في هذا الرواق الأثري داخل إحدى الأسواق في طرابلس ورشة نساج تستخدم الأسلوب التقليدي اليدوي في إنتاج الأقمشة. هذا النوع من القماش حيكت منه الأزياء الشعبية الليبية على مر العصور وبات جزءًا من التراث الليبي في المناسبات العامة والخاصة. لكن ووفقاً لـ رويترز، فإن حرفة النسيج اليدوي صارت تواجه منافسة شرسة من المنتجات المستوردة من الخارج التي تباع بأثمان زهيدة في الأسواق الليبية. وبحسب محمد الوحيشي الذى يعمل نساجاً منذ قرابة 70 عاما ويملك هذه الورشة في البلدة القديمة في طرابلس، حيث ينتج القماش الذي يحاك منه الرداء التقليدي للرجال والنساء. وأضاف الوحيشي: إنني بدأت العمل في مهنة النسيج منذ عام 1945. أقوم بصنع أردية النساء والجرود الرجالي. وذكر النساج المخضرم جمال محمود الذي يعمل في ورشة الوحيشي أن الدولة لا تهتم بالصناعات اليدوية التقليدية ولا توفر لها الحماية. ولا يهتم هؤلاء النساجون بتوريث الحرفة لأولادهم لأن الاهتمام بها من قبل الدولة لا يكاد يذكر بهذا المجال ولا بالصناعات التقليدية. ورغم التهديد الذي يواجه حرفة النسيج اليدوي يقول التجار المحليون إنهم يفضلون القماش التقليدي لتفوقه في الجودة على منافسه المستورد. ويضيف تاجر يدعى أكرم البلعزي أن هذه الحرفة متوافرة في الهند، وأن أكثر الصناعات اليدوية الهندية تصدر لدبي. والمواد الخام كلها من إيطاليا والصين. ويمر القطاع الخاص الليبي بمرحلة ازدهار رغم صغر حجمه نسبيا مع إقبال المواطنين المتزايد على الإنفاق على السلع والمنتجات الاستهلاكية.
مشاركة :