وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي ناصر بوريطة، يؤكد أن العلاقات بين المغرب والجزائر دخلت طريقا مسدودا على جميع المستويات.العرب [نُشر في 2017/08/29، العدد: 10737، ص(4)]استياء مغربي من استفزازات الجزائر الرباط - تراوح الأزمة السياسية الصامتة بين المغرب والجزائر مكانها، بينما ينتظر استئناف المفاوضات بين الرباط وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر. وأكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي ناصر بوريطة، أن العلاقات بين المغرب والجزائر دخلت طريقا مسدودا على جميع المستويات. وأوضح بوريطة أن العلاقات المغربية الجزائرية جامدة منذ سنوات ولم تشهد أي تطور، إذ أن الزيارات الرسمية المتبادلة بين البلدين الجارين توقفت منذ أكثر من سبع سنوات، مشيرا إلى أن هذا الوضع جعل التنسيق يصل إلى درجة الصفر. وتابع “التنسيق يوجد في طريق مسدود على جميع المستويات، فاجتماعات اتحاد المغرب العربي لا تنعقد، والمغرب العربي يبقى المنطقة الأقل اندماجا في القارة”. وواجه اتحاد المغرب العربي منذ تأسيسه عراقيل لتفعيل هياكله وتحقيق الوحدة المغاربية، أهمها الخلاف الجزائري المغربي حول ملف الصحراء، حيث تعرض الرباط حكما ذاتيا على سكانها، فيما تدعم الجزائر جبهة البوليساريو التي تدعو إلى الانفصال. وجدّد العاهل المغربي الملك محمد السادس في برقية تهنئة وجهها إلى الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة بمناسبة الذكرى الـ28 لتأسيس اتحاد المغرب العربي تشبّث المغرب “الراسخ بالخيار المغاربي باعتباره رهانا استراتيجيا، وإيمانه القوي بضرورة تجاوز الجمود السياسي الراهن، وتفعيل مؤسسات اتحادنا المغاربي”. ورغم تواصل الأزمة السياسية فإن زعيمي البلدين يحرصان على تبادل التهاني في المناسبات والأعياد الوطنية. ولا تخرج برقيات التهاني بين القصر الملكي في الرباط وقصر المرادية في الجزائر عن المجاملة بالرغم من سيطرة التوتر على العلاقات بين البلدين. واتهم بوريطة الجزائر بالقيام بحملات دبلوماسية وإعلامية شرسة عقب إعلان الرباط في يوليو 2016 عزمها العودة إلى منظمة الاتحاد الأفريقي من أجل تعطيل هذا الرجوع الذي وافقت عليه الأسرة الأفريقية. وشدّد بوريطة على أن بلاده مستعدة للتعامل “مع جميع البلدان الأفريقية التي لا تبدي عداء للسيادة المغربية، على الرغم من أنها ورثت مواقف تعود لفترة متجاوزة حول الصحراء المغربية”. وأشار في حديث لأسبوعية “جون أفريك” الفرنسية نشر الاثنين إلى أنه في زيارات العاهل المغربي للعواصم الأفريقية لم يتم طرح قضية الصحراء كشرط مسبق، إذ تناولت المحادثات الشراكة والتعاون الثنائي بين المغرب وهذه الدول. ومن المنتظر أن يتم خلال الفترة المقبلة استئناف المفاوضات المتوقفة بين المغرب من جهة وجبهة البوليساريو والجزائر من جهة أخرى. ويقول مراقبون إن الحوار يجب أن يكون بين المغرب والطرف الرئيسي في الصراع الذي هو الجزائر، سواء بصفة مباشرة أو غير مباشرة تحت إشراف الأمم المتحدة، لافتين إلى أن البوليساريو لا تملك حق تقرير مصيرها نظرا لتبعيتها التامة للجزائر.
مشاركة :