العادات والتقاليد... وشباب اليوم - ثقافة

  • 7/31/2017
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

هو صراع يعيشه الكثير من شبابنا ومواجهة حتمية تضعهم في دوامة الضياع ما بين ارضاء معتقداتهم وأفكارهم ومابين ارضاء المجتمع الذي خرجوا من صلبه، مما يؤثر بشكل مباشر على الحالة النفسية والاجتماعية لشبابنا لأن كل معتقداتهم وأفكارهم قد قوبلت بالرفض. فالشباب قادم بعقلية مختلفة وبأفكار لا تناسب بعض العادات والتقاليد التي مازال يمارسها شريحة كبيرة من مجتمعنا، ولذلك يجب أن يتفهم المجتمع هذه الأفكار ويناقشها ويتقبل الصحيح منها بدلاً من رفضها ومقاومتها لأن هذا سيؤدي لنتيجة غير مرضية، ولهذا نحن نطمح بأن يضع مجتمعنا الدين الإسلامي ركيزة أساسية لتقييم الأمور فهناك العديد من العادات والتقاليد تنتهي عند مواجهة سماحة ديننا، فكم من رجل وامرأة قد حرموا من الزواج بسبب عبارة «مو من مؤاخذينا»! فأصبح حديث رسولنا الكريم «تخيروا لنطفكم فان العرق دساس» مخرجا لهم، فهم فهموه بطريقتهم الخاصة وتركوا المعنى الصحيح لهذا الحديث، وتناسوا القول الآخر لرسولنا «لا فضل لعربي على عجمي، ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى»، وقول الله تعالى «إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُم»، ناهيك عن بعض العادات الأخرى كالمتعلقة مثلا بالرؤية الشرعية عند الخطوبة ففي بعض المجتمعات المغلقة تمنع بعض العوائل الرجل من النظر للمرأة بحجة «العيب» وأن «عاداتنا وتقاليدنا تمنعنا»! وبذلك فهم لم يأتوا بشيء خارج عن المنطق والعقل فقط بل هم جاؤوا بشيء يخالف تعاليم ديننا الذي أتاح للرجل وللمرأة هذا الحق ! وهنا أتذكر مقولة الدكتور طارق الحبيب عندما قال: بعض أولياء الأمور يضعون بناتهم في منزلة أقل من منزلة الأضحية في عيد الأضحى فمن يشترِ الأضحية يعاينها ويسأل عنها ويقلبها قبل أن يشتريها ليذبحها ونحن نحرم شبابنا وبناتنا هذا الحق! والمضحك المبكي أننا عندما نخاطب هؤلاء يردون علينا بالرفض متعذرين بعبارة «ماذا سيقول الناس عنا» وعندما تناقشه على أساس ديني لا تجد له ردا مقنعا ومنطقيا يتقبله شبابنا ولذلك يحصل الاختلاف بالنهاية، فيتوقف كل شيء ويستمر هذا الصراع، وتزداد الضغوطات الاجتماعية عليه شيئاً فشيئاً فيرضخ بعض شبابنا فتكون النهاية سلبية في معظم الأحيان إما بالطلاق أو بحياة زوجية تعيسة، فحينها لن تنفعه كل هذه العادات والتقاليد ولن ينفعه ارضاء الناس. وأنا في مقالي هذا لا أدعو ياعزيزي القارئ بأن «ننسلخ» من عاداتنا التي يتصف بعضها بالجمال، ولكن أدعو إلى ترك بعض العادات السلبية التي تجعل شبابنا في حيرة من أمرهم، فدعونا نترك العادات الضارة الرجعية التي لا تمت لديننا الإسلامي بصلة ونتمسك ببعض العادات الجميلة التي تحثنا على صلة الرحم والتلاحم والحب والتقدير والتي تعبر عن هويتنا التي نفتخر بها. ولذلك أن أوجه ندائي لكل أولياء الأمور بأن يضعوا هذا الشيء بالحسبان ويتقبلوا معتقدات الشباب التي لا تخالف تعاليم ديننا، لنتقدم إلى الأمام بفكرنا وبقناعاتنا التي يجب أن تتغير مع مرور الوقت ويكون مرجعنا ديننا الإسلامي الذي لا ينافي العقل ولا المنطق وليس له صلة ببعض العادات الخاطئة التي كان يمارسها أجدادنا، فحينها سوف نخلص أبناءنا وبناتنا من الضغوطات النفسية والاجتماعية التي قد تؤثر عليهم، ونبني علاقة متينة معهم فنرتقي بمجتمعنا عن طريق التجديد و تقبل الأفكار والمعتقدات الحديثة التي لا تنافي تعاليم الدين. Twitter: @Alessa_815

مشاركة :