رمضان و"المونديال".. وأشياء أخرى

  • 7/7/2014
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

حمل هذا الصيف العديد من المناسبات والأحداث، أولها بطبيعة الحال دخول شهر رمضان المبارك مثل كل عام، حيث يحضر "شراب التوت" الشهير بشكل رئيس على مائدة رمضان، وتتحول فيه الساعة البيولوجية في المجتمع إلى الضد، فيكون النشاط ليلياً، لا بل يكون الليل نهاراً والنهار ليلاً. كما يصادف شهر رمضان لهذا العام بطولة كأس العالم في البرازيل، وهي ليست المرة الأولى فقد توافق الشهر مع مونديالي إسبانيا والمكسيك، وكانت المشاركة العربية مشرفة، وكان المنتخب العربي الجزائري هو حصان الرهان في الغالب، وها هو يعيد المجد بانتصاراته الأخيرة، ورغم خروجه من المونديال إلا أنه خروج مشرف كما يقول الرياضيون. لا أتذكر بالضبط أحداث "مونديال إسبانيا 1982" التي جرت في رمضان وشارك فيها منتخبا الكويت والجزائر، ولكني أتذكر جيداً "مونديال المكسيك 1986" الذي جرى في رمضان أيضاً وشارك فيه ثلاث منتخبات عربية هي العراق والمغرب والجزائر. كما أتذكر تماماً المعلقين الرياضيين من أعضاء اتحاد الإذاعات العربية وأغلبهم من تونس- حيث يقع مقر الاتحاد- وها هم "التوانسة" أيضاً يمتعوننا في التعليق على "مونديال البرازيل 2014"، لا بل لاحظتُ تأثر المعلقين الرياضيين من جنسيات أخرى ومنها السعودي بطريقة "التوانسة" في التعليق، الذين ينطلقون فيها من لهجتهم الجميلة، ولكن لم تمتعني هذه المحاكاة التي أتمنى ألاّ تظهر لنا في المباراة النهائية، التي أتوقع أن تكون بين منتخبي هولندا والبرازيل، حيث لا ينقص الهولنديين سوى الحظ الجيد للفوز بالمونديال. هذا الشهر أيضاً، يصادف ذكرى حرب العاشر من رمضان التي انتصر وعبر فيها الجيشان السوري والمصري الحدود التي كان يتمركز فيها الجيش الإسرائيلي، واستعاد العرب جزءاً من أراضيهم في هذه الموقعة بعد تخطيط من الرئيس "الداهية" أنور السادات، الذي ذهب فيما بعد مفاوضاً وكسب الرهان رغم الخصومة التي فاجأت مصر من شقيقاتها الدول العربية. في هذا الشهر أيضاً فاجأنا استمرار الأحداث المتسارعة في العراق، واستيلاء أفراد تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام "داعش" على مواقع حيوية في الشمال وخاصة في محافظة الموصل، وإعلان "داعش" عن طموحاتها التوسعية بنشر خارطة ضخمة تشمل ثلثي العالم تقريباً بما فيه من الدول العربية والإسلامية القائمة حالياً، وهذا الأمر يصعب تصديقه غير أنه لا ينفي أبداً خطورة الوضع وخطورة وجود التنظيمات الإرهابية التي كانت الأرض السورية أرضاً خصبة بالنسبة لها، حيث حاولت يد الإرهاب الغادرة - قبل عدة أيام - تجاوز الحدود السعودية من جهة اليمن ونتج عن هذه العملية استشهاد عدد من العسكريين في شرورة، ومقتل عدد من الإرهابيين، وجرت الحادثة في رمضان ووقت صلاة الجمعة، وبالتالي نحن نعرف أن حقيقة هذه الأيديولوجيا التي يدّعون أنها "روح الإسلام" وذروة سنامه، وهي ليست أكثر من غدر وخيانة، ومقتنعون أيضاً أن يد الغدر كلما طالت سهل تقطيعها أوصالاً. تنظيم "داعش" تم تضخيمه بشكل مبرمج وبطريقة "هوليودية"، ومن آخر الأحداث إعلان "الخلافة الإسلامية" وإصدار أول جواز سفر للخلافة في الموصل! وتحدثت مواقع إخبارية عن أن "تي شيرت داعش" وشعاراته السوداء تباع عن طريق الإنترنت. ووصلت شهرة التنظيم إلى لوحات سيارات خاصة بدولة الخلافة، كما وصلت المظاهرات المؤيدة للتنظيم إلى دول أوروبية مثل هولندا، على الرغم من أن التنظيم يضع "أوروبا" و"الأندلس" ضمن حدوده المزعومة! ثمة مسرحية كبيرة، وثمة دول تستفيد من هذا التضخيم وتدعمه بمخابراتها، وتستخدم "التهويش" بالطريقة نفسها التي يستخدمها اللاعبون لإرباك لاعب الخصم، غير أن اللاعب المحترف يمضي لهدفه رغم هذه المحاولات المضحكة أحياناً. وأعتقد أن ما نراه في حقيقة الأمر ليس أكثر من فيلم سينمائي، إذ إن الحقيقية على الأرض لا تعكس حجم ما يبث عبر وسائل الإعلام بوسائطها التقليدية والجديدة.. ولا أستبعد أن نرى تنظيم مونديال "داعشي" للمزيد من التهويش!

مشاركة :