شهد محيط الحرم القدسي أمس، توتراً جديداً بين المقدسيين وعناصر شرطة الاحتلال، بعد إصرار الأخيرة على تفتيش المصلين والاعتداء بالضرب على الفلسطينيين في شارع الواد في البلدة القديمة بالقدس. وأوضحت مصادر أن قوات الاحتلال أبعدت الطواقم الصحافية عند باب حطة ومنعتهم من ممارسة أعمالهم كما اعتقلت قوات الاحتلال شاباً فلسطينياً عند باب القطانين أحد أبواب المسجد الأقصى كما اقتحم مستوطنون باحات المسجد الأقصى المبارك بحماية مشددة من الشرطة الإسرائيلية، وأقاموا طقوساً تلمودية، في محاولة لاستفزاز مشاعر الفلسطينيين. وتعقيباً على ذلك، أكد الخبير في شؤون القدس جمال عمرو، أن الاحتلال لا يمكن أن يسلم بانتصار المقدسيين دفعة واحدة. وأوضح عمرو أن الاحتلال الإسرائيلي سيجبر على إنهاء تفتيش المصلين، لأنهم يقيمونه عند أبواب ثانوية من المسجد الأقصى وهي: الغوانمة وسوق القطانين، كأنهم يريدون الانفراد بالمصلين. وبين عمرو، أنه سيكون هناك ضغط جماهيري احتجاجاً على سياسة التفتيش، متوقعاً أن حجم المواجهة ستكون من حجم التفتيش الذي تمارسه قوات الاحتلال. إرباك الحسابات على صعيد آخر، أكد الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير د.واصل أبو يوسف، أن صمود وتضحيات الشعب الفلسطيني في المسجد الأقصى ومدينة القدس أربك حسابات الاحتلال، وخلق إشكاليات كبيرة بين المستويين السياسي والعسكري، وخاصة لجهة الهبة الشعبية وحالة التصدي البطولي لأبناء شعبنا دفاعاً عن عروبة وهوية المدينة ومواجهة الإجراءات ضد المسجد الأقصى خصوصاً تركيب البوابات الإلكترونية. وقال أبو يوسف في حديث لوسائل الإعلام «جسد شعبنا في مدينة القدس أروع معاني الوحدة الوطنية سواء مسلمين ومسيحيين، لافتاً إلى أن الانتصار جاء أيضاً بفضل الصمود والمرابطة لأبناء شعبنا في القدس ومختلف المحافظات الفلسطينية، ورفض كل الإجراءات الاحتلالية في المدينة». وأضاف أبو يوسف أن «الصمود الأسطوري، والتضحيات التي قدمها أبناء شعبنا على مدى الأيام الأخيرة، تؤكد رفضهم لكل ما من شأنه أن يغيّر الوضع التاريخي القائم في الحرم القدسي الشريف». أبواب مفتوحة وحول انعكاس انتصار المقدسيين، على ملف القدس في مفاوضات الحل النهائي، أكد أبو يوسف أن ذلك يفتح الأبواب أمام إنهاء الاحتلال على كل الأراضي المحتلة عام 1967، ويؤكّد بما لا يدع مجالاً للشك أن القدس ستبقى العاصمة الأبدية لدولة فلسطين. ولفت أبو يوسف إلى أنه يوجد توجه رسمي فلسطيني، لإحالة ملف الاستيطان الإسرائيلي إلى محكمة الجنايات الدولية، وكذلك دراسة آليات التوقيع على مجموعة من الاتفاقيات والمعاهدات، للانضمام لعدد من المنظمات الدولية خلال الفترة المقبلة. من جهته، صرح المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور، خلال اجتماع حركة عدم الانحياز على مستوى السفراء في نيويورك أمس أن صمود أبناء فلسطين في القدس أجبر الاحتلال الإسرائيلي على التراجع عن كل الإجراءات غير القانونية التي فرضها منذ 14 الجاري.
مشاركة :