الاشتراكيون الديموقراطيون يواجهون منافسة شديدة في الانتخابات الليتوانية

  • 10/9/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

فيلنيوس (أ ف ب) - يصوت الليتوانيون الذين ضاقوا ذرعا بغياب المساواة الاقتصادية والهجرة الجماعية، الأحد في الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية التي تشهد منافسة شديدة قد تؤدي الى خسارة الحزب الاشتراكي الديموقراطي الحاكم. وازداد التوتر في ليتوانيا قبيل الانتخابات بعد نشر روسيا صواريخ اسكندر القادرة على حمل رؤوس نووية في جيب كالينينغراد المجاور. غير أن ذلك لم يشكل مصدر قلق كبيرا لليتوانيين المطمئنين الى قرار حلف شمال الاطلسي نشر كتيبة له على الاراضي الليتوانية قريبا، بقدر ما يشغلهم الوضع الاقتصادي. وشكل رفع الأجور وخلق فرص عمل موضوعين رئيسيين للمرشحين في ليتوانيا التي تضم 2،9 مليون نسمة والمنتمية الى منطقة اليورو. إذ تعاني هذه الدولة من هجرة جماعية للعاملين الذين يطالبون بأجور أعلى، ويتوجه كثير منهم الى بريطانيا. منذ انضمام ليتوانيا الى الاتحاد الاوروبي عام 2004، توجه نحو نصف المهاجرين المقدر عددهم بنحو 370 ألفا الى بريطانيا التي شكلت الهجرة من أوروبا الشرقية إليها أحد المواضيع الرئيسة لحملة خروجها من الاتحاد الاوروبي. وأظهرت استطلاعات الرأي أن هناك حزبين يتنافسان بشكل شديد مع حزب رئيس الوزراء الليتواني الجيرداس بوتكافيتشيوس الاشتراكي الديموقراطي الذي يحظى ب15،6 بالمئة من نوايا التصويت. في حين يجمع اتحاد الفلاحين والخضر (وسط) 14 بالمئة من نوايا التصويت، وحزب اتحاد الوطن المحافظ 13،7 بالمئة، بحسب استطلاعات الرأي المحلية. ومن المتوقع أن يجتاز ما بين خمسة وثمانية أحزاب عتبة الخمسة في المئة من الاصوات اللازمة لدخول البرلمان، ما يشير الى ان مشاورات تشكيل حكومة ائتلافية ستكون معقدة. ووعد بوتكافيتشيوس (57 عاما) برفع الحد الأدنى للأجور ورواتب موظفي القطاع العام، لكن قانون العمل الجديد الذي يسهل عملية توظيف الأشخاص وتسريحهم من العمل يمكن أن يؤثر سلبا على التقدم الطفيف لحزبه في الانتخابات. وخلال ادلائه بصوته الاحد في فيلنيوس تعهد بوتكافيتشيوس أن "يرقى الى مستوى التوقعات" في حال فوز حزبه. لكن الرئيسة داليا غرباوسكايتي قالت انها صوتت "للتغيير"، في انتقاد واضح للحكومة بعد ادلائها بصوتها في وقت سابق هذا الاسبوع. - "الحد من الهجرة" - أما سوليوس سكفيرنيليس (46 عاما) مرشح اتحاد الفلاحين والخضر لمنصب رئيس الوزراء، فألقى باللوم على الحكومات السابقة بسبب عجزها عن وقف هجرة اليد العاملة. بدوره تعهد زعيم اتحاد الوطن غابرييلوس لاندسبيرغيس (34 عاما) بمحاربة الهجرة والفقر من خلال خلق فرص عمل واصلاح التعليم وزيادة الصادرات والاستثمار الأجنبي. وقال لفرانس برس بعد ادلائه بصوته في فيلنيوس "هذا البلد يحتاج الآن الى مزيد من فرص العمل لأن الناس يتركون المدن الإقليمية، ويهاجرون من ليتوانيا لأنه ليس هناك ما يفعلونه"، مضيفا أنه حريص على تشكيل ائتلاف مع اتحاد الفلاحين والخضر. وشهد اقتصاد ليتوانيا انتعاشا ملحوظا بعد هبوطه خلال الأزمة المالية العالمية عامي 2008 و2009، ومن المتوقع أن ينمو بنسبة 2.5 بالمئة هذا العام. لكن متوسط ​​الأجور الشهرية وهو أكثر بقليل من 600 يورو (670 دولارا) بعد حسم الضرائب، هو من بين الأدنى في الاتحاد الأوروبي، في حين لا يزال عدم المساواة والفقر مرتفعين نسبيا. وقالت المتقاعدة دانوت تونكونييني لفرانس برس بعد تصويتها للاندسبيرغيس "الشيء الأكثر أهمية هو الحد من الهجرة. وعلى الرغم من أن جميع أحفادي موجودون في ليتوانيا، فأنا لا أريدهم أن يغادروا". - قوة سياسية مؤثرة؟ - لم تقنع وعود بوتكافيتشيوس برفع الرواتب، الموظفة في القطاع العام دايل أداسيون التي قالت إنها صوتت لـ"وجوه جديدة" من اتحاد الفلاحين والخضر. وقالت لفرانس برس "عدت من اسبانيا قبل أربع سنوات ولا أريد الرحيل مجددا. لقد وجدت وظيفة، لكن إذا لم يتغير شيء، سأرحل من جديد". أما المتقاعد جوناس الذي رفض كشف اسمه الكامل فأكد أيضا لاتحاد الفلاحين والخضر، موضحا "لقد اعتدت التصويت للاشتراكيين الديموقراطيين لكنهم خذلوني". ويشير المحللون إلى أن سكفيرنيليس مرشح اتحاد الفلاحين والخضر سيكون قوة سياسية مؤثرة محتملة في محادثات تشكيل حكومة ائتلافية. فسكفيرنيليس الذي شغل سابقا منصب رئيس الشرطة الوطنية، والمعروف بضرب الفساد في صفوفها، أصبح موضع جدل سياسي ساخن منذ دخوله الحياة السياسية قبل عامين. وقال راموناس فيلبيسوسكاس مدير معهد العلاقات الدولية والعلوم السياسية في فيلنيوس لوكالة فرانس برس ان "التحالف الأكثر احتمالا هو الذي قد يتشكل من اتحاد الوطن واتحاد الفلاحين والخضر". لكنه أوضح ايضا ان الحزب الاشتراكي الديموقراطي قد يبقى في السلطة من خلال اتفاق خاص مع اتحاد الفلاحين والخضر الذي يتزعمه راموناس كاربوسكيس احد أكبر مالكي الأراضي الزراعية في ليتوانيا. وفي حين تريد جميع الأطراف تعزيز الإنفاق على الدفاع والوجود العسكري لحلف شمال الأطلسي، لم تلعب المخاوف الأمنية إزاء روسيا دورا رئيسيا في الحملة الانتخابية. ووافقت ألمانيا على قيادة كتيبة متعددة الجنسيات في ليتوانيا بدءا من العام المقبل، في اطار تعزيز الحضور الاطلسي في دول البلطيق وبولندا. وسيتم انتخاب سبعين نائبا من أصل 141 على أساس التمثيل النسبي، و71 آخرين على أساس الدوائر الفردية، ومن المقرر تنظيم الجولة الثانية للانتخابات في 23 تشرين الاول/أكتوبر. وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها امام 2،5 مليون ناخب مسجل الساعة 04،00 ت غ على أن تغلق الساعة 17،00 ت غ، ومن غير المتوقع اعلان النتائج الرسمية قبل صباح الاثنين.

مشاركة :