حاوره: يوسف أبو لوز يجلس حبيب الصايغ على إرث شعري له يعود إلى سبعينات القرن العشرين بحيوية إبداعية لم تتوقف أو تبرد منذ ذلك الوقت، وحتى اليوم في صحو أدبي دائم، وقلب جاذب للحياة والكتابة.. وفوق هذا الإرث الذي جعل من اسمه علماً، هو أيضاً صحفي، وناشط ثقافي، ورجل إدارة ناجحة لاتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، ثم أمانة الاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب، ومقرّها في أبوظبي.تنقل حبيب الصايغ شعرياً من العمود الخليلي، إلى التفعيلة، إلى قصيدة النثر بوعي ثقافي وتاريخي لهذه المسارات التي تشكل اليوم طبيعة القصيدة العربية، وروحها المتجددة، وغذى هذا التنقل الذي يعني له التجدد واقتراح لغة عصبية على التكرار والذبول بمرجعية أكاديمية من خلال دراسة الفلسفة، وتراثه المعرفي بأكثر من لغة حية عالمية؛ حيث يتقن إلى جانب الإنجليزية، الألمانية والفرنسية.يتبنى في طريقة عمله الطويل فكرة التواصل الثقافي العربي، إلى جانب الانفتاح على الحضارات والثقافات والحوار والتعايش والتعددية الفكرية سواءً في الإدارة أو في رؤيتيه الصحفية والشعرية.اسم ممتلئ بذات إبداعية عالمية، وهو كينونة متصلة بعمق معرفي بما هو محلي في بيئته الثقافية العربية الخليجية، وبما هو إنساني كوني نحو كل ما هو لائق بالجمال والمحبة والتسامح.. وهي مفردات يبحث عنها العالم اليوم وسط ركام الرعب المادي والمعنوي الذي تخلّفه بؤر التطرّف والإرهاب.التقيته في أبوظبي، وكان هذا الحوار: من نظام الخليل بن أحمد الفراهيدي إلى التفعيلة إلى قصيدة النثر (على استحياء أحياناً) هذه طرقك الشعرية.. فلماذا تكتب كل هذا معاً؟- شروط كتابة قصيدة النثر صعبة، وليس كما يتوهم الكثيرون، وأعتقد أن إرثي الذي حملته على ظهري من سبعينات القرن الماضي، وتجربتي في العمودي والتفعيلة، ساعدت على كتابة قصيدة نثر مختلفة (ليست أيّ كلام)، وأردتُ لها أن تكون كذلك.وإذ نرنو إلى النظم الذي يسود في كثير من القصيدة العمودية، فإننا نرى أيضاً إلى النظم في قصيدة النثر، أمّا لماذا أكتبها جميعها؟، لأنني مؤمن بتعايش الأشكال الشعرية، فمن غير الممكن أن يلغي واحد الآخر، وأعتقد أن القصيدة العمودية هي شكل، إن شئتَ وعاء، والأمر ذاته ينطبق على قصيدة التفعيلة والنثر، وحين تختلف المضامين، يختلف الشكل حسب المضامين التي قد تكون غنائية، وأخرى تحتاج إلى إيقاع.لكن ما يميزني هو المعايير الصارمة التي وضعتها على كتاباتي، وأهمها أن لا أكتب إلّا الجديد، وفي معيار آخر تمنيت أن أكتب ما كتبه غيري، وألاّ أعود إلى ذاكرتي الشعرية، أن أؤسس دائماً، وأعتقد أنها مشكلة الكثير من الشعراء، حيث يجترّون ما يكتبون ويعيدون ويكررون، وذلك لا يعني العزلة عن الجمهور والترفع عليه، وهذه معادلة يجب أن يحققها أي شاعر حقيقي. بقيت نقطة مهمة، في كل الأشكال الشعرية، أكتب وجناحاي الجرأة والثقة، فلا مكان لاستحياء يكثر أو يقل.الملاحظ أنك في بيئة شعرية يميزها كثرة شعراء النثر، كيف تنظر إلى قوس قصيدة النثر في الإمارات والخليج، ما هي نقاط الإضاءة ونقاط الظلام في هذه القصيدة؟- لست مع من يقولون إن الثمانينات كانت تتوهج شعرياً وثقافياً أكثر من الفترة الحالية في الإمارات، هذا ليس صحيحاً، لأن الأجيال تتوالى وتكمل بعضها البعض، وجيل التسعينات في قصيدة النثر لا يستهان به، وهناك أسماء كثيرة أضاءت المشهد الشعري مثل أحمد العسم وإبراهيم المُلا والهنوف محمد، ولكن ثمّة أسماء كثيرة أيضاً تسيء إلى قصيدة النثر والشعر والفن.وفي المشهد الخليجي، لا أحد يلفت نظري من شعراء قصيدة النثر في سلطنة عُمان والبحرين، ولكن أقدّر تماماً تجربة قاسم حدّاد، هؤلاء معلمون بالنسبة لنا، أمّا الآخرون فلا أحد يلفت نظري.عربياً، أبو قصيدة النثر هو محمد الماغوط، وثم أنسي الحاج.لماذا لديك قوس محدودة في كتابة قصيدة النثر؟- لأنني أعتقد أنها صعبة جداً، وأعي تماماً للخط الذي يفصل النثر عن قصيدة النثر، فأنا من الممكن أن أغمض عيني وأسمع دون أن أرى، فأفهم فوراً أن هذا قصيدة نثر أو نثر.تُرجمت أعمالك إلى لغات كثيرة.. كم تم تناول تجربتك نقدياً، وإلى أي مدى تعتقد أن النقد الأدبي أنصف التجربة الشعرية الإماراتية بشكل عام؟- من المؤكد أنه لم ينصفها؛ حيث جاءت كلها عبر محاولات فردية، ويفترض على المؤسسة الثقافية الإماراتية أن تتصدى لهذا العمل الكبير، بتكليف نقاد عرب، ونقاد عالميين.نحن نحلم بجوائز كبيرة، ولكن لا يمكن الوصول إلى تلك الجوائز من دون ترجمة ونقد عالميين، الشعر يستحق أن يُقرأ عالمياً، وأن يتجاوز حاجز اللغة، وهذا اشتغال يجب أن تقوم به، خصوصاً، وزارة الثقافة، وهيئة أبو ظبي للكتاب، وهيئة الشارقة للكتاب، ودائرة الثقافة في الشارقة، وهيئة دبي للثقافة والفنون.. لدينا في الحقيقة منصات كثيرة يمكن استثمارها في هذا الشأن.كل من يقرأ حبيب الصايغ يتوقف عند نقطتين مهمتين.. الانخراط الكلي والأمين للعمل الصحفي، مبكراً، ودراستك للفلسفة.. هل تأثرت تجربتك ببعد فلسفي ما؟- نعم، أؤكد ذلك، تجربتي الشعرية، تأثرت كثيراً بالعمل والدراسة الأكاديمية.. لا يمكن الفصل بين هذه الينابيع؛ إذ ينبع الشعر من الوجود والحياة والموت، ومن إثارة أسئلة كونية كبرى، أسئلة مصيرية، وجودية، حتى في قصائد الحب. «الموت ولدي» تتكرر لفظة الموت كثيراً في قصائدك؟ ربما أكثر من أيّ شاعر آخر.. يجب على أي إنسان عاقل أو مجنون، أن ينشغل بالموت الذي نتجه إليه حتماً، والذي قد نعيشه أحياناً في الحياة، فكيف يمكن أن نتجاهله؟.- في قصائدي الموتُ حاضر كمفهوم، ومضمون، ويتوّج ذلك، العمل الذي أعتقد، حتى الآن، أنه ظلم، لأن النقد العربي لم يتناوله بالشكل اللائق، وهو القصيدة الواحدة في كتاب «أسمّي الردى ولدي».. فالعلاقة مع الموت تتحول كالعلاقة مع الولد، كأنما الموت ابنك المدلل، والبعض قارن هذه القصيدة بجدارية محمود درويش، لكن هذا العمل مختلف، لأن درويش (الشاعر المهم بما لا يقاس) اعتبر الموت خصماً وعدواً، بينما الموت لديّ ابن وصديق حميم.من الملاحظ أن تجربتك الشعرية تخلو من الجانب الصوفي؟- لا أدري إن كان هذا صحيحاً، لكن أعتقد أن هناك بعض القصائد التي يجب أن يُسلط النقد الضوء عليها، وسوف تفاجأ إن قلت لك أن بعض قصائدي في ديوان «قصائد إلى بيروت» تحتوي على النزعة الصوفية، لكن ليس في الشكل الذي يتموضع في التصوف عند المرأة والحب والموت.يقال إن الصحافة تقتل الشاعر.. هل أثرت عليك مهنة المتاعب التي تسمّى أيضاً صاحبة الجلالة؟- الصحافة أنسب مهنة للشاعر، وهي الأقرب إليه، لكن في مرحلة من مراحل حياتي اهتممت بالخبر المحلي، وأعتقد أن الخبر هو أهم شيء في الصحافة، والجوائز لا تولي اهتماماً بالغاً به؛ لذلك اهتممت كثيراً بالخبر وحققت انفرادات كثيرة.. الانتصارات الصغيرة التي تحققها بخبر وتموت عند الضحى أو الظهيرة، تلهيك عن انتصار شعري مثلاً. «الثقافة والتعليم» على نحو ثلاثين عاماً كتبت في عمودك الصحفي عن التعليم.. ما هو هاجسك تجاه هذا الحقل الحيوي؟- لا يمكن الحديث عن الثقافة من دون تعليم، ولا يمكن الحديث عن التعليم من دون ثقافة. هاجسي، أساساً، ثقافي، وهو مرتبط بالتعليم بالتأكيد، وحينما يكون هاجسك ثقافياً، فهو بذلك يكون هاجساً سياسياً، وتعليمياً، وشأناً عربياً، ودولياً، فلا يمكنك أن تفصل الشاعر عن كل تلك العوامل.التعليم في دولة مثل الإمارات ركن أساسي، دائماً أذكر نموذج القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حينما بدأ ب45 خريجاً، وراهن على مستقبل البلاد بالخريجين، ثم أطلق جامعة الإمارات العربية المتحدة، وأصبحت لدينا بعثات خارجية.. الإمارات بُنيت على العلم والتعليم والانفتاح على المشاريع الثقافية الحيوية.فالتعليم إمّا أن يخرّج لك جيلاً معافى، وإمّا يخرّج لك جيلاً مصاباً بعلل مزمنة، فلماذا لا يكون التعليم هاجسي؟ أتمنى أن يتاح لي في المستقبل موقع، أستطيع من خلاله أن أسهم في نهضة التعليم العربي. «تواصل ثقافي» تتبنى فكرة التواصل الثقافي العربي.. هل هناك أفكار وأطر معينة لمثل هذا التواصل؟- وضعت- كأمين عام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب- على جدول الأعمال في المكتب الدائم المقبل في مدينة العين، أن يكون عام 2018 عام التواصل الثقافي العربي.. «ليست جثة» بصفتك الأمين العام للاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب.. هذه المؤسسة يقال أحياناً إنها جثة أو محنطة في فترة من الفترات، وربما أنت تريد إحياء ذلك، اختطفها السياسي أكثر من الثقافي، يبدو الاتحاد مهجوراً..؟- دعنا نقارن ماذا عمل الاتحاد، بماذا يمكن أن يعمل أساساً، لا أريد أن أظلم الاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب ولا الذين سبقوني إليه.. الأمين العام قبلي محمد سلماوي، كان يقال في عهده إن الاتحاد لا يعمل وهذا ليس صحيحاً، لأنني كنت أرى ماذا يفعل بإمكاناته المحدودة، ويكفي أن هذا الاتحاد، هو المنظمة العربية الوحيدة التي تجتمع مرة كل ستة أشهر.وماذا ينتج عنها عملياً؟.. أيّ اجتماع للجامعة العربية ماذا ينتج عنه عملياً أيضاً؟ وأي اجتماع للوزراء في كل الحقول العربية ماذا ينتج عنه عملياً؟ كلها أسئلة مطروحة، لكن مع الفارق في الإمكانات.عندما تطالب أية مؤسسة بالدور استناداً إلى نظامها الأساسي وإمكاناتها المادية والبشرية.. ترى في هذا الإطار أن الاتحاد يقوم بدوره، لذلك الآن نعمل على تعديل النظام الأساسي، وهذا الاتحاد قائم منذ سنة 1957على أسس قانونية وإدارية تقليدية.. الآن نعمل على تعديل، أسميه اصطلاحاً وجوازاً، وضع نظام أساسي جديد كلياً.ولكي أوضح أكثر، فإن الاتحاد العام هو اتحاد اتحادات عربية، لكن الأفراد المنتمين إلى الاتحادات سوف يستطيعون، وفق النظام المقترح الجديد أن يكونوا أعضاء لدى الاتحاد العام، وفق صيغة معينة نعمل عليها.وماذا سيستفيد الكتّاب العرب عندما يصبحون أعضاء لدى الاتحاد العام؟- في موضوعات كثيرة منها النشر، والترجمة، واللقاءات، وحضور الاجتماعات، لا نسعى إلى معجزات.. والاتحاد لا يستطيع بكبسة زر أن يعمل كل شيء، نحن نعمل ونعمل.. لكنني أتساءل: المعزولون الذين ينتقدون وهم في كهوفهم، لماذا لا يعملون معنا؟. «الربيع» هل انعكست تداعيات الربيع السياسي العربي على الاتحاد العام؟- للأسف، فقدنا رابطة الكتاب الليبيين، فهي غير موجودة الآن، وعضويتها في الاتحاد العام معلقة، وكان هناك خطوات نحو انضمام إرتيريا وجيبوتي والصومال للاتحاد، لكن تعثرت تلك الخطوات..لا نستطيع أن نجتمع في اليمن والعراق وليبيا، في سورية ثمة دعوة كريمة من اتحاد الكتاب العرب في سورية، ونتمنى تلبيتها، لكن في كل مرة يكون ثمة وضع أمني غير ملائم.أنتقل إلى اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، إذ ذكرتَ بأن الذين ليسوا أعضاءً في الاتحاد لا يحق لهم تمثيل الإمارات في الخارج؟- تمثيل الإمارات في الخارج من ناحية الإجراءات يجب أن يمر عبر اتحاد كتاب الإمارات، خصوصاً وأن النظام الأساسي ينص على أن الاتحاد هو الذي يمثل الدولة ثقافياً وأدبياً حصراً في الخارج، نريد تفعيل ذلك في ظل الظروف الراهنة وهذا إجراء ليس له علاقة بموضوع الحرية، والحرية المسؤولة.ما هو مفهومك للحرية المسؤولة؟- بذكرك مفهوم الحرية المسؤولة، تكون قد دمجت مفهومين هما الحرية والمسؤولية، وهناك شواهد من الواقع.. سأحتفل في العام المقبل بمرور خمسين عاماً من الكتابة في الإمارات، وسوف تفاجأ إذا قلت لم يسألني أحد، طوال نصف قرن ماذا كتبت ولماذا كتبت.ماذا كتبت ولماذا كتبت؟- كتبت أشياء كثيرة مهمة، وعندما أتكلم عمّا كتبت ولماذا؛ فإنني أتجاوز قانون المطبوعات على صعيد الشعر والكتابة الصحفية؛ إذ أنشر مثلاً مشاريع قوانين غير مسموح بنشرها، لأنها تتضمن بعض الأسرار، وفي حال نشرها تعتبر شيئاً محترماً ولا أسأل عنه.. أفهم الحرية كما تعلمتها وكما مارستها.ما هو وضع الكتّاب العرب (المقيمين) الأعضاء في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات؟- اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات منظمة مجتمع مدني، له نظام أساسي منسجم مع قانون الجمعيات ذات النفع العام في دولة الإمارات، واعتبر كلا منهما، النظام والقانون، هشّاً وضعيفاً، وتجب مراجعتهما.نقوم على تعديل النظام الداخلي للاتحاد، لكن لدينا سقف في التعديلات، الذي هو سقف قانون الجمعيات، حيث يحدّ من العمل على التعديل.وقانون الجمعيات وضع على عجل، لا سيما في العام 2008 حينما تم تعديله، وفقاً لهواجس أمنية كانت طاغية حينئذ.لكن أقول لك ما الفرق بين العضو العامل حامل جنسية الدولة والعضو العربي، سوى الترشح والانتخاب؟.. المقاييس واحدة في باقي الأشياء لا سيما الطباعة والنشر والمشاركة في الأنشطة.وقانون الجمعيات لا يتيح لنا إدخال العرب، ونحن مع فكرة إدخالهم لكن ليس بالطريقة المطلقة، لأنهم بسبب الكثرة العددية قد يسيطرون على الاتحاد، وهذا غير مقبول منطقياً وقانونياً، لكن ممكن الوصول إلى شكل من أشكال المحاصصة أو «الكوتا»، على طريقة أنظمة انتخابات غرف التجارة والصناعة في الدولة. «عمل إنساني» يطمح الكتّاب العرب إلى ما هو عملي وإنساني، ماذا يقدم اتحاد الكتاب والأدباء العرب واتحاد الإمارات لهم.. إذا مرض كاتب، وآخر لا يستطيع أن يعلّم ابنه في الجامعة، ثمة كتّاب يموتون من الجوع.. هل يمكن للاتحادين أن يفعلا ما هو إنساني؟هذا ليس من مسؤولية الاتحاد، وهذه مسؤوليات الدول والحكومات التي تكفل حقوق مواطنيها، لكن لو لاحظت في قرارات اجتماعنا في الجزائر، فقد شكلنا لجنة لدراسة إطلاق صندوق لتكافل الكتاب والأدباء العرب، يكون فيه ميزانية مجزية لهذه الحالات. «مواجهة الإرهاب» كيف يمكن أن نكوّن جبهة ثقافية عربية واحدة موحدة لمواجهة ثقافة الإرهاب؟- أعتقد أن المثقف العربي الذي لا يكرّس وقته لمواجهة الإرهاب لا لزوم له، في هذه الظروف خاصةً، نحن في الاتحاد العام ناقشنا موضوع الإرهاب في أكثر من مرة في الندوات.اجتماع العين في 9 سبتمبر (أيلول) المقبل، نعقده تحت عنوان كبير هو «الثقافة في مواجهة الإرهاب» في ندوة كبرى، بمشاركة 18 باحثاً من 18 دولة عربية، على أن يتم وضع تلك البحوث في كتاب.على الصعيد الشخصي في الإمارات اشتغل على منتدى عربي تحت عنوان «الثقافة في مواجهة الإرهاب» أيضاً.. وقد احتفلنا في الاتحاد العام مرتين بيوم تضامن الكتاب العرب ضد «داعش» وأخواتها، وهذا للمرة الأولى في تاريخ الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، بحيث خصصنا يوم 19 من إبريل/ نيسان من كل عام يوماً لتضامن الكاتب العربي ضد التطرف والإرهاب.. والأمل أن يعقد اجتماع موازٍ للكتاب العرب مع وزراء الثقافة تارة، ووزراء التعليم تارة أخرى؛ إذ يعقدون اجتماعاً في كل عام، فلماذا لا نجتمع معهم، خاصة وأن اجتماعاتنا الاعتيادية تخلص إلى توصيات موجهة إلى الحكومات؟. «كلمة لكتّاب قطر» قطر وبكل وضوح تقول إنها دولة بمؤسساتها، راعية ومغذية للإرهاب، ماذا يقول حبيب الصايغ الشاعر والمثقف وليس الأمين العام، ماذا تقول للكتاب القطريين؟- الشعب القطري شعب عزيز، والكتاب القطريون جزء منه.. طفولتي قضيتها في الدوحة، وليس من الممكن أن أنسى ذلك، أحن لتلك الأيام وتلك الطفولة.نحن ننتمي لقطر التي نعرفها، قطر علي بن عبدالله آل ثاني، وأحمد بن علي آل ثاني، وخليفة بن حمد آل ثاني.. لا ننتمي ولا نعرف قطر حمد بن خليفة، وتميم بن حمد، وحمد بن جاسم بن جبر.. نحن إلى قطر المودة التي تعرف شقيقها ولا تتدخل في شؤون غيرها. لسنا مع قطر عزمي بشارة والكتاب المرتزقة.الإمارات تكرم العرب، وأكثر دولة فيها جوائز أدبية وثقافية، والبعض عندما أخذ جوائز، غادر وأساء للدولة، لدي نموذجان أرجو أن تتحدث عنهما سعدي يوسف وزكريا تامر؟- في موضوع سعدي يوسف بالذات، صُدمت بحق، لأنه انحدر إلى الحضيض، والتحول الذي لا معنى له، لا يتصور الذي عمله تجاه الإمارات، ونفس الكلام ينطبق على أي شخص آخر مثله.
مشاركة :