جددت المملكة العربية السعودية التأكيد على موقفها الثابت المتمثل في دعم الشعب الفلسطيني ورفض كل محاولات فرض السيطرة والإجراءات الأحادية التي ترمي إلى الإساءة إلى القدس والحرم الشريف، محذرة من خطورة استمرار تفاقم الأوضاع وانزلاقها إلى حالة من التصعيد تشمل آثارها كل أنحاء المنطقة بل وتتجاوزها إلى ما سواها، مؤكدة أن الطريق الوحيد للسلام هو العودة إلى مبادرة السلام العربية ووضع آلية دولية فعالة تضمن نيل الشعب الفلسطيني لجميع حقوقه غير القابلة للتصرف وإنهاء الاحتلال وفق إطار زمني محدد، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على حدود الرابع من يونيو 1967. جاء ذلك في كلمة المملكة أمام مجلس الأمن الدولي أمس، حول بند المناقشة المفتوحة بشأن «الحالة في الشرق الأوسط بما في ذلك المسألة الفلسطينية»، التي ألقاها مندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبد الله بن يحيى المعلمي. عنف مستمر قال السفير المعلمي إن الأيام القليلة الماضية شهدت فصلاً جديداً من فصول العنف المستمر في القدس الشريف والأرض العربية المحتلة في فلسطين، وإن المملكة العربية السعودية تدين بأشد العبارات الإجراءات غير القانونية التي أقدمت عليها مؤخرًا سلطات الاحتلال في القدس والحرم الشريف. وأضاف أن من المؤلم ألا يبادر مجلس الأمن إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة الكفيلة بالتعبير عن مشاعر الغضب تجاه تصرفات سلطات الاحتلال الإسرائيلية، وندعو مجلس الأمن إلى أن يضطلع بمسؤولياته تجاه التصدي للاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني. وقف النار بسورية أوضح السفير المعلمي أن «السعودية ترحب بالاتفاق الذي توصلت إليه المملكة الأردنية الهاشمية والولايات المتحدة وروسيا حول وقف إطلاق النار جنوب غربي سورية، ونأمل أن يتم التوصل إلى إقامة مناطق حظر للطيران في سورية بما يضمن سلامة المدنيين وحمايتهم من بطش النظام السوري وأعوانه، ونؤكد أن غياب المحاسبة والمساءلة من أهم الأسباب وراء استمرار الأعمال الإجرامية التي تقوم بها السلطات السورية».، مشيرا إلى أن هذه الممارسات أتاحت الفرصة للتنظيمات الإرهابية مثل داعش والنصرة للتمدد بسورية، حيث إن المملكة تعيد التأكيد على استعدادها للمشاركة في أي جهد دولي مشترك للقضاء على هذه الجماعات الإرهابية حيثما وجدت. ودعا السفير المعلمي إلى ضرورة التطبيق الفوري لبيان جنيف-1، بما في ذلك العمل على تشكيل هيئة حكم انتقالية ذات سلطات تنفيذية واسعة تعمل على تأسيس سورية المستقبل التي تنبذ الإرهاب وترفض العنف وتترفع عن التعصب والتطرف.
مشاركة :