اندماجات وإعادة هيكلة في صفوف الفصائل السورية بعد قرار واشنطن وقف الدعم

  • 7/31/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أعلنت فصائل في «جبهة ثوار سورية» التابعة لـ «الجيش السوري الحر»، اندماجها عسكرياً وإدارياً وتنظيمياً وتشكيل «الفرقة الأولى مشاة»، جنوبي سورية، وذلك في اطار مساعي الفصائل للرد على وقف واشنطن برنامج وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) تمويل وتدريب ودعم فصائل المعارضة التي رفضت شروط إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للفصائل بتركيز جهودها على قتال «داعش» ووقف القتال ضد القوات النظامية السورية. وجاء في البيان المنشور على وسائل التواصل الاجتماعي لـ «جبهة ثوار سورية» أمس، أن «تجمع المشاة الأول» و «لواء الحق» و «ألوية الناصر صلاح الدين» و «تجمع توحيد الأمة» و «لواء الدبابات»، اندمجت تحت مسمى «الفرقة الأولى مشاة» ضمن «جبهة ثوار سورية». وتتألف هيكلية التشكيل الجديد من قيادة عامة وكتيبة للإشارة ومكاتب للتسليح والإغاثة والطبية والإعلام، وآخر للتنظيم والإدارة المالية، وفق البيان. وكان تجمع «ألوية العمري»، أحد فصائل «الجيش السوري الحر»، أعلن أن هناك قرارات ستعلنها الفصائل لتجنب الآثار السلبية لانقطاع الدعم الأميركي، من بينها تشكيل كيانات جديدة تضم عدداً من فصائل سورية، وذلك بعد وضع أميركا شروطاً لاستئناف دعمها فصائل «الجبهة الجنوبية». وأشار إلى بدء أربعين فصيلاً على مستوى سورية مشاورات لتشكيل «الجبهة الوطنية لتحرير سورية»، تضم أكثر من مئة ضابط منشق عن القوات النظامية، لافتاً إلى أن هناك خلافات بين غرفة «الموك» والأردن حول تثبيت الفصائل التي تعمل وفق الأجندة الخاصة بكل طرف. و «الموك» هي غرفة عسكرية تضم ممثلين عن أجهزة الاستخبارات الأميركية والبريطانية والفرنسية، تشكلت عام 2013 وتتخذ من الأردن مقراً لها، وتقدم دعماً لفصائل من «الجيش الحر» وبخاصة في المنطقة الجنوبية. وتنشط «ثوار سورية» في محافظتي القنيطرة ودرعا وبعض المناطق في ريف دمشق الغربي. ووفقاً لرئيس المكتب السياسي لـ «ألوية العمري» وائل معزر، فقد وضعت واشنطن عدة شروط لاستئناف الدعم لفصائل «الجبهة الجنوبية» في سورية، من بينها وقف القتال ضد النظام السوري، والموافقة على قتال «تنظيم داعش»، وإرسال قوات إلى الرقة شمال شرقي سورية، وتسليم الصواريخ والراجمات التي لديها إلى قوات التحالف الدولي بقيادة أميركا. وكشفت «جبهة ثوار سورية» أن غرفة عمليات «الموك»، التي ترأسها أميركا، قطعت بالفعل الدعم العسكري عن فصائل «الجبهة الجنوبية»، وأن القتال بالمنطقة سيتوجه لاحقاً ضد «داعش» فقط. وأضاف معزر، أن الدعم مازال مستمراً لبعض الفصائل، حيث مازالت هناك دورات تدريبية في الأردن، كما وصلت شحنات من الأسلحة والذخائر بعد إعلان وقف الدعم. من ناحيته، قال القائد العام لـفصيل «ثوار سورية» التابع لـ «الجيش الحر»، أبو الزين الخالدي، إن الفريق الأميركي في الغرفة أبلغهم بقرار وقف الدعم منذ 15 يوماً، مبرراً ذلك بإعادة ترتيب الفصائل بعد اتفاق «خفض التوتر» جنوب سورية والذي توصل إليه ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالتنسيق مع الأردن، على هامش قمة العشرين في مدينة هامبورغ الألمانية في 2 تموز الجاري، ويقضي بوقف إطلاق النار في محافظات السويداء، القنيطرة، درعا. وأضاف الخالدي أن الفريق الأميركي أخبرهم بوجود اندماجات ومهمات جديدة للفصائل، تتعلق بالحل السياسي. وأوضح أن الأميركيين أبلغوه بأن «الدعم سيتواصل بعد الانتهاء من هيكلة الفصائل»، لافتاً إلى أن غرفة العمليات تستدعي في الوقت الحالي قادة عسكريين جنوب البلاد للتباحث في أمور الهدنة. وقال الخالدي إن «قتال قوات النظام السوري لم يعد مطروحاً، وسيتجه نحو داعش». وزاد: «هناك تسريبات تشير إلى تشكيل جهاز أمن داخلي وحفظ الحدود، وسيشكَّل جيش وطني مستقبلاً يمثل المعارضة في مناطق الجنوب السوري كافة». تزامناً، كشف قيادي في «الجيش الحر» عن حقيقة وقف الدعم الأميركي الكامل لبعض فصائل المعارضة في سورية، مبيناً أنه اقتصر فقط على دعم وكالة الاستخبارات الأميركية. وقال مصطفى سيجري، رئيس المكتب السياسي في «لواء المعتصم» أحد فصائل «الجيش الحر»، إن «فصائل المعتصم، والحمزة، واللواء 51 ما زالوا يتلقون الدعم لاعتمادهم على (البنتاغون) ويقدر عددهم قرابة 4 آلاف مقاتل». وأوضح سيجري أن السلاح الأميركي الذي يتلقونه هو سلاح خفيف ومتوسط ولا يقارن بتسليح «قوات سورية الديموقراطية» التي تتلقى دبابات وعربات وناقلات للجنود ومضادات للدروع. وأضاف القيادي في «الجيش الحر»: «نتوقع في أيّ لحظة أن يتوقف الدعم الأميركي»، مؤكدًا أن «أيّ جهة داعمة ليست ملزمة حقيقة باستمرار الدعم». وأعلنت الولايات المتحدة، يوم 22 تموز (يوليو) الجاري، إنهاء برنامج وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية المعني بتسليح «فصائل المعارضة السورية»، والذي أطلقته الوكالة في عهد الرئيس السابق، باراك أوباما. وقال ترامب في تغريدة عبر حسابه على «تويتر»، إنه لا يرى فائدة في الاستمرار ببرنامج دعم فصائل المعارضة وتسليحها، واصفاً إياه بـ «الضخم والمكلف وغير الفعال». إلى ذلك، أكد «جيش مغاوير الثورة»، التابع لـ «الجيش السوري الحر» هروب قائد عسكري مع مجموعة من العناصر إلى منطقة خاضعة لسيطرة لقوات النظام في البادية السورية. وقال أبو جراح مدير المكتب الإعلامي في «مغاوير الثورة»، إن القيادي الهارب يدعى أبو حوسة الفرات (غنام الحصحاص) من قرية الصبحة شرق دير الزور، هرب من مخيم الركبان (300 كلم شرق مدينة حمص) وسط سورية، والحدودي مع الأردن، إلى منطقة العليانية (60 كم جنوب مدينة تدمر)، مع عدد من الأسلحة الثقيلة والخفيفة. وأوضح أبو جراح أنه بعد التحقيق مع أبو حوسة حول فقدان رشاش «249» ادعى أنه فقده خلال إحدى المهمات، اصطحب مجموعة من العناصر على أساس البحث عنه، ليفاجئ الجميع بهروبهم بسيارتين وثلاث رشاشات نوع «50» ثقيل و «40» و «249»، ونحو 12 بندقية «M16». وتنتشر فصائل من «الجيش الحر» في البادية وعند الشريط الحدودي مع العراق، حيث أنشأ «جيش مغاوير الثورة» أخيراً معسكرات تدريبية، تمهيداً لبدء معركة مدينة البوكمال، بدعم من «التحالف الدولي».

مشاركة :