نشر أعضاء يُشتبه بأنهم أعضاء في جماعة «بوكو حرام» في نيجيريا تسجيلاً مصوراً اليوم (السبت)، يظهر فيه ثلاثة أعضاء مخطوفين من فريق للتنقيب عن النفط في شمال شرق البلاد، وطلب أحدهم من الحكومة الحد من استخدام القوة ضد أفراد الجماعة. وكان فريق التنقيب عن النفط في شمال شرقي نيجيريا يضم موظفين في شركة النفط الوطنية وباحثين جامعيين وخطفهم أفراد يُشتبه بأنهم من «بوكو حرام» في المنطقة يوم الثلثاء. وقال مسؤولون ومصادر عسكرية أن محاولة إنقاذ يوم الأربعاء انتهت بمقتل 37 شخصاً على الأقل من الفريق المخطوف ومنقذيهم من الجيش النيجيري والحراس. ودفعت تلك الأحداث إلى تغيير في أسلوب الحكومة وسط موجة من هجمات «بوكو حرام»، وهي جماعة تحاول إقامة دولة إسلامية في شمال شرقي نيجيريا. وتسببت أعمال التي تنفذها الجماعة في مقتل 20 ألف شخص على الأقل وأجبرت حوالى 2.7 مليون آخرين على الفرار من منازلهم منذ 2009. وفي التسجيل المصور الذي اطلعت عليه «رويترز» بدا أن الرجال لم يصبهم أذى ويجلسون القرفصاء على أرضية حمراء اللون أمام جدار. وحصل موقع «صحارى ريبورترز»، وهو موقع صحافي على الإنترنت مقره الولايات المتحدة، على التسجيل. وأكدت جامعة مايدوغوري أن الرجال الثلاثة الذين ظهروا في التسجيل هم من موظفيها. ونشرت الجامعة أيضاً صورة فوتوغرافية لهم في وقت متأخر من مساء أمس (الجمعة). وفي التسجيل، قال أحد الرجال عرف نفسه بأنه محاضر في الجامعة: «أريد أن أنصح بأن الاستخدام المفرط للقوة ليس هو الحل... نريد أن ندعو الحكومة الاتحادية إلى الاستجابة لهذا الطلب وإطلاق سراحنا على الفور كما وعدت». وقال الرجل ذاته في التسجيل الذي بلغت مدته أربع دقائق ونصف: "أريد أن أدعو يمي أوسينباجو القائم بأعمال الرئيس ليأتي لإنقاذنا والوفاء بمطلب جنود الخليفة تحت قيادة أبو مصعب البرناوي». وانقسمت الجماعة العام الماضي إلى فصيلين يقود أحدهما أبو بكر شيكاو من غابة سامبيسا، وهي منطقة غابات شاسعة في الشمال الشرقي، أما الآخر الموالي لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) فيقوده أبو مصعب البرناوي، ومقره منطقة بحيرة تشاد، والتي كان يتم فيها التنقيب عن النفط. وأرسل القائم بأعمال الرئيس قادة الجيش يمي أوسينباجو إلى الشمال الشرقي يوم الخميس للمساعدة في استعادة السيطرة على الموقف، بعدما شن المتشددون هجمات في الأشهر القليلة الماضية. وتنقب شركة النفط الحكومية التي كلفت موظفي الجامعة بالمهمة منذ أكثر من عام، عما تقول أنها «احتياطات ضخمة للخام» في حوض بحيرة تشاد. وتريد الشركة تقليل اعتمادها على دلتا النيجر في الجنوب، وهي مركز للطاقة، بعدما شهدت العام الماضي هجمات على منشآت نفطية.
مشاركة :