الروائي المصري «السعيد أحمد نجم»:حين أكتب أتخيل أن القارئ بصحبتي

  • 7/28/2017
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

«السعيد نجم» روائي وكاتب مصري، له حضوره الجميل في المشهد الأدبي المصري، ومنذ أن أصابته لعنة/أو نعمة الكتابة وهي متلبس بالهم الأدبي والمجتمعي علناً لا سراً. عن الأدب وهواجسه وحالاته، التقته «اليمامة» كي نتحدث معه عن الحس الأدبي الذي تشتغل به وعليه، ونقترب من عالمه الخاص عبر هذا الحوار الذي خص به «ثقافة اليمامة»، فإلى نص الحوار: r كيف تحب أن تقدم نفسك للقارئ؟ - كاتب عربي أعتز بعقيدتي وعروبتي ومصريتي. أحمل هموم هويتي ثلاثية الأبعاد، وآمل أن أرى اليوم الذي تأخذ فيه أمتي دورها الذي تستحق في مقدمة الأمم كما كانت في صدر التاريخ. r أحد المسرحيين الكبار رفض قراءة نصك، لأنك مبتدئ!، لكن سرعان ما قرأ النص لاحقاً، وعاد ليثني عليه ويشكرك، هل لك أن تحدثنا عن تلك القصة قليلاً؟ - هذا الرجل هو نفسه الذي أصدر شهادة ميلادي الأدبية. إذ أسعدني الحظ أن ينصحه طبيبه المعالج د. مصطفى السعيد، وهو صديق مشترك بيننا، بأن يقرأ هذا النص، وما كان ليقرأ لي شيئاً لولا وثوقه بذائقة د. مصطفى، الذي أثنى له على العمل. بعد أن قرأ العمل مارس الرجل على فنونه المسرحية فأوهمني بتمزيقه. اندفعت لأخلص العمل من بين يديه. فضحك الرجل ضحكة عريضة، وسألني عن شعوري لحظتها.. شعرت أنك تمزقني، فقال هذا ما كنت أود سماعه. بعدها غمرني الرجل بتقريظه، وأثنى على العمل بما فاق كل تصوراتي. r فازت روايتك «وما زال القطار يجري» بجائزة أفضل رواية مسابقة اتحاد الكتاب السنوية، كيف تلقيت هذا الفوز؟ - لا أستطيع أن أصف لك شعوري لحظتها فهذه لحظة تتويج. كل الأدباء الذين لا يسكنون القاهرة يطلق عليهم لقب أدباء الأقاليم. أنا أكره هذه التسمية الغبية، وكأن هؤلاء الأدباء أدباء من الدرجة الثانية. ربما استأثر أدباء العاصمة بكل شيء من صحافة ونشر وأضواء، لكن هذا الفوز عمّدني ككاتب حقيقي، ولفت الأنظار لإنتاجي، وبالطبع لفت أنظار الناشرين، ومشكلة النشر هي المعضلة الكبرى أمام أي كاتب عربي. r نصيب القصة القصيرة من إبداعك قليل جداً مقارنةً بالرواية، ألا تستهويك القصة؟، ألا ترى أن السرد القصير والموجز بات يناسب عصر التكنولوجيا وتغريدات «تويتر»؟! - هذا صحيح!، فقد أصدرت مجموعة قصصية واحدة، وأخرى تحت الطبع. لكنني أعتبر دوماً أن رواياتي تتكون من مجموعة من القصص القصيرة التي لو نزعت من إطار الرواية لنشرت كقصة كما هي أو بعد تعديلات طفيفة. مجموعة قصص يربطها الخيط العام للرواية. هي طريقة كتابة قال عنها «أ.د. إبراهيم عوض» أستاذ الأدب بجامعة عين شمس إنها الكتابة بطريقة البقع!، بمعنى أن تلك الرواية عبارة عن لوحة بيضاء أرسم في أولها رسماً، ثم في منطقة هنا أو هناك أرسم شيئاً فشيئاً وفي النهاية تجد اللوحة كاملة توشي بمحتواها. بأي حال أنا لا أستكتب نفسي، بمعنى أن الموضوع هو الذي يفرض نفسه عليّ لأكتبه، وقد فرضت الرواية نفسها إلى الآن، ومن يدري فربما استيقظت القصة واحتلت مساحة أكبر مما تحتل حالياً. r إلى جانب روايتك «صالون في برلين»، ماذا أعطتك ألمانيا، وماذا جنيت من ثمار أيامك فيها؟ - هذا موضوع يطول فيه الكلام، وقد تناولت بعضاً منه في بعض رواياتي كرواية «شبق الغربة»، ورواية «ربما يأتي القمر»، وكذا رواية «على أجنحة الأيام» وهي تحت الطبع، هذا بخلاف رواية أخرى قد أبدأ قريباً في كتابتها تحت اسم «في مستشفى أوربان»، وقد أتناول فيها بعضاً مما تعرفت عليه في ألمانيا من نموذج حضاري وإنساني فريد. وأظن أن تلك الرواية لن تكون الأخيرة، فربما أتناول الموضوع في أعمال أخرى أيضاً. r جماعة «إضافة» الأدبية التي شاركت في تأسيسها، كان لها فضلاً في صنع حراكاً ثقافياً في الساحة الأدبية، حبذا لو تحدثنا عنها قليلاً ؟ مشاكل الأدباء فى مصر، وفي الوطن العربي عموماً كثيرة، أهمها ضيق منافذ النشر، وانصراف الناس عن القراءة، وسطوة الناشرين، وإستئثار بعض الكبار بكل الكعكة. جماعة «إضافة» من أهم ما أسست لأجله هو الأخذ بيد الكتاب، خصوصاً المبتدئين، لوضعهم على أول الطريق الصحيح. من خلالها يتم نشر ما يستحق النشر من الكتابات، بعد مناقشتها مناقشة تشريحية حاذقة، كما أن اللقاءات الدورية بين أعضائها تنقل الخبرات والتطلعات وتثرى الجميع كبيرهم وصغيرهم. هى جماعة تحفر بأظافرها وسطاً صعباً، تحتاج إلى العون والسند فى غياب كامل لدور الدولة عنها وعن أمثالها من الجماعات الأدبية. فالأدب بصفة عامة فى عالمنا العربى يحتاج إلى مخلصين ويد الدولة فوق أيديهم. r ماذا تمثل الكتابة بالنسبة لك؟ - الكتابة عندي هي نوع من التواصل الفعال لنقل التجارب الإنسانية النافعة التي تزيد من الرصيد الإنساني للبشر، نوع من الوقود الضروري للدفع دوماً إلى الأمام. حين أكتب أتخيل أن القارئ بصحبتي وفي ضيافتي ومن حق الضيف أن يكرمه المضيف، ومن موقع القرب والصداقة.. أحترم عقله بنقله من موقع المتلقي إلى موقع المشارك في العمل الأدبي ذاته، فكل قراءة حقيقية هي بمنزلة إعادة إنتاج للعمل الأدبي. r ختاماً، يقول البحتري: «ما أحسن الأيام لولا أنها يا صاحبي إذا مضت لا ترجع»، لو عاد الزمن ب«السعيد نجم» للوراء، لفعل ....؟ - لو عاد بي الزمن لفكرت ألف مرة قبل أن أختار الصديق، وفكرت مثلها في خيار الطريق. لحرصت على إتقان لغة أجنبية أطلع بها على مغاليق العالم، لو عاد بي الزمن لأتقنت كل ما أقوم به من أعمال حق الإتقان، ولأتقنت حتى لهويّ!

مشاركة :