تزامناً مع «انتصار» المقدسيين في المسجد الأقصى المبارك، عقدت كتلة «حماس» البرلمانية ونواب ما يسمى «التيار الاصلاحي» في حركة «فتح»، للمرة الأولى منذ عشر سنوات، جلسة مشتركة للمجلس التشريعي غاب عنها نواب كتلة «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين». ودعا دحلان، الذي تحدث الى زملائه في المجلس عبر تقنية الدائرة التلفزيونية المغلقة «فيديوكونفرنس»، إلى لقاء في القاهرة «يجمع قادة الفصائل من أجل إنهاء الانقسام، وبحث كل السبل لضمان مساندة المقدسيين ودعم صمودهم». وقال وسط تغطية اعلامية لافتة، إن «مواجهات القدس أوصلت رسائل واضحة إلى العالم أجمع مفادها أن القدس والمقدسات قنبلة موقوتة لا ينبغي العبث بها». وعن تفاهماته مع «حماس»، قال إنه «جرى خوض حوار مباشر مستند إلى قواسم ووثائق وطنية مشتركة، وصولاً لتفاهمات تعيد الأمل إلى أهلنا في قطاع غزة، وتخفف ما أمكن من معاناتهم من الظلم الطويل والشامل». وأضاف: «لا زلنا في بداية الطريق، ومن جانبنا سنعمل بلا كلل لتطوير التفاهمات وتعميقها لعلها تعطي النموذج والأرضية لكل قوى شعبنا، للعودة والتلاحم في إطار مؤسسات وطنية منتخبة». ولاقى «انتصار» المقدسيين في مدينتهم والمسجد الأقصى المبارك إشادة وترحيباً وفرحة غامرة على كل المستويات في قطاع غزة. وعبر الفلسطينيون والفصائل عن سعادتهم بانتصار ارادة أهل المدينة المقدسة، خصوصاً شبابها، المسيحيين والمسلمين، الذين تصدوا على مدى الاسبوعين الماضيين في كل سلمية لاجراءات سلطات الاحتلال الاسرائيلي وأفشلوها. وتداول الناشطون على شبكات التواصل مقاطع فيديو تُظهر إزالة الكاميرات والسكك الحديد حول المسجد، وسط فرحة وتهليل وغناء المقدسيين. ورأى معظم الغزيين أن وحدة المقدسيين واحتجاجاتهم السلمية وبعدهم من العمل الفصائلي أوصلهم الى هذا «الانتصار». وأشاد رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» اسماعيل هنية بـ «انتصار أهالي القدس المحتلة وصمودهم الذي أجبر الاحتلال على الخضوع»، مشيدا بـ «المقاومة الباسلة... التي أربكت حسابات الاحتلال وأفشلت مخططاته، ودشنت مرحلة جديدة من التحدي والانتصار». وشدد على أن «العمل الوطني المشترك من فصائل شعبنا وشرائحه المتنوعة هي أحد أهم أسباب نجاحنا في هذه المعركة». وجدد الدعوة لعقد «اجتماع الإطار القيادي الموقت لوضع مسار العمل الفلسطيني بعد هذا الانتصار». وفي كلمة متلفزة بعد ظهر أمس، أكد هنية أن «معركة القدس لم تنته بعد»، داعياً إلى «استلهام الدروس العميقة والعظيمة من خلال هذه المعركة». وقال عضو المكتب السياسي لحركة «الجهاد الإسلامي» محمد الهندي إن الانتصار «درس لكل المرعوبين والمهزومين من إسرائيل»، مشيداً بـ «صمود المقدسيين». واعتبر أن الانتصار «درس لكل السياسيين أيضاً، خصوصاً السلطة، عن سر الوحدة وسر الجماهير، وأهمية مراجعة حساباتها والتمسك بالثوابت والانخراط في الانتفاضة وعدم العودة للتنسيق مع العدو». بدوره، اعتبر عضو المكتب السياسي لـ «الجبهة الشعبية» كايد الغول أن ما حدث «نتاج الهبة التي تقدَّمها أهالي القدس الذين أدركوا الأبعاد السياسية لإجراءات دولة العدو».
مشاركة :