أحياناً المناضل بلا أولويات

  • 7/10/2014
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

صديقي .. ثمة نضال عصي على الفهم ــ على الأقل بالنسبة لي ــ ، كنضال الشيخ الفلسطيني «عبدالله عزام رحمة الله عليه»، الذي ذهب إلى أفغانستان لتحرير الشعب الأفغاني من استعمار «الاتحاد السوفيتي سابقا»، ونضال المواطن الشيشاني «عمر الشيشاني» في سوريا والعراق، أقول نضالا وإن بدا أن البعض لا يرى ما يقومان به نضالا، فهما «عزام وعمر» منطلقان من مفهوم خاص بهما للنضال. وعدم فهمي لمثل هكذا نضال، أن الأول «عبدالله عزام» وطنه «فلسطين» محتل من عدو والملايين من أبناء وطنه مهجرون، وإن كان هناك من يستحق النضال من أجله ففلسطين أولى، وحين يحرر وطنه ينطلق لتحرير باقي الأوطان المضطهدة. كذلك الثاني «عمر الشيشاني» الذي ترك وطنه في مواجهة مع «روسيا» المستبدة، وقرر أن يناضل بعيدا عن وطنه وشعبه المضطهد، فمثل هذا النضال يبدو للوهلة الأولى، أقرب لما يسمى «جنود مرتزقة»، يؤتى بهم ليخوضوا حروب الآخرين، طالما أوطانهم محتلة وهي الأحق بنضالهم، إذ لا يمكن لك أن تحرر الغرباء فيما أسرتك ومواطنوك يرزحون تحت الاحتلال. أفهم نضال الفرنسي «جان جينيه» مع «السود» في أمريكا دفاعا عن حقوقهم واضطهاد القوانين لهم إلى أن طرد ومنع من دخول أمريكا، ونضاله مع الفلسطينيين ضد إسرائيل. ونضال الفرنسي «ريجيس دوبريه» في أمريكا الجنوبية ضد «الرأس مالية» إلى أن صدر بحقه حكم بالإعدام خفف إلى السجن لمدة 30 عاما، ونضاله في أفريقيا ضد استعمار الدول الأوروبية، والتفرقة العنصرية في جنوب أفريقيا. فكلاهما ــ دوبريه وجينيه ــ لا يحتاج وطنهما لنضالهما، فقد اكتمل بناء دولة القانون في فرنسا، وأولوياتهما في النضال لا تطرح وطنهما، لأن القانون أصبح فوق الجميع ويطال أكبر رأس في فرنسا. ولكن ما لا أفهمه إلى الآن ذاك النضال الذي يقوم به أشخاص بعيدا عن أوطانهم، فيما أوطانهم ترزح بالاحتلال أو الاستعمار، فيذهبون ليحرروا أوطان الآخرين. صحيح أنه من الظلم وصفهم بأنهم «جنود مرتزقة» يتم استئجارهم لخوض صراع الآخرين من أجل المال، والصحيح أيضا أن ما يقومون به لا يدخل ضمن النضال، فمن لا يحرر وطنه لا يعرف ما الذي تعنيه حرية الأوطان ؟ التوقيع : صديقك

مشاركة :