قال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إن الرباعي العربي (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) لن يتراجع عن مطالبه المقدمة إلى الدوحة، جاء ذلك خلال جلسة محادثات موسعة بين شكري، ونظيره الفرنسي، جان إيف لو دريان في العاصمة الفرنسية باريس. وبحسب بيان للخارجية المصرية فإن شكري، قدم عرضا متكاملا للأسباب التي على أساسها قطعت العلاقات مع قطر، مؤكدًا أن مصر لا يمكنها أن تتسامح مع من يعبث بأمنها واستقرارها. وكانت أعلنت، الثلاثاء، المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية أنها في إطار التزامها الثابت والصارم بمحاربة الإرهاب وتجفيف مصادر تمويله وملاحقة المتورطين فيه، ومكافحة الفكر المتطرف وحواضن خطاب الكراهية، واستمرارا للتحديث والمتابعة المستمرين، فقد أعلنت الدول الأربع تصنيف (9) كيانات و(9) أفراد تُضاف إلى قوائم الإرهاب المحظورة لديها. وكانت السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر قطعت في الخامس من مايو علاقاتها بقطر بسبب دعمها للإرهاب. إلى ذلك، قالت وكالة أنباء بلومبيرغ إن الودائع الأجنبية لدى البنوك القطرية تراجعت خلال العامين الماضيين، خاصة مع سحب الكثير من العملاء من الصناديق الاستثمارية بعد أزمة قطر الدبلوماسية مع السعودية والإمارات والبحرين ومصر. وانخفضت الودائع الأجنبية لدى المقرضين الـ18 في قطر بنسبة 7.6% لتصل إلى 170.6 مليار ريال، أو ما يعادل نحو 47 مليار دولار في يونيو الماضي. ووفقا للبيانات المنشورة على موقع مصرف قطر المركزي يوم أمس الأول الأربعاء، يعد الانخفاض هو الأكبر منذ نوفمبر 2015، فيما ارتفعت الودائع الإجمالية بنسبة 1.1% في يونيو الماضي بفضل قفزة في الأموال المحلية. وقد وضعت هيئة قطر للاستثمار وصندوق الثروة السيادية مليارات الدولارات ودائع في البنوك المحلية لتعزيز السيولة وتخفيف الضربة، وفقا لمطلعين الشهر الماضي. وخفضت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني نظرتها المستقبلية إلى دولة قطر من مستقرة إلى «سلبية»، وثبتت تصنيف الدولة السيادي عند مستوى «Aa3».من جهتها، توقعت الخبيرة الاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في بنك ستاندرد تشارترد كارلا سليم أن تتعرض سيولة قطر المحلية إلى ضغوط بسبب الخلاف الدبلوماسي، فبنوك قطر قد ازداد اعتمادها على التمويل الخارجي مع انخفاض أسعار الطاقة. ويأتي تراجع الودائع الأجنبية التي تمثل 22% من إجمالي الودائع، رغم رفع المقرضين القطريين أسعار الفائدة لمحاولة جذب ودائع الأجانب. وذكرت بلومبيرغ أن سعر الفائدة ارتفع بين البنوك في قطر لمدة 3 أشهر، فيما تراجع معدل الائتمان المصرفي الإجمالي في قطر بنسبة 0.6% في يونيو إلى 780 مليار ريال.ولدى قطر خطة لإنفاق نحو 200 مليار دولار على البنية التحتية استعدادا لكأس العالم 2022. يذكر أن 5 مصارف بريطانية، من بينها بنكا تيسكو وباركليز، أوقفت بيع الريال القطري، في خطوة تنبئ بالمزيد من التداعيات القاسية للمقاطعة الخليجية، المتوقع لها أن تشتد مع تعنت الموقف القطري.ولم يفلح البنك المركزي القطري في تثبيت الريال القطري بقيمة 3.64 للدولار الواحد؛ لأن قيمة العملة انخفضت سريعا إلى 3.76 ريال للدولار، مع تعمق المصاعب التي تواجهها الدوحة بسبب المقاطعة، وتأثيرها على تجارتها الخارجية وتعاملاتها المالية مع العالم.
مشاركة :