قال الله تعالى (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ)، وقال تعالى (وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ) البقرة 139. سؤال أوجهه إلى دول الحصار، من جعلكم أولياء على قطر؟، ومن أعطاكم الحق بالتدخل في قرارات وأعمال وسياسات قطر؟، فلكم أعمالكم ولنا أعمالنا، فلماذا تدعوننا إلى اتباع سياساتكم وقراراتكم؟، إننا أيضاً ندعوكم إلى إحقاق الحق، ندعوكم إلى النجاة، ندعوكم إلى اتباع سياسات قطر الداعمة للعدل والعدالة المُساندة للمظلومين في شتى بقاع الأرض، فإذا لم تقبلوا دعوتنا إلى العودة للحق فنطالبكم بألا تدعوننا إلى الظلم والقهر والاستبداد، هل تعلمون لماذا نحن أقوياء؟، لأن ثقتنا عمياء بالله سبحانه وتعالى، أما أنتم فتماديتم بثقتكم بترامب ونتنياهو، فحسابكم وعقابكم أنتم أمام الله في الدنيا والآخرة. أما نحن فعقابنا في الدنيا أمام حصار دول الحصار ومسانديهم وثوابنا يوم القيامة لأننا ننصر ونساند المظلومين والمقهورين. فما أحوج العالم الإسلامي اليوم أن يسمع رجال الدين وبالذات في الحرمين الشريفين لو لديهم الغيرة والإنصاف للإسلام والمسلمين أن يقفوا وقفة رجل واحد وأن يتحدّثوا عن الحق والباطل والصحيح والخطأ بلا مُداهنة أو خوف أو تجمّل كما كان السلف الصالح يفعلون أمثال بلال رضي الله عنه وأحمد بن حنبل وغيرهما كثير. إغلاق الجزيرة كم كنت أتمنى على الأقل من السعودية حاضنة الحرمين الشريفين ومهبط الوحي وقبلة المسلمين أن تطالب دول الحصار بإغلاق قنوات انحطاط الأخلاقيات وانحلال المجتمعات وقنوات الرقص والمياعة والخلاعة وبرامج أفضل مطرب ومطربة وراقص وراقصة بدلاً من استماتتهم لإغلاق قناة الجزيرة الإخبارية التي تنشر وتفضح مشاريعهم التي يُحيكونها في ظلمات الليل. فلا تكونوا كفرعون عندما استخف قومه وقال (مَا أُرِيكُمْ إِلا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلا سَبِيلَ الرَّشَادِ) غافر 29. قالها لأنه ربهم الأعلى وما يراه صواباً ونافعاً، ومن يطالبون اليوم بإغلاق الجزيرة وفرض الإملاءات ما هم إلا عقول دكتاتورية وتعال وكبر وغرور، فهم يمقتون الأقلام الحرّة ويدحضون كلمة الحق، ويحاولون الحِجر على العقول والآراء وإغلاق الأفواه وقمع كل من يَرتجي تنفس الحريّة. كم أعجبني رد د. مصطفى سواق بقوله (لن نهدر وقت الجزيرة الثمين في الرد على مطالبات إغلاقها)، فكلما قامت دول الحصار بعمل مكيدة رد الله مكيدتهم في نحورهم وزادهم ألماً وغصة وقهراً، فأرادوا إغلاق الجزيرة وقاموا بتشويه سمعتها، فارتفع عدد مشاهدي الجزيرة من دول الحصار والعالم لمصداقيتها وتميزها المهني والأخلاقي. الجاهلية الأولى كان يا ما كان في قديم الزمان قبيلة عربية اسمها جرهم. ذات يوم مرّت قريباً من الوادي الذي به مكة المكرمة فرأى الناس طيوراً تحلّق في السماء فعرفوا أن في ذلك الموقع ماءً، فتوجهوا نحوه - ولمّا وصلوا تفاجأوا عندما شاهدوا امرأة وطفلاً رضيعاً، لاحظوا امرأة وطفلاً رضيعاً أمام قبيلة جرهم برجالها ونسائها وأطفالها وحلالها وفي وادٍ مهجور، وكان بإمكانهم قتلها وابنها أو سبيها أو حصارها أو طردها، ولكنهم تعاملوا معها بأخلاق عربية أصيلة وهم في عصر الجاهلية، فقالوا لهاجر (هل تسمحين لنا بالسكن في هذا الوادي ونشرب من الماء؟)، وأما اليوم ونحن في القرن الـ 21 ودول الحصار تتعامل مع دولة جارة شقيقة مسلمة يربطهم بها الدين والعادات والتقاليد والنسب، بأسوأ من الجاهلية الأولى وكأنهم أعداء كما صرّح به وزير خارجية البحرين. نظرية بما أن ... إذن تعلّمنا في المدارس الإعدادية نظرية "بما أن كذا، إذن كذا" واليوم دعنا نطبّق هذه النظرية على الأزمة الخليجية ولنخرج بنتيجة من هو الإرهابي ومن المجني عليه؟: - بما أن دول الحصار طلبت تغيير النظام وقلب نظام الحكم في قطر.إذن هي تمارس الإرهاب على الحكومة والشعب والمجتمع الدولي. - بما أن دول الحصار تحرّض إعلامياً ضد قطر.إذن هي تمارس الإرهاب الإعلامي والتشهير بالآخرين. - بما أن دول الحصار تطالب بإغلاق قناة الجزيرة (الرأي والرأي الآخر).إذن هي تمارس إرهاب حريّة الفكر والحِجر على العقول والآراء وتكميم الأفواه. - بما أن دول الحصار تحاصر قطر براً وبحراً وجواً دون اللجوء إلى القوانين الدولية ولا الجهات المنظمة دولياً.إذن هي دول ترى نفسها فوق الأنظمة والقوانين الدولية وتمارس الإرهاب على مرأى من العالم بهذا الحصار الجائر. - بما أن دول الحصار سعت لتجويع الشعب القطري والمقيمين في قطر والتضييق عليهم بشتى الوسائل.إذن فهي تمارس إرهاب الغذاء مقابل التركيع وقبول الشروط. - بما أن دول الحصار سعت لمنع الدواء عن قطر لمنع شعبها من العلاج.إذن هي تمارس إرهاب الدواء مقابل الخنوع والاستسلام. - بما أن دول الحصار تريد التدخل في سيادة دولة عضو في الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي.إذن هي دول تمارس إرهاب القوة والقهر والجبروت. - بما أن دول الحصار هتكت النسيج والتلاحم الخليجي وتلاعبت في حياة ومعيشة واستقرار الكثير من الأسر وتطالب بتطليق الزوجات.إذن هي تمارس إرهاب الإرغام والقهر والقمع على الشعوب. - بما أن دول الحصار تتهم قطر بالإرهاب باتهامات مُرسلة وغير مؤيدة بمستندات وأدلة.إذن هي تمارس إرهاب الكذب والتجني وسوء الظن وانعدام الأخلاقيات الإسلامية. - بما أن دول الحصار تحكم على مواطنيها بالسجن وسحب الجنسيات في حالة التعاطف مع قطر.إذن هي تمارس إرهاب القمع وتكميم الأفواه. نحن من وُصف بالقليل تستهزئ دول الحصار بقطر كونها دولة صغيرة وشعبها قليل، ويعيبون علينا ذلك ولا يعلمون ما قاله الله تعالى في كتابه الكريم (بَل لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلًا مَّا يُؤْمِنُونَ) البقرة 88، و(كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ) البقرة 24، و(وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا) النساء 83، و(وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلا مَا تَشْكُرُونَ) الأعراف 10 و(وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ)هود 40، و(لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا) الإسراء 62، و(أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ) النمل 62، و(وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلا مَا تُؤْمِنُونَ) الحاقة 41. هذه بعض الآيات التي وردت في أن القليل من "الشكور، والمؤمنون والغالبون، والمتذكرون"، فنحمد الله حمداً كثيراً أننا نحن القليل، وللعلم ففي الحياة العادية الحكام المتميزون قليلون والشعوب كثيرة، والملك أو الأمير شخص واحد والوزراء يعدّون على الأصابع أما الشعب العادي كثير، وفي الرياضة، اللاعبون في الملعب 11 والجمهور بعشرات الآلاف وهكذا، فاستهزئوا كما تريدون، وقولوا ما تشاؤون فبإذن الله نحن الغالبون لأننا نندرج تحت مسمّى القليل. أين هيبة الإسلام؟ عندما يُشاهد الغرب ما يحدث في بلاد المسلمين وامتد إلى دول الخليج وإلى بلد الحرمين الشريفين ويرى الشرق والغرب ما يفعله المسلم بأخيه المسلم من غدر وخيانة ويكيد له الدسائس والقرصنة وتلفيق الأخبار الكاذبة والمقاطعة والحصار ومحاولة الانقلاب وتغيير النظام وقهر شعوبهم والزج بكل من يتفوه برأي مُعارض في السجون والمعتقلات وتعذيبهم، فكيف يمكننا دعوتهم للإسلام؟، فأي إسلام هذا؟ وبأي منطق يمكننا أن نخاطب غير المسلمين بما ورد في القرآن ونحن على خلاف بما ورد فيه فأين قول الله (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا)، وقوله تعالى (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)، وحديث (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد)، فأين أثر القرآن والسنّة في حياتنا؟، فبهذه الأفعال الشنيعة التي تقوم بها دول الجوار من قوانين جائرة وأحكام دكتاتورية وحصار لدولة شقيقة والمُطالبة بالخنوع والخضوع والركوع هي بعيدة كل البعد عن العمل بما ورد في القرآن الكريم والسنّة النبوية، فاتقوا الله. والله الموفق ،،، Ab.zz@hotmail.com
مشاركة :