عواصم - وكالات - أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، ان ازمة قطر وصلت الى «طريق مسدود»، معربة عن قلق الولايات المتحدة حيال ذلك، وأكدت في المقابل، «دعم جهود سمو امير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح للتوسط في حل الازمة ونتقدم لسموه بالشكر على هذا الدور».وفي حين رأى مدير مكتب الاتصال الحكومي في قطر الشيخ سيف بن أحمد آل ثاني، أن السعودية والدول المتحالفة معها تسعى عبر الأزمة القائمة مع الدوحة إلى التحكم بقراراتها في ما يتعلق بسياساتها الخارجية «وهو ما لن نقبله على الإطلاق»، قال سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة، إن رؤية قطر لمستقبل الشرق الأوسط تختلف في شكل كبير عما تريده الدول المقاطعة، مؤكداً أن تلك الإجراءات التي اتُخذت ضد الدوحة ليست وليدة اللحظة أو نتيجة زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، للمشاركة في قمة الرياض في مايو الماضي.وشددت الناطقة باسم الخارجية الاميركية هيثر نويرت في تصريحات للصحافيين مساء الخميس على القول: «نناشد الاطراف المعنية اجراء محادثات مباشرة لأننا نؤمن بأنها الوسيلة لتسوية الوضع الذي يحتاج بالفعل للتسوية». وأكدت استعداد الولايات المتحدة للمساعدة في تنسيق حوار مباشر بين الاطراف المعنية.وأعربت عن الامل في ان تجتمع دول مجلس التعاون الخليجي لتبدأ حوارات وتعاون مشترك يفضي الى حل الازمة الخليجية.الدوحةمن ناحيته، أتهم الشيخ سيف في مقابلة مع «فرانس برس»، كلا من السعودية والإمارات والبحرين ومصر بأنها تحاول «مصادرة قراراتنا السياسية الخارجية حتى لا تعود تُصنع في قطر وهو ما لن نقبله على الإطلاق». وأضاف أن الرباعية المقاطعة لقطر، وضعت «إنذاراً نهائياً» عبر نشرها الثلاثاء للائحة تضم أفرادا وكيانات «إرهابية» يعتقد بأنها مرتبطة بالدوحة.وأضاف خلال اللقاء الذي أجرته «فرانس برس» معه يوم الخميس، أن بلاده «منفتحة على الحوار والمفاوضات» شرط «رفع الحصار غير الشرعي كخطوة أولى» في هذا الاتجاه.وأصر الناطق باسم الحكومة القطرية، «هم من أثاروا الأزمة لا نحن»، مشيراً إلى أن «رفع الحصار غير الشرعي هو أمر غير قابل للتفاوض» في حين «لا مشكلة لدينا في مناقشة جميع الأمور بشكل صريح، طالما أن ذلك لا يتعلق بسيادتنا واستقلاليتنا».وأعاد الشيخ سيف، التأكيد على رفض بلاده الاتهامات الموجهة إليها بدعم مجموعات إرهابية. ونوه إلى أن الاتفاق الثنائي الذي وقعته الدوحة وواشنطن منتصف يوليو الجاري في شأن محاربة تمويل «الإرهاب» هو «الأول من نوعه بين البلدين» حيث يضع «معايير دولية جديدة لهذا التعاون في مواجهة الإرهاب».ولدى سؤاله عن الاجراءات الملموسة التي تم اتخاذها بفعل الاتفاق، فضل التذكير بالخطوات التي اتخذتها الدوحة في الماضي في هذا السياق، عبر الإشارة إلى المشاريع التعليمية العديدة التي تدعمها قطر حول العالم والتي تخلق «بيئة غير ملائمة للفكر المتطرف».وأكد الناطق على ذلك بتذكيره بمشاركة الدوحة في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم «داعش» في العراق وسورية، عبر فتح المجال لانطلاق الطائرات الحربية لشن غارات من قاعدة العُدَيد في قطر.وتابع أن «قطر تملك دعم الولايات المتحدة» مقرا بأنه «في بداية الأزمة (...) كان من الممكن تفسير بعض الرسائل» الموجهة من واشنطن على أنها بمثابة دعم للرياض، حليفتها الاستراتيجية.وذكر الشيخ سيف أن لدى الدوحة «أدلة» على أن الإمارات تقف خلف اختراق موقع «وكالة الأنباء القطرية».وفي ما يتعلق بمطالب إغلاق «الجزيرة»، قال الشيخ سيف «هذا الطلب ليس بجديد، ولكنه خطوة لن نفكر فيها أبدا».ابو ظبيفي المقابل، قال السفير العتيبة، في برنامج حواري على قناة «بي بي إس» الأميركية، نشرت السفارة الإماراتية مقاطع منه: «هناك طريقتان للنظر إلى القضية، هل هذا خلاف ديبلوماسي أم هل هو خلاف فلسفي؟ أميل إلى الاعتقاد بأن خلافاتنا مع قطر تتجاوز الديبلوماسية، وتميل إلى أن تكون فلسفية أكثر. إن سألت الإمارات والسعودية والأردن ومصر والبحرين ما هو الشرق الأوسط الذي يريدون رؤيته بعد 10 سنوات من الآن، فسيكون متعارضاً في الأساس لما أعتقد أن قطر تريد رؤيته بعد 10 سنوات من الآن. ما نريد أن نراه هو حكومات علمانية مستقرة مزدهرة وقوية».وتابع: «أعتقد أنه من قبيل المصادفة أن داخل الدوحة لديك قيادة حماس، لديك سفارة طالبان، لديك قيادة الاخوان المسلمين، لديك مجموعات على قناة الجزيرة كل يوم تروج وتشجع وتبرر التفجيرات الانتحارية».كما تطرق العتيبة إلى قائمة المطالب الـ13 التي قدمتها السعودية والإمارات والبحرين ومصر إلى قطر لاستعادة العلاقات، مشيراً إلى أنها في جوهرها لا تختلف عما وقعت عليه الدوحة في اتفاق الرياض واتفاق الرياض التكميلي في 2014.وأضاف: «نحن مستعدون للجلوس مع قطر غداً والتفاوض على قائمة المطالب الـ 13، إذا كان القطريون على استعداد لأن يقولوا إنهم مستعدون للتفاوض. وحتى الآن، لم يتمكنوا من قول ذلك. ولكننا نريد حلاً، ويجب أن يكون الحل حلاً ديبلوماسياً. ولكن الرغبة في إيجاد حل لا تكمن في الرياض، وليست في أبو ظبي وبالتأكيد ليست في واشنطن. إنها تقع في الدوحة».وحول ما إذا كانت هذه الإجراءات قد اتُخذت نتيجة زيارة ترامب، للمشاركة في قمة الرياض، رد السفير: «بالتأكيد لا... هذا كان مثل قِدر وضع على النار لفترة طويلة جداً، وأخيرا وصل إلى الغليان، إلا أنه وصل إلى الغليان مرتين. مرة منذ ثلاث سنوات مضت، وتم التعامل مع ذلك، ولكن هذه الالتزامات لم يتم الوفاء بها».وتابع: «وصلنا إلى النقطة التي قلنا فيها إننا لا نستطيع أن نعيش هكذا بعد الآن». وتابع: «وهكذا، إذا كنت ترغب في مواصلة هذه السياسة الخارجية ودعم حماس والإخوان المسلمين والميليشيات الإسلامية، فأنت حر. لديهم كل الحق في العودة غداً وقول إننا نرفض هذه المطالب ولا نريد التفاوض. حينها، من حقنا أن نقول إننا لا نريد أن يكون لنا علاقة معك».وفي البرنامج نفسه، أكد مايكل موريل، نائب مدير وكالة أجهزة الاستخبارات الأميركية سابقاً، دعم قطر الصريح والواضح لحركات مثل «حماس» و«الإخوان المسلمين» و«النصرة» في سورية. وشبه دور قطر في المنطقة بدور روسيا في أميركا.
مشاركة :