أكد علي الأسياد المدرب النفسي المعتمد بأن الجميع اصيب بالوسواس القهري بشكل او آخر خلال فترة من فترات حياتهم تحت مسمى «الحالة الوسواسية»، لكن من دون أن يشعروا بها او يعالجوها او ان يتم تشخيصها كمرض دائم، والسبب بأن البعض يتخلص منها وتزول لديه تلقائيا بسبب درجتها البسيطة او تواجدها المؤقت. مشيرا الى ان الدراسات الحديثة أوضحت ان شريحة كبيرة من الناس يصابون بالوسواس القهري ومنهم الاطفال والمراهقون بنسبة 1 الى 3%، اي ان 1 من كل 50 شخصا مصابا بالوسواس. وحول ماهية المرض وانواعه والتعريف بأسبابه وطرق علاجه يحدثنا الاسياد بمزيد من التفاصيل خلال لقائنا معه..• ما هو التعريف العلمي او الطبي لمرض الوسواس القهري؟ الوسواس القهري هو نوع من الشعور بالافكار السلبية التي تقيد الحياة وتمنع المريض من التحرك بحرية واريحية، كما يقضي عليه ان لم يقضِ المصاب عليه اولا، وبالتالي يسيطر على حياته ويستمر معه لعدة سنوات طالما لم يخضع للعلاج. وهناك من يعرف الوسواس القهري على انه الايمان بفكرة معينة تراود المريض فتحتل جزءا كبيرا من وعيه وتفكيره مع اقتناعه التام بأن الفكرة تافهة او لا اهمية لها لكنها تقهره وتراوده رغما عنه طول اليوم؛ لذلك سميت بالوسواس القهري؛ لانها تقهره فكريا او تقهره بممارسة عمل معين رغم عدم اقتناعه وعدم رغبته بفعلها. كما انه فكر متسلط وسلوك جائر يظهر على الفرد بتكراره فعل معين او فكرة معينة بدون اقتناع كما ذكرت، الا ان هناك الحاحا داخليا ان يقوم بهذا الفعل وهو مرتبط بالقلق او الخوف من حدوث شيء مستقبلي فيحدث له هذا المرض خوفا من وقوع حدث معين له، او الوقوع في اشكال معين او مخاطر او خطأ ورغبة منه ليصل الى الكمال النفسي والاجتماعي.• ما انواع الوساوس القهرية التي قد يصاب بها المرء؟ انواع الوساوس القهرية عديدة ومتشعبة ومنها وسواس النظافة او وسواس النجاسة او وسواس نتف الشعر او وسواس البكتيريا والسموم، وغيرها من انواع الوسواس، لكن اشدها هو وسواس القذارة اوالتلوث وهو خوف زائد ومبالغ به لدى المريض من التعرض هو او احد اقاربه لمرض شديد بسبب القاذورات والفايروسات الموجودة بالبيئة، مع شعور بالاشمئزاز من المواد الدهنية والقذارة والمواد اللزجة والبقايا وغيرها. وهناك نوع آخر وهو وسواس الترتيب حيث يسيطر على المرء شعور او رغبة شديدة بوضع الاشياء بشكل منتظم يجعله يهتم بالترتيب ويهتم بملابسه ومظهره الشخصي بشكل مبالغ أيضا، الى جانب وسواس التخزين والحفظ، حيث يشعر المصاب بهذا النوع من الوسواس بألم شديد اذا تخلص من اي شيء قديم قد يندم على فقده لاحقا. الى جانب وجود وسواس التكرار هو رغبة بتكرار عمل روتيني من دون هدف او معنى او استمتاع يذكر، وكذلك وسواس الشك والحيرة والتردد ومنها الوساوس الدينية حيث يتولد لدى المرء شك في الموضوعات الدينية والاخلاقية وغيرها خوفا من الوقوع في الكفر والنجاسات وغيرها.تثقيف وتوعية بالمرض• هل هناك مرحلة عمرية معينة للإصابة بهذا المرض النفسي؟ يبدأ الوسواس القهري عند الاطفال حيث يعانون من الالزام القهري كترتيب لعبة بشكل معين او ترتيب مكان بدقة متناهية او القفز عن الشقوق والخطوط في الارض خوفا من ان تبتلعهم الارض، وهكذا كما يصوره خيالهم لهم ولكن هذا الوسواس سريعا ما ينتهي مع الكبر لكن مرض الوسواس القهري الفعلي يبدأ عند سن المراهقة اي بداية العشرينات ويستمر لسنوات طويلة بسبب خجلهم من الافصاح عن المرض او الحصول على المساعدة او العلاج، وربما بسبب جهل البعض حيث الفكر السائد انه من يصاب بمرض نفسي هو انسان غير عاقل. بينما نحتاج للمساعدة والتثقيف والتوعية والدورات والورش التي تطرح مثل هذه المواضيع لما لها دور في توعية الكثيرون بهذا الاضطراب او المرض والتقدم للعلاج دون خوف او خجل من المجتمع.• ما مدى سيطرة هذا المرض على المصابين به؟ سيطرة المرض على الشخص تختلف من شخص لآخر وحسب البيئة المحيطة به، الا انه يصل بالشخص الى مرحلة شديدة تمنعه مشاركة الاخرين والرغبة بأن ينعزل ويرفض الحديث مع الناس اوالبقاء معهم ويكون انطوائيا وانعزاليا بسبب الاحراج او المحاولة في ان يشركهم في هذه الاعمال القهرية التي يرفضها المجتمع. وغالبا ما يسيطر علينا الوسواس بسبب اننا جعلناه يتغلغل في انفسنا بطريقة اننا نحاول ابعاد فكرة معينة فنجلبها لنا دون ان نعي بذلك، ربما قد لا نريد التفكير في فكرة معينة وبطريقة غير مباشرة نجلبها الى تفكيرنا وتصبح جل تفكيرنا والسبب الاخر بعض الطقوس والافعال التي نقوم بها للوصول الى حالة الاطمئنان الوقتي او الآني.. وليعي الجميع ان هناك فرقا بين التكرار او ادمان عمل وبين الوسواس القهري الادمان ممارسة عمل بشكل دائم انما الوسواس القهري هو القيام بالفعل مع وجود شعور مؤلم ورفض عمل الشيء لكننا نفعله بسبب وجود شعور يدفعنا للقيام به، اما الادمان فهو عندما نفعل الشيء بمتعة ورغبة وشعور بالسعادة مع تكرار الامر.أسباب وراثية وحياتية• ما اسباب الوسواس القهري؟ وما العلاج المناسب له؟ اسباب الوسواس عديدة ولكن الجينات هي السبب الهام والرئيسي فهو مرض وراثي لدى الغالبية بينما الآخرون يصابون به بسبب حالات الاجهاد، حيث ان 1 من 3 حالات وسواس سببها الاجهاد اوالتغير المفاجئ في حياة الشخص كالبلوغ او الحصول على عمل جديد او ربما وجود اختلال كيميائي بين الموصلات الكيميائية بين خلايا المخ كما يعتقد العلماء. وحول علاج المرض هناك عدد من العلاجات والحلول ومنها العلاج الدوائي، حيث يعمل على تنظيم الاختلالات الكيميائية والنواقص وهذه مهمة الطبيب انما العلاج الذي نقدمه كمدربين هو العلاج المعرفي ايالتعريف بماهية المرض والحصول على افكار للعلاج، وانا اميل شخصيا للعلاج بالتقنيات الحديثة ومنها العلاج بالايحاء والعلاج بخط الزمن، وكذلك العلاج بعلم الطاقة وهي علاجات ذات فائدة ولا تشكل اي خطر يذكر على المريض انما تعينه على التغلب على مراودة هذه الافكار الوسواسية. ومن العلاجات الاخرى العلاج بالاعشاب التي قد تضبط النفس وتصححها وهنالك من يقوم بالعلاج بالقرآن وهو مهم للوساوس الدينية.