إيران بعد أن تمكنت في العراق وجدت أن في إمكانها أن تعلن عن حقيقة عدائها للعرب بعيدا عن خطابها الطائفي. ذلك الخطاب لم يكن إلا وسيلة للغزو. أما وقد انتهت تلك المرحلة باستتباب الأمر لإيران في العراق فإن شيعية العربي لم تعد صفة تدعو إلى الرضا الإيراني. المطلوب إيرانيا أن يكون الشيعة العرب أتباعا مذلين للدولة الفارسية التي تم الإعلان عنها في غير مناسبة وكانت بغداد عاصمتها حسب الإعلان الإيراني. سوى ذلك لن يكون إلا نوعا من الكذب على الذات. طائفية إيران هي واحد من جسورها إلى المنطقة ليس إلا. وليست منطقة الهلال الشيعي التي تشير إلى واقع النفوذ الإيراني إلا جزءا من الإمبراطورية التي يُخيل للفرس أنهم في طريقهم إلى استعادة أمجادها. لقد كذبت إيران كثيرا مستعملة أدوات الخطاب الطائفي. غير أنها وبعد ابتلاعها العراق ولبنان معا وبعد أن تحولت إلى جزء من مشكلتي سوريا واليمن لم تعد في حاجة إلى أن ترهن أدواتها لخطاب صار مستهلكاً. لقد صار واضحا أن مشروع إيران الشيعي هو الخطوة الأولى لقيام امبراطورية فارس. فاروق يوسف
مشاركة :