متحف فلسطيني يوثق ذاكرة التاريخ والجغرافية

  • 7/29/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

إذا كان الصراع «الصهيوني» على الذاكرة الفلسطينية، يشكل جانبا محوريا في مخطط سلطات الاحتلال، وقبل سنوات من تأسيس المشروع الصهيوني فوق الجغرافية الفلسطينية.. فإن الحفاظ على الموروث الثقافي، وعلى شهادات توثيق التراث، يمثل رادعا لمحاولات التزييف واللعب بحقائق التاريخ وشواهد الجفرافية، ويساهم أيضا في الحفاظ على الهوية الوطنية الفلسطينية.               وتوثيق ذاكرة التاريخ والجغرافية، يكشف أيضا عن جانب آخر من نضال الشعب الفلسطيني، حفاظا على هويته وثقافته وتاريخه.. وهو ما دفع مواطن فلسطيني من قرية كفرمندا، داخل أراضي فلسطين المحتلة 1948، لتأسيس مركز التراث والتوثيق، على نفقته الخاصة، ليصبح هذا المركز متحفا فريدا، يوثق بقاء وصمود فلسطينيي الداخل أمام كل التحديات، ويساهم في الحفاظ على هويتهم الوطنية في مواجهة  كافة المحاولات التي تتربص بالموروث الثقافي الفلسطيني.             يضم المتحف، بحسب تقرير صحيفة القدس العربي،  كمية ضخمة ومتنوعة من الموجودات التراثية الخاصة بحياة الفلسطينيين والوثائق التاريخية.. ومن الموجودات النادرة  وثائق عثمانية، وانتدابية «من زمن الانتداب البريطاني على فلسطين»، ونقد ورقي ومعدني فلسطيني، وجوازات سفر عثمانية وفلسطينية انتدابية، وجواز مصري من زمن الخديوي إسماعيل، ولوحات فنية .. ومن الوثائق اللافتة مذكرة من الوالي العثماني في بيروت لكافة المخاتير في المنطقة حول النظم الإدارية المطلوبة، وأختام عثمانية من القرنين الـ18 والـ 19.             وعقود زواج بتوقيع الشيخ المجاهد عز الدين القسام ، الذي عمل مأذونا وإماما في مسجد الاستقلال في حيفا التي وصلها من سوريا في عشرينيات القرن الماضي حتى استشهاده عام 1935. ويحتوي المتحف على طوابع بريدية عربية وعثمانية وصحف فلسطينية في فترة الانتداب. من بينها صحيفة «الاتحاد» التي ما زالت تصدر في مدينة حيفا تباعا منذ 1944، وهي الصحيفة الفلسطينية اليومية الوحيدة  في الأراضي الفلسطينية المحتلة 1948،  وتنطق بلسان الحزب الشيوعي.. وفي العدد الأول من «الاتحاد» استهل المؤرخ والكاتب الراحل إميل توما افتتاحيتها بالآية قرآنية «فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض»كما يستدل من نسخة الصحيفة المعلقة على أحد جدران المتحف.           ويحتضن المتحف الغني بمضمونه، مفاتيح العودة المعدنية المعلقة على الجدران، تذكّر بكارثة الفلسطينيين الوطنية وبتمسكهم بحلم العودة.. وجناح للزراعة في الأرياف الفلسطينية لا يقتصر على المحراث  الخشبي أو على المطحنة الحجرية للدقيق (الجاروشة ) المتوفرة كتحفة أثرية بكثير من بيوت الفلسطينيين اليوم، ويعرض المتحف  كل مقومات الحياة في البيت والمطبخ الفلسطينيين كمقاعد القش، وخابية الزيت، والقمح، وزير الماء، وكوارة العسل، والقدور، والمغمقان، والطبق والقبعة، وغيرها من الأدوات المصنوعة من سيقان نبتة القمح.. ويستعيد المتحف مشاهد مواسم الحصاد في الأرياف الفلسطينية بكل لوازمه من أدوات ومواسم قطف الزيتون.           ولا يكتف نادر زعبي ـ  وهو معلم فلسطيني ـ  بكل هذه الموجودات التي يجمعها على نفقته، فبادر لبناء جناح جديد يجسّد البيت الفلسطيني التراثي وملامح القرية الفلسطينية، وقال لصحيفة القدس العربي، إن ما دفعه لبناء هذا المركز، على نفقته الخاصة، حماية التراث الفلسطيني من الاندثار، وإنه يلف بين الأرياف بحثا عن الأدوات والتحف والموجودات الأثرية بعضها نادر، كـ «غليون» كان يتبع والي عكا، أحمد باشا الجزار، من القرن الـ 18.

مشاركة :