المنافسة تستعر بين المدن الأوروبية في السباق إلى اجتذاب القطاع المصرفي من لندن مع تقدم محادثات البريكست، والمؤشرات تظهر تفوق فرانكفورت على باريس.العرب [نُشر في 2017/07/28، العدد: 10705، ص(10)]بداية موسم الهجرة من لندن لندن – تزايدت المؤشرات على تفوق فرانكفورت على باريس في السباق إلى اجتذاب القطاع المصرفي من لندن مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ويرجح الخبراء أن تستعر المنافسة مع تقدم محادثات البريكست. قال نيكولاس فيرون من معهد بروغيل في بروكسل ومعهد بيترسون للاقتصاد الدولي في واشنطن إن “الموجة الأولى من انتقال القطاع المصرفي تؤكد تقدم فرانكفورت على باريس التي لم تحرز تقدما يذكر”. ويحتمل أن تفقد لندن آلاف الوظائف مع اتساع خطط المصارف والمؤسسات المالية لنقل بعض موظفيها وأنشطتها المتعلقة بالشركات والأعمال الأوروبية قبل موعد انفصال بريطانيا في مارس 2019. وتبدي بعض المصارف الكبرى اهتماما بمنطقة المال في فرانكفورت التي تضم البنك المركزي الأوروبي، ومن بينها مورغان ستانلي وسيتي غروب وغولدمان ساكس ومجموعة سوميتومو ميتسوي المالية وشركة دايوا سيكيورتيز ونومورا، إضافة إلى بنك ستاندرد تشارترد البريطاني. ويرى فيرون أن “باريس لم تكن على الرادار حتى وقت قريب وأنها تجري حاليا تغيرات هيكلية وقد تحتاج إلى وقت لتنال مصداقية”. وأكد مصرفي فرنسي أن “بعض البنوك الدولية لديها فروع في فرانكفورت. ومن الاسهل بكثير استخدام تلك الفروع كقاعدة بدلا من بناء قاعدة جديدة في منطقة غير معروفة لهذه البنوك”. ويمكن لباريس على الأقل أن تطمئن إلى أن البنوك الفرنسية ستعيد موظفيها إلى فرنسا عند تقليص حجم عملياتها في لندن. ولم تعلن أي بنوك دولية نيتها الانتقال إلى باريس، منذ إعلان بنك “أتش.أس.بي.سي” العام الماضي أنه سينقل ألف موظف إليها، رغم الجهود التي بذلتها العاصمة الفرنسية مؤخرا.نيكولاس فيرون: الموجة الأولى تؤكد تقدم فرانكفورت على باريس التي لم تحرز تقدما يذكر لكن حتى إعلان أتش.أس.بي.سي لم يكن نصرا حاسما بالنسبة لباريس لأن للبنك فرعا مركزيا في فرنسا، ولذلك فقد كانت باريس بالنسبة له خيارا طبيعيا. ووسط احتدام المنافسة لاستقطاب الشركات المالية بين فرانكفورت ودبلن ولوكسمبورغ وأمستردام، يرى نيكولاس فلوريه من شركة ديلويت أن “باريس تعاني من نقاط سلبية لا علاقة لها بالقطاع المصرفي ومنها على سبيل المثال قوانين العمل”. وأكد أن “البنوك تحتاج إلى الاستقرار السياسي. وقد زادت انتخابات الرئاسة الفرنسية من المخاوف”. وقال مصرفي ألماني إن الرئيس الجديد إيمانويل ماكرون وصل إلى المشهد متأخرا جدا بحيث لا يمكنه تغيير الانطباع السلبي عن البلاد. وأضاف أن “الرئيس السابق فرانسوا هولاند كان يقول إن القطاع المالي هو العدو… ورغم أن الرئيس تغير، لكن هذا التغيير وصل متأخرا جدا بالنسبة للعديد من البنوك التي اتخذت قراراتها فعلا”. لكن بعض الخبراء يرى أن اللعبة لم تنته بعد لأن عددا من البنوك لم تعلن نواياها بعد، فيما خططت العديد من المؤسسات لنقل أقل عدد من الموظفين والعمليات نظرا لعدم وضوح الرؤية بالنسبة للعلاقات المستقبلية بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي بعد البريكست. وقال هوبرت فايث مدير جمعية “فرانكفورت ماين فاينانس” التي تروج لمنطقة المال بين البنوك الأجنبية “نعلم أن نحو مئة بنك تبحث عن موطن جديد لعملياتها الأوروبية، ولم تقرر سوى 12 فقط منها ما الذي ستفعله”. وقال أرنو دو بروسون مدير مجموعة باريس يورو بليس إن “عشرات الوظائف التي أعلن عن نقلها إلى فرانكفورت لا تعكس خيارا فعليا بالانتقال” إلى تلك المدينة. وأشار إلى أن باريس تضم 150 ألف وظيفة في القطاع المالي مقارنة مع 70 ألفا في فرانكفورت. وأضاف “في ما يتعلق بنقل عمليات السوق، فإن باريس ستكون أفضل مكان. فهي عاصمة الأسواق المالية في القارة، بينما فرانكفورت هي مدينة القطاع المالي التقليدي”.
مشاركة :