تتهاوى سمعة قطر في أميركا رغم صرفها ملايين الدولارات على مجموعات ضغط خاصة للدفاع عن سياسات قطر ومهاجمة الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب، وكان آخرها ما نشر أمس عن استئجار الدوحة مؤسستين أميركيتين لـ«غسل سمعتها». وتتوالى يومياً تقارير أميركية وتصريحات لمسؤولين وصناع قرار عن رعاية قطر للتنظيمات المتطرفة. فبعد يومين من تأكيد مجلس النواب الأميركي أن قطر موّلت تنظيمات «القاعدة» و«داعش» و«حماس» و«طالبان»، قال معهد «انتربرايز الأميركي إن قناة الجزيرة القطرية محرك الإرهاب في المنطقة، فيما أكد باحث أميركي إن قطر تمادت كثيراً في سياسات دعم الإرهاب وشراء القوة. في تفاصيل المساعي القطرية التخفيف من ورطتها في الغرب، فقد لجأت إلى استئجار مؤسسة أميركية تقدم خدمات استشارية استراتيجية، أسسها المدير السابق لحملة الرئيس دونالد ترامب الانتخابية تضم في عضويتها مسؤولاً إسرائيلياً حكومياً سابقاً، وأخرى متخصصة في تتبع سقطات السياسيين، في محاولة للرد على الدول الداعية لمكافحة الإرهاب. ونقلت وكالة»أسوشيتد برس«، عن وثائق تم تقديمها حديثاً إلى وزارة العدل الأميركية، أن قطر استأجرت شركة»أفينو استراتيجيس غلوبال«مقابل 150 ألف دولار شهرياً»لإجراء بحوث، وتقييم علاقات حكومية، وتقديم خدمات استشارية استراتيجية«. وينص العقد على أن»يشمل نشاط الشركة اتصالات مع أعضاء وموظفي الكونغرس، ومسؤولين تنفيذيين، ووسائل إعلام، وأفراد آخرين«. عقود وأموال ووفقاً لـ»أسوشيتد برس«فإن شركة»أفينو استراتيجيس غلوبال«التي استأجرتها قطر تضم في عضويتها كبير موظفين سابق بحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. كما وقعت قطر عقداً لمدة 3 أشهر، قابلة للتجديد، بقيمة 1.1 مليون دولار مع شركة أميركية أخرى متخصصة في تتبع سقطات السياسيين، وفقاً لما ذكرته وزارة العدل. وقبل الأزمة الحالية التي تسببت بها قطر، أظهرت بيانات وزارة العدل الأميركية أن الدوحة كانت تنفق أقل من 300 ألف دولار شهريا مع أربع شركات. وفيما بعد قررت توظيف ثلاث شركات أخرى لترفع إنفاقها إلى ما لا يقل عن 1.4 مليون دولار شهريا. وبدأت قطر مع تمثيل أقل في واشنطن، بما في ذلك شركة الضغط «ميركوري وبورتلاند»، وهي شركة علاقات عامة بريطانية لها مكتب في واشنطن. تمادي قطر في الأثناء، انتقدت اللجنة الفرعية للعلاقات الخارجية بالكونغرس سياسات قطر الداعمة للإرهاب، وخلال جلسة للجنة، طالب نواب أميركيون الدوحة بتعديل سلوكها مبينين أن الدوحة قد تواجه خطر سحب قاعدة العديد العسكرية في حال لم تلتزم بتعهداتها. وقال مدير مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية جوناثان شانزر إن قطر تمادت في دعم تنظيم الإخوان بهدف إيصاله إلى السلطة في عدة دول، بهدف تنفيذ المخططات القطرية لاكتساب النفوذ. وأضاف شانزر في جلسة نقاشية أن قطر أدركت أنها بلد صغير وضعيف وغير قادرة على مواجهة جيرانها. فهي تتشارك بحقول غازٍ مع إيران، ووجود جهات تقاتل بالإنابة عنها شئ مفيد لها وكذلك الحال بوجود قاعدة أميركية على أراضيها. وما حدث مع الوقت أنهم جمعوا ثروة وبدأوا يستخدموها بأي طريقة لشراء القوة، لذلك نراهم يستثمرون بقوة في دول أخرى وكذلك يمتلكون قوىً تعمل بالإنابة عنهم في الشرق الأوسط ويحاولون الدفع بتنظيم الإخوان إلى مواقع السلطة ليمكنوا قطر من ركوب موجة السلطة أيضاً بالإنابة، وهذا ما يفعلونه حالياً. وأردف شانزر:»لكنني أعتقد أنهم تمادوا في ذلك لأبعد الحدود«. دعم "القاعدة" من جهته، أكد الخبير بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، ماثيو ليفيت، أن من المهم إنهاء الأزمة الخليجية وأن أفضل طريقة لذلك هي إيجاد حلول تلزم قطر بوقف الدعم والتمويل الخطير الذي تقدمه للإرهاب، مشيراً إلى أن معظم الاتهامات التي وجهت لقطر واقعية وتتعلق بقضايا قديمة كان على الدوحة معالجتها منذ زمن. وأشار ليفيت إلى أن قطر انتهجت خلال السنوات الأخيرة سياسة الباب المفتوح أمام الجماعات الإرهابية. ولكن الأكثر إزعاجاً على الإطلاق هو التسامح ودعم جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة في سوريا. محرك الإرهاب أشار تقرير معهد»انتربرايز«الأميركي إلى أن قناة الجزيرة هي محرك الإرهاب في المنطقة. وقال المعهد إن»الجزيرة«تدير مجموعة من القنوات إلا أن الناطقة بالعربية تدمج بين الخبر والتحريض، فدورها الخفي في العراق يؤكد أنها كانت تتعاون مع المسلحين ضد الجيش الأميركي. وأشار إلى أن موقع»ميدل إست ) عبارة عن منصة إعلامية لحركة حماس والإخوان المسلمين ويعتبر أهم أداة لنشر دعاية قطر عبره، و كثيراً ماتنقل صحف كثيرة عنه مثل»واشنطن بوست«و»نيويورك تايمز) ومن ثم تقع في الفخ.
مشاركة :