجب ان تكون مكشوفة لحضراتكم. اذا تتبعنا لعبة الاسد وتدمر مثل لعبة توم وجيري فاعتقد ان التهاني ستكون كثيرة". وقالت وزارة الدفاع الروسية أمس الجمعة إن المستشارين العسكريين الروس خططوا لاستعادة النظام السوري لمدينة تدمر وأشرفوا على ذلك بينما لعبت القوات الخاصة والقوات الجوية الروسية دورا حاسما. وذكر اللفتنانت جنرال سيرجي رودسكوي المسؤول الكبير في وزارة الدفاع في إفادة صحفية بموسكو أن أكثر من 1000 من مقاتلي "داعش" سقطوا بين قتيل وجريج في عملية تدمر. على الصعيد الدبلوماسي قال دبلوماسيان غربيان إن من المتوقع أن تنتهي محادثات السلام السورية "بأجندة متفق عليها" وخطة لاستئناف المفاوضات هذا الشهر في جنيف. ولم يتضح ما إذا كانت مسألة مكافحة الإرهاب ستكون جزءا من البنود كما كان يسعى وفد الحكومة السورية بقيادة بشار الجعفري. وقال دبلوماسي غربي ثالث إن المعارضة لا تزال تسعى للحصول على تأكيدات بأن النظام لن يستخدم الإرهاب كذريعة لإخراج المحادثات عن مسارها.
مشاركة :