قال د.عيسى يحيى شريف إن صلاة الجماعة من العبادات التي أولاها الشرع رعاية وثناءً وتعظيماً، وأغدق بالثناء والبشائر على من حافظ عليها، من وقت القصد والنية والسعي إليها إلى الرجوع بعد أدائها، مشيراً إلى أن أجر النية محسوب وأجر الطهارة لها محسوب وأجر السعي إليها كذلك محسوب. وأوضح د. عيسى في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بمسجد علي بن أبي طالب بالوكرة أن كتابة حسنات الخطى للمساجد تشمل الذهاب والإياب أيضاً، مسترشداً بقول أبي بن كعب - رضي الله عنه -: كان رجل لا أعلم رجلاً أبعد من المسجد منه، وكان لا تخطئه صلاة الجماعة، وقال: إني أريد أن يكتب لي ممشاي إلى المسجد، ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قد جمع الله لك ذلك كله). كما أشار الخطيب إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم، (من غدا إلى المسجد، أو راح، أعد الله له في الجنة نزلاً، كلما غدا، أو راح). ثواب صلاة الجماعة وبيّن بأن الله عز وجل يفرح بالقادم إلى الصلاة في المسجد، لافتاً إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يتوضأ أحدكم فيحسن وضوءه ويسبغه، ثم يأتي المسجد لا يريد إلا الصلاة فيه، إلا تبشبش الله إليه كما يتبشبش أهل الغائب بطلعته). وأكّد أن القادم إلى المسجد للصلاة قد ضمن الله له إحدى غنيمتين، حيث قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( ثلاثة كلهم ضامن على الله عز وجل «، وذكر منهم: «رجل راح إلى المسجد، فهو ضامن على الله حتى يتوفاه فيدخله الجنة، أو يرده بما نال من أجر وغنيمة). فضل الوضوء وأشار د. عيسى إلى فضل الوضوء مسترشداً بحديث أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ألا أنبئكم بما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات قالوا بلى يا رسول الله ، قال: إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط). وذكر خطيب مسجد علي بن أبي طالب أن المشي إلى صلاة الجماعة من أسباب هناء العيش وحسن الخاتمة، لافتاً إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أتاني ربى عز وجل الليلة في أحسن صورة - يعني في النوم -... فقال: يا محمد! هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: نعم، يختصمون في الكفارات والدرجات، قال: وما الكفارات والدرجات؟ قال: المكث في المساجد، والمشي على الأقدام إلى الجمعات، وإبلاغ الوضوء في المكاره، ومن فعل ذلك عاش بخير، ومات بخير، وكان من خطيئته كيوم ولدته أمه). الأجر العظيم وأوضح أن صلاة الجماعة الواجبة فاقت صلاة المنفرد بسبع وعشرين ضعفاً، كما صحّ ذلك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم-. كما أن الصلاة في جماعة نجاة من كيد الشيطان. وأضاف: لأجل تلك الفضائل وغيرها لم تسقط صلاة الجماعة حال الخوف إن أمكن أداؤها، ولم يعذر النبي -صلى الله عليه وسلم - الأعمى الذي جاء يستأذنه في ترك الجماعة متذرعاً بكفّ بصره مع عدم وجود المرشد الذي يأخذ بيده.
مشاركة :