.. ربما غداً أو بعد غد يحل علينا شهر القرآن، ونسأل الله أن يهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام، وأن يكشف عن الأمة هذه الغمة وأن يديم على الوطن عزه وامنه واستقراره، وكل عام وأنتم بخير..!!*****.. إيحاءات متعددة تراود مخيلتي مع هذه المناسبة السعيدة، سأوجز بعضها إيجازاً داخل سلة رمضانية واحدة...!!*****.. أولها: تذكروا مثل هذه الأيام من العام الماضي. كنا في قلب عاصفة كورونا.كان الخوف والحظر، وحُرمنا من التراويح في المساجد، وهو المظهر الإيماني الذي كنا نشغف به وننتظره كل رمضان.اليوم حتى وإن بقيت الجائحة إلا أن الخوف خفّ والحظر زال، وأصبح بإمكاننا أن نعيش شغفنا بتراويحنا في جوامعنا ومساجدنا، فادعوا واستزيدوا من الدعاء للأمة ولهذا الوطن.*****.. وثانيها: هذه القرقعة التي يحاول بعض الأئمة بها أن يخلقوا فينا حالة من الإرجاف ونحن نستقبل رمضان بدلاً من الفرح به.سمعت أحدهم يقول بأن أسرع رمضان سيمر على كوكب الأرض هو هذا الرمضان، وبرر ذلك بأننا في عد تنازلي للوصول الى يوم القيامة!!وسمعت آخر ينذرنا من عذاب القرية التي كفرت بأنعم الله.وسمعت من يدعو حتى تتفطر الأقدام، ومن يقول بالويل والثبور للمتهاونين.ولم أسمع أو سمعت من أحد عن إمام تحدث عن المعاملات والسلوكيات والأخلاقيات.ياجماعة رمضان شهر رحمة وخير وتكافل وألفة ومودة مثل ماهو شهر عبادة، فلا تخوفونا برمضان.*****لاتفرغوا من رمضان القيم الحياتية والسلوكية .الدين المعاملة مثل ماهو العبادة .وقوامة الحياة في التوازن العملي والتعبدي .وبالمناسبة فأن أخطر مايواجهنا هو خداعنا الديني بالتدين" مظهر ملائكي ومقبر شيطاني " .وما نعيشه اليوم من أحداث وفساد هو بسبب هذا التواري والتماهي مابين الدين والتديُّن.قديس في الصلاة، إرهابي في الشارع!.أو كما يقول مفكر مغربي : "أبو بكر في المسجد، أبو جهل في المكتب"...!!*****.. وثالثها: رؤية الهلال، هذه الجدلية لا أدري لماذا تتكرر كل عام ما بين العين المجردة والحسابات الفلكية.هذه الجدلية حسمتها هيئة كبار العلماءمن عام 1403 في بيانها الشهير الذي تضمن ست نقاط حددت العلاقة ما بين المراصد الفلكية والعين المجردة.فما رأته العين المجردة يؤخذ به حتى ولو لم يُر بالرصد ، واذا رُئي بالمرصد رؤية حقيقية يؤخذ به حتى ولو لم ير بالعين المجردة...!!*****.. ورابعها: وقفة ذكرى مع «زمن المشاعيل».ففي زمن الشح الإعلامي لم تكن الصعوبة وحدها في الرؤية ولكن حتى في إبلاغ الخبر، فكانت «المشاعيل» هي وسيلة إعلامهم.كان الراؤون يصعدون قمم الجبال قبيل الغروب، فاذا رأوا الهلال أشعلوا المشاعيل على رؤوس الجبال لتراها القرى الأخرى والتي تقوم بنفس العمل لإيصال الخبر الى أبعد مدى.*****.. اليوم غابت المشاعيل في طوفان السوشال ميديا.لكننا نذكر بأن وطن المشاعيل أصبح اليوم يحتفي بالمدن الذكية وبالطاقة الشمسية وبتقنية النانو.عمار يا وطن المجد والعلياء.*****.. بقي للختام شيئان:لا تسرفوا في التسوق، رشّدوا، تذكّروا المحتاجين من الأهل والجيران.ثم عند التهنئة اتركوا الرسائل المحنطة، تواصلوا واتصلوا فهذا أكثر دفئاً وحميمية في زمن التباعد والجفاف.
مشاركة :