دعا مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب أمس، مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى تحمل مسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدوليين، وتطبيق قراراته ذات الصلة بمدينة القدس الشريف، مطالباً مجلس الأمن بإلزام إسرائيل وقف سياستها واعتداءاتها المتواصلة على القدس الشرقية والمسجد الأقصى. كما دعا مجلس الجامعة في ختام اجتماعه الطارئ برئاسة وزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل، إلى تنفيذ القرارات الصادرة عن الأمم المتحدة والمجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونيسكو» بشأن القضية الفلسطينية، بما في ذلك لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو والتي أكدت أنّ المسجد الأقصى المبارك موقع إسلامي مخصّص للعبادة وجزء لا يتجزأ من مواقع التراث العالمي الثقافي. وأدان الاعتداءات والتدابير الإسرائيلية غير القانونية في مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك، داعياً الإدارة الأميركية إلى مواصلة جهودها لاستعادة الأمن وإنهاء التوتر على أسس تضمن أمن المقدسات وحمايتها، واحترام الوضع التاريخي والقانوني القائم و إلغاء إجراءات إسرائيل الأحادية في المسجد الأقصى كلياً وفورياً، والتأكيد على أنه وفي حال عدم حل الأزمة من جذورها ستبقى الأمور مرشحة للانفجار في أي وقت. ونوه مجلس الجامعة بموقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الملتزم بالعمل على حل الصراع وتحقيق السلام، وأكد ضرورة التعاون لإنهاء حالة الانسداد السياسي من خلال إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة للتقدم نحو تحقيق السلام على أساس حل الدولتين الذي يضمن إقامة الدولة الفلسطينية على خطوط يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وأشاد بالجهود الدولية التي تدعو إلى تضافرها لضمان استعادة الهدوء وضمان عدم تكرار ما حدث، ودعا الدول الأعضاء إلى توظيف علاقاتها الثنائية والدولية لحماية القدس المحتلة ومقدساتها بما فيها المسجد الأقصى لمنع أية اعتداءات مستقبلية عليها. تحرّك فوري وكلّف وزراء الخارجية العرب المجموعة العربية في نيويورك ومجالس السفراء العرب وبعثات جامعة الدول العربية، بالتحرك الفوري من أجل كشف المخططات الإسرائيلية الرامية إلى تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم للمسجد الأقصى، مؤكدين أهمية تعزيز التنسيق والتعاون بين الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لحماية القدس والمسجد الأقصى، داعين الدول والمنظمات العربية والإسلامية والصناديق العربية ومنظمات المجتمع المدني، إلى توفير التمويل وتنفيذ المشروعات التنموية الخاصة بالقطاعات الحيوية في القدس، بهدف إنقاذ المدينة وحماية مقدساتها وتعزيز صمود أهلها من خلال زيادة رأس مال صندوقي الأقصى والقدس بقيمة 500 مليون دولار تنفيذاً لقرار القمة العربية الأخيرة. وطلب وزراء الخارجية العرب إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية متابعة تنفيذ هذا القرار، وتقديم تقرير حول الإجراءات التي تم اتخاذها بهذا الشأن إلى الدورة المقبلة للمجلس. انعقاد دائم وقرّر الوزراء الإبقاء على مجلس الجامعة العربية في حال انعقاد لمتابعة التطورات والانتهاكات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى المبارك، ومراقبة مدى التزام إسرائيل بعدم تكرار القيام بأية إجراءات تصعيدية من شأنها أن تهدد الأمن والاستقرار في المدينة المقدسة، وعدم المساس بالوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى. وأشاد مجلس الجامعة بالاتصالات والجهود التي بذلها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لحماية المسجد الأقصى. و ثمن جهود الملك عبدالله الثاني ملك الأردن لإنهاء الإجراءات الإسرائيلية التصعيدية الخطيرة التي تمس الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك، كما ثمن الجهود التي يبذلها العاهل المغربي الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس. وأكّد وزراء الخارجية العرب مساندة ودعم الخطوات والاجراءات التي أقرتها القيادة الفلسطينية لحماية المسجد الأقصى، والتصدي للإجراءات غير القانونية التي اتخذتها سلطات الاحتلال في القدس المحتلة. دعم صمود وشدد الوزراء على الدعم والمساندة الكاملين لصمود الشعب الفلسطيني ومؤسساته في مدينة القدس المحتلة ودفاعهم عن المدينة والمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك في مواجهة الانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية والتصدي للمحاولات الإسرائيلية لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم. وكلف وزراء الخارجية العرب، المجموعة العربية في نيويورك ومجالس السفراء العرب وبعثات جامعة الدول العربية بالتحرك الفوري من أجل كشف المخططات الإسرائيلية الرامية إلى تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم للمسجد الأقصى المبارك. وأكّد مجلس وزراء الخارجية العرب مجدداً مركزية القضية الفلسطينية للأمة العربية، وأن القدس الشرقية هي عاصمة دولة فلسطين. إدانة بأشد العبارات أدان وزراء الخارجية العرب بأشد العبارات الخطط والسياسات الإسرائيلية الهادفة إلى تهويد القدس المحتلة وتشويه طابعها العربي والإسلامي وتغيير تركيبتها السكانية، وفرض السيادة الإسرائيلية عليها وإغلاق المؤسسات الفلسطينية فيها وعزلها عن محيطها الفلسطيني، محذّرين من التصعيد الإسرائيلي غير المسبوق في القدس المحتلة والمسجد الأقصى، وفرض سلطات الاحتلال حقائق جديدة على الأرض تستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى، مع استمرار الاقتحامات المتكررة من قبل المسؤولين والمستوطنين المتطرفين الإسرائيليين للمسجد بدعم وحماية الشرطة الإسرائيلية، وإعاقة عمل إدارة الأوقاف الإسلامية الأردنية في القدس، وإعاقة مشاريع الإعمار الهاشمي في المسجد الأقصى، الأمر الذي من شأنه أن يخلف تبعات وانعكاسات خطيرة على مستقبل السلام في المنطقة، ويهدد السلم والأمن الدوليين ويشعل صراعا دينيا في المنطقة تتحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة عنها.
مشاركة :