على قَدْرِ أهل العَزم تأتي العَزائِمُ… بقلم:الدكتور/سلمان حماد الغريبي كثيرة هي التحديات القائمة هذه الأيام تحديات العصر بكل أبعاده ومضامينه وخصوصاً التي تواجهنا في ديننا وعقيدتنا ومقدساتنا… وعليه لابد من حزم الأمر ؛وعقد العزم ؛والهمه ؛بكل قوة وصدق والبذل على تحقيق ذاتنا وأهدافنا المنشودة متجاوزون كل المعوقات مهما عظُمت والإحباطات مهما توالت بكل ثقة واقتدار وعلو همة… فمن هذا المنطلق وعلى هذا الأساس كان الحزم والعزم من ملك الحزم والعزم للتدخل السريع بكل قوة واقتدار وسباق مع الزمن حتى لاتتأزم مشكلة الأقصى ويصعب حلها… فتصدى لها حفظه الله وأخذ على عاتقه هذه المسؤولية بعد أن شاهد وسمع مايحدث في المسجد الأقصى والعالم ينظر ويتحرك ببطئ … فكان يدرك حفظه الله تمام الإدراك جسامة هذه المهمة وصعوبتها لكنه تصدى لها بكل حزم وعزم وهمة كقول المتنبي: •[عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتي العَزائِمُ…وَتأتي علَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارمُ]• فكان حفظه الله العقل الواعي المدرك لعواقب الأمور وأبعاد هذه المخاطر إذا طال أمدها على الشعب الفلسطيني العربي المسلم فقال كلمته وأجرى إتصالاته من أجل الأقصى بعيداً كل البعد عن الغوغائية والإنفعال في صنع القرار حتى يضع الأمور في نصابها التي يجب أن تكون عليه بكل حكمة واقتدار…فكان له حفظه الله ماأراد وعاد الأقصى كما كان… لأن ذلك آلمه حفظه الله كأي مسلم تقي شريف مخلص لدينه وعروبته نابع من صدق إيمانه وقومية إنتمائه… فأثلج حفظه الله صدور الملايين من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بنجاح مساعيه واتصالاته للخروج من هذه الأزمه بالعقل والحكمة والخطاب الجاد البناء…فقد أعطى حفظه الله قضية فلسطين من أزمان وأزمان أكثر من كل الرجال اللذين أعطوا وضحوا ومنحها أضعاف مامنح المانحون وبذل الباذلون في وضح النهار وليس في الخفاء بصدقٍ وأمانةٍ وإخلاص بعيداً عن الكذب والنفاق والخداع والمعاملة بوجهين وجه في الليل مع الأعداء ووجه في النهار مع الإخوان مثل بعض الأخوان هداهم الله وشافاهم وعافاهم من بعض أمراض العصر كجنون العظمة وحب الظهور وأعادهم لطريق الخير والصلاح والصواب. فخادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه احتضن الفلسطينين جميعاً سواسية لافرق بين هذا وذاك بمشاعر الإيمان بكل حب واحترام كإنسانٍ مُسلم مؤمن بربه مخلص لدينه وعروبته…منادياً ليعلو صوت الحق مجلجلا” مطالباً بنصرة الحق ورفع الأذى والظلم عن أخواننا الفلسطينين وإيقاف المعتدي الصهيوني الأثيم عند حده ومعلناً للعالم بأسره أننا أمة سلمٍ وسلام مع من سالمنا وحربٍ مع من ضَمَرَ لنا الحقد والكراهية والعداء… واقفين على أُسس متينة صلبة من العزة والشموخ والإباء ولا نخاف في الله لومة لائم.
مشاركة :