استبقت قوات من الشرطة والوحدات الخاصة في الجيش الإسرائيلي والمخابرات، زاد قوامها عن 5 آلاف عنصر، موعد صلاة الجمعة بأربع وعشرين ساعة، وانتشرت في محيط المسجد الأقصى، وعلى مداخل البلدة القديمة وكذلك القدس الكبرى، بغرض منع «احتفالات النصر» التي أقامها الفلسطينيون إثر تراجع إسرائيل عن إجراءاتها الأمنية على بوابات الحرم المقدسي.وبدا أن هذه القوات تحمل تعليمات صارمة، تفيد بأن أي مواطن يسعى للاحتفال بالنصر يجب اعتقاله. وبأنه يحظر كل شكل من أشكال الاحتجاج. وأوضحت أن الشرطة تستعد لاحتمالات تجدد المواجهات مع الفلسطينيين في القدس في أعقاب انتهاء صلاة الجمعة، كما يستعد جيش الاحتلال لإمكانية تجدد المواجهات في مواقع أخرى في الضفة الغربية المحتلة.ومع أن المخابرات الإسرائيلية اعترضت على هذا الإجراء، وقالت إنه غير مجد وسيكون من الصعب إعادة الهدوء إلى الشوارع وتحقيق استقرار أمني، فقد أصرت الشرطة، مدعومة من رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، على الاستمرار في استعراض العضلات. وراح الجنود يلاحقون الأطفال الذين أصروا على أداء الصلاة خارج المسجد. وقال ضباط في قيادة منطقة المركز في الجيش، إن عملية التهدئة سوف تستغرق بضعة أسابيع. لكن الشرطة رفضت هذا التقدير، وقالت إن استخدام القبضة الحديدية شرط أساسي لوقف الاحتجاجات.ثم قررت الشرطة، التي بطشت بالمحتجين، الانتقام ممن يحتفون بالانتصار على إسرائيل. فقررت تخفيض عدد المصلين بالقوة. وفرضت بداية، القيود على المصلين، بحيث يمنع دخول من هم دون سن 50 عاما. وأقامت حواجز منعت وصول مصلين من الضفة الغربية. وحتى المواطنون المسلمون في إسرائيل من فلسطينيي 48 جرى منعهم من مغادرة قراهم ومدنهم للصلاة في الأقصى.وأجرى نتنياهو، مشاورات مع وزير الدفاع ووزير الأمن الداخلي وقادة الأجهزة الأمنية، وتبنى موقف الشرطة وأمر برفدها بالمزيد من قوات حرس الحدود. فيما أمر الجيش بتعزيز قواته في عدد من الأحياء والقرى الفلسطينية المحيطة بالقدس، مثل رأس عامود وسلوان ومخيم شعفاط للاجئين، حيث توقعوا أن تدور مواجهات مع المواطنين.كما تقرر الاستمرار في الحصار الذي فرضته قوات الاحتلال على قرية كوبر، القريبة من رام الله بالضفة الغربية، والتي ما تزال تتعرض للعقاب الجماعي، نظرا لكون منفذ عملية مستوطنة حلميش من سكانها. كما جرى نشر الآلاف من جنود الاحتلال في مواقع التماس في محيط رام الله وبيت لحم والخليل.وحاول الناطقون الرسميون نفي الأنباء التي امتلأت بها الصحافة الإسرائيلية، تؤكد الخلافات بين أجهزة المخابرات والجيش من جهة، وبين الشرطة والحكومة من جهة أخرى، بخصوص شكل التعامل مع الهبة الفلسطينية الاحتجاجية. وأكدت أن نتنياهو يؤيد البطش بالاحتجاجات، لكي يخفف من الانتقادات ضده في اليمين الذي يتهمه بالخضوع للفلسطينيين.
مشاركة :