تزخر محافظة الأحساء بعدد وافر من الأسواق الشعبية القديمة يبلغ عددها حوالى 36 سوقًا، تعد جزءًا من تاريخها، وتشكل أحد عناصر الجذب السياحي الحيوية لها، خاصة مع كونها تحتفظ بصبغتها القديمة، بالإضافة إلى أنها متنوعة وجامعة لكل ما هو قديم وموروث، حيث يجد المتسوق فيها كل ما يبحث عنه من البضائع الشعبية والتراثية النادرة.ويعد التجار والباعة في الأحساء، الأسواق الشعبية، نافذة تجارية لتسويق منتجاتهم المتنوعة، نظرًا للأهمية الاجتماعية والاقتصادية لهذه الأسواق، ومن أبرزها، سوق التمور ويقع في منطقة الأسواق المركزية بمخطط عين نجم، ويقام على مدار العام، حيث يقدر حجم التعامل السنوي فيه بأكثر من 200 مليون ريال.كما يشكل سوق القيصرية الشعبي التاريخي أحد أهم العناصر التي يتكوّن منها الوسط التاريخي لمدينة الهفوف، وتتعامل معه أمانة الأحساء كأحد أهم عناصر الجذب السياحي للمنطقة، فضلًا عن الثقل التجاري.ويمثل سوق القيصرية التاريخي معلمًا مهمًا، حيث تختزل القيصرية بين جدرانها جزءًا كبيرًا من ذاكرة الأهالي والزوار، وتشكل ثقلًا اقتصاديًا مؤثرًا في الحركة التجارية لوسط مدينة الهفوف.وتعد الأسواق الشعبية من المعالم البارزة في الأحساء لقدمها وكثافتها وحجمها وتنوعها واشتمالها على كل حاجات الإنسان ومتطلبات حياته يقصدها المواطنون من داخل وخارج الأحساء كما يقصدها مواطنو دول مجلس التعاون الخليجي والسياح الأجانب الذين يجدون فيها مبتغاهم من الأدوات التراثية والمنتجات المحلية إلى جانب البضائع والسلع المستوردة بشتى أنواعها، وفي أسواق الأحساء الشعبية يشعر المتسوق بمتعة التسوق الحقيقية التي تعيده إلى الماضي التليد وتسترجع لديه شريط الذكريات الجميلة حيث تتجلى فيها مظاهر التراث من المنتجات التقليدية بمختلف أنواعها وأغراضها والمأكولات الشعبية والأدوات القديمة إلى جانب الملابس والخضار والفواكه والتمور والطيور والدجاج والأرانب والبط والنباتات والمواد الغذائية والاستهلاكية والأجهزة والأواني والفرش بل تمثل هذه الأسواق لقاءات للأحباب والأصحاب يتجاذبون فيها الأحاديث السريعة والأخبار السارة ويرتادها السياح ويبيع فيها الرجال والنساء والكبار والصغار على حدٍ سواء.ولهذه الأسواق أهمية اقتصادية ملحوظة في كثير من القرى والمدن فهي عبارة عن تجمعات دورية يجد فيها الفلاحون والرعاة والحرفيون منافذ تجارية لتسويق منتجاتهم ويبتاعون منها الكثير من حاجاتهم الشخصية والمنزلية والحقلية، كما أن لهذه الأسواق أهميتها الاجتماعية والترويحية والتنموية.ويقول الدكتور محمد بن طاهر اليوسف في كتابه واحة الأحساء: إن حصر الأسواق الأسبوعية في الأحساء دل على وجود 36 سوقًا وقد اتضح من خلال الإحصاء أن عدد الباعة الذين يبيعون في هذه الأسواق صباح كل يوم من أيام الأسبوع يبلغ 4143 بائعًا، وأكثر أيام الأسبوع باعة يوم الخميس الذي يبلغ عدد الباعة فيه 1305 بائعين من الجنسين.وتبين من خلال الدراسة أن أعمار الباعة في هذه الأسواق تتراوح ما بين 17 إلى 70 عامًا ويبلغ المتوسط الحسابي لهذه الأعمار قرابة 37 سنة وأكثر الأعمار بينهم هو سن 45 سنة.من جهتها تعمل أمانة الأحساء على إعادة صياغة الأسواق الشعبية "الأسبوعية" وتنظيمها بصورة أفضل، وقد تم البدء في أسواق الخميس، والأربعاء.
مشاركة :