شركات صينية تستثمر 1.1 مليار درهم في «حرة ميناء خليفة»

  • 8/1/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أبوظبي:«الخليج»وقع الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير دولة ورئيس مجلس إدارة «موانئ أبوظبي» اتفاقية تعاون مع هوانج ليكسن، نائب الحاكم التنفيذي لحكومة مقاطعة «جيانجسو» الشعبية. تهدف الاتفاقية إلى توطيد العلاقات الاقتصادية وتنفيذ مشاريع استثمارية مشتركة عبر الاستفادة من الفرص المتنامية في كل من اقتصاد الإمارات والصين. تحت مظلة هذه الاتفاقية الاستراتيجية، وقعت «موانئ أبوظبي» اتفاقية مساطحة لمدة 50 عاماً مع شركة الاستثمار والتعاون وراء البحار لمقاطعة جيانجسو المحدودة «جوسيك» في منطقة التجارة الحرة لميناء خليفة التابعة لمدينة خليفة الصناعية، وقعها كل من الكابتن محمد جمعة الشامسي، الرئيس التنفيذي لموانئ أبوظبي، وبنج شيانج فنج، رئيس شركة «الصين جيانجسو انترناشونال E.T.C.G»، ولوه هوا، مدير عام شركة مقاطعة جيانجسو للتعاون «أوفر سيز كوبيريشن أند انفستمنت المحدودة».وبموجب هذه الاتفاقية، ستدير شركة التعاون الصناعي وإدارة الإنشاءات الصينية الإماراتية المحدودة (جيانجسو)، التابعة ل(جوسيك)، عمليات تأجير مساحة تبلغ نحو 23.7 مليون قدم مربعة من منطقة التجارة الحرة، إلى شركات مقاطعة جيانجسو الصينية، أي ما نسبته 2.2% من مساحة «منطقة التجارة الحرة لميناء خليفة» ضمن مدينة خليفة الصناعية.خطة جديدة على الطريقوقال الدكتور سلطان أحمد الجابر: «يأتي التوقيع على هذه الاتفاقية الاستراتيجية تماشياً مع توجيهات القيادة ليشكل خطوة جديدة على طريق تعزيز التعاون البنّاء بين الإمارات والصين اللتين تمتلكان علاقاتٍ راسخة ومتميزة تشهد تطوراً نوعياً ومتنامياً منذ زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى الصين في العام 2015، خاصةً من حيث توثيق الروابط الاقتصادية والاستثمارية والتجارية ودعم جهود التنمية الاقتصادية من خلال مبادرتي «الحزام والطريق» و«طريق الحرير البحري».تطوير مشاريع البنية التحتيةوأضاف: «نحن في الإمارات نفخر بتاريخنا العريق، كما نفخر بالقفزة العملاقة التي حققناها في المجالات كافة، وخاصة في تطوير مشاريع البنية التحتية المتقدمة وعالمية المستوى. وتعد «موانئ أبوظبي» و«مدينة خليفة الصناعية» و«منطقة التجارة الحرة لميناء خليفة» من الأمثلة الناجحة على هذا التقدم الذي يستفيد من أحدث التقنيات المتطورة ويسخّرها لضمان السرعة والكفاءة والفعّالية من خلال منظومة متكاملة تدعم نموّ وازدهار قطاعات الصناعة والتجارة والخدمات اللوجستية. وأكد أن هذه الاتفاقية تؤكد استمرار التعاون البنّاء مع الأصدقاء في الصين لتحقيق الأهداف المشتركة بتعزيز التنمية الاقتصادية وتحقيق إضافة نوعية للنشاط الصناعي والتجاري في منطقة التجارة الحرة لميناء خليفة.الاستثمار في المساحات التأجيريةوكانت خمس شركات صينية كبرى قد أعلنت نيتها الاستثمار في المساحة التأجيرية المتاحة، حيث قام ممثلون عن كل من شركة هانيرجي ثين فيلم باور جروب، وشركة جيانجسو فانتاي مايننج المحدودة، وشركة سوزهو جيانجي وود المحدودة، وشركة جيانجسو جينزي إنفيرومينتال القابضة، وشركة جوانج تشنج، بتوقيع عقود تأجير مع شركة جوسيك للاستفادة مبكرًا من المزايا التجارية للاتفاقية. وسيضخ المستأجرون الجدد ما مجموعه 1.1 مليار درهم في «منطقة التجارة الحرة لميناء خليفة»، مما يسهم في توفير أكثر من 1400 وظيفة، وكذلك تعزيز القوة المالية للمنطقة وتعميق روابطها مع مبادرة «الحزام والطريق». وتعتبر الصين ثاني أكبر شريك تجاري وأكبر مصدّر لدولة الإمارات حيث يصل حجم التبادل التجاري سنوياً إلى 70 مليار دولار، فيما تمثل الإمارات منفذاً لنحو 60% من الصادرات الصينية إلى المنطقة.تكامل بين الجانبينوقالت هوانج ليكسن، نائب الحاكم التنفيذي لحكومة مقاطعة جيانجسو الشعبية: «أعتقد بأن هناك حالة من التكامل بين مقاطعة جيانجسو وإمارة أبوظبي وذلك من خلال جميع ما تتمتعا به من ثروات طبيعية وهياكل اقتصادية ونظم صناعية، فضلاً عن أنهما تسعيان إلى تحقيق أهداف مشتركة أبرزها تسريع تكيّف الهياكل الصناعية وتعزيز التحول الاقتصادي وتنميته». وأضافت أن أبوظبي وجيانجسو عازمتان على مواصلة العمل معاً لتعميق التعاون بينهما في مجالات تطوير القدرات الصناعية والإسهام في نجاح مبادرة حزام واحد-طريق واحد ونتطلع إلى الارتقاء إلى آفاق واسعة في هذه المجالات. وأكدت أن جيانجسو ستعمل مع أبوظبي على دمج المنطقة النموذجية الصينية الإماراتية للتعاون الصناعي في البرنامج الضخم لمبادرة حزام واحد طريق واحد، كي تصبح نموذجا للتعاون والتبادلات التجارية بين الصين والإمارات.تدفق استثمارات ضخمةمن جهته، قال الكابتن محمد جمعة الشامسي، الرئيس التنفيذي لموانئ أبوظبي، إن اتفاقية المساطحة بين موانئ أبوظبي و «جوسيك» تعد أحد أكبر عقود التأجير التي تبرمها مدينة خليفة الصناعية، متوقعا أن تسهم هذه الاتفاقية في تعزيز علاقات أبوظبي التجارية مع شركات مقاطعة جيانجسو وتزيد من تدفق استثماراتها الضخمة نحو بناء المنشآت الصناعية في أبوظبي. وبذلت «موانئ أبوظبي» جهوداً مكثفة لتحويل مدينة خليفة الصناعية لأكبر منطقة حرة في المنطقة وجعلها إحدى المناطق الحرة الأكثر تطورًا بين المناطق الحرة في العالم، وأكثرها ثراءً بالفرص، خصوصًا في قطاعي الصناعة والتصنيع. وستسهم اتفاقية المساطحة التي وقعتها «موانئ أبوظبي» و«جوسيك» في جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية إلى إمارة أبوظبي التي تعد بيئة مثالية للاستثمار بفضل ما تتمتع به من مزايا تنافسية عديدة من أبرزها الموقع الاستراتيجي وتوفر البنى التحتية المتقدمة والمتطورة فضلاً عن توفر كافة أشكال الدعم اللوجستي الذي يحتاجه المستثمرون.الحزام والطريقوتتماشى هذه الاتفاقية مع مبادرتي «الحزام والطريق» و «طريق الحرير البحري» في الصين، وتسلط الضوء على الفرص التجارية والصناعية المتاحة في دولة الإمارات وأبوظبي لتعميق التكامل الاقتصادي الإقليمي وتوسيع العلاقات التجارية مع كل دول آسيا. وأوضح الشامسي أن الاتفاقية تعزز الجهود الحكومية في أبوظبي الموجهة نحو تعزيز البنية التحتية وتطوير قطاع النقل بما ينسجم مع الخطة الاقتصادية للإمارة 2030، مؤكدا أن إمارة أبوظبي وصلت إلى مكانة مرموقة كمركز تجاري ولوجستي، ذي مواصفات عالمية بفضل دعم قيادتنا الحكيمة ونجاحات موانئ أبوظبي، ما أدى إلى إبرام هذه الاتفاقية المهمة. ويؤكد التوقيع اليوم مع «جوسيك» الدور الأساسي لموانئ أبوظبي في تحويل دولة الإمارات نحو اقتصاد متنوع ومستدام.توسعات في السوق الإفريقيقال محمد جمعة الشامسي، الرئيس التنفيذي لموانئ أبوظبي إن الشركة تناقش صفقات محتملة في إفريقيا للاستفادة من التجارة المتنامية في القارة مع آسيا، وذلك بعد أن أبرمت الشركة صفقة بقيمة 300 مليون دولار في الصين. وأوضح في حوار مع «بلومبيرج» أن حركة الشحن بين إفريقيا وآسيا تزدهر، لكنه رفض الحديث عن الصفقة المحتملة والأطراف المشاركة فيها. وأضاف: «هناك كميات كبيرة من البضائع التي يتم شحنها من إفريقيا إلى الشرق، لذلك نحن نستفيد من سوق الشركة الذي لا يزال مزدهراً، ونحن نرى إمكانات كبيرة للمضي قدماً».ومن شأن أي صفقة محتملة في إفريقيا أن تساهم في توسيع نطاق أعمال «موانئ أبوظبي» التي تدير محطة في غينيا، هذه البلدة الواقعة في غرب القارة السمراء والتي تستأثر بحوالي ربع احتياطيات العالم من البوكسيت المستخدم في تصنيع الألمنيوم.من ناحية أخرى، وقعت «كيزاد» اتفاقاً استثمارياً مع شركة «جيانغسو» لتأجير 2.2 كم مربع بالمنطقة الصناعية. وقال الشامسي، الذي يسعى إلى تأجير «جيانغسو» مساحة إضافية تبلغ 10 كيلومترات مربعة، إن أبواب الاستثمار ستفتح أمام مفاوضات جديدة مع الشركات الصينية، مشيراً إلى أن «كيزاد» التي تمتد على مساحة 52 كيلومتراً مربعاً، تبلغ نسبة الإشغال فيها حالياً أكثر من 50%. ووقعت موانئ أبوظبي العام الماضي صفقة بقيمة 738 مليون دولار مع شركة «كوسكو» للنقل البحري الصينية لبناء وتشغيل محطة ثانية في ميناء خليفة.نقلة نوعيةأشار الشامسي إلى أن «موانئ أبوظبي» وقعت العام الماضي اتفاقية مع شركة «كوسكو» الصينية ثاني أكبر مشغل حاويات في العالم والتي اعتمدت ميناء خليفة كميناء رئيسي لعملياتها في الشرق الأوسط لترفع بذلك قدرة مناولة الميناء إلى 6 ملايين حاوية نمطية سنويا، الأمر الذي يشكل نقلة نوعية في توسعة عمل الميناء وسهولة نقل البضائع وتحفيز المستثمرين خاصة من دول شرق آسيا للدخول إلى مدينة خليفة الصناعية، كما سيعزز من تنافسية الميناء ويفتح أبواب التعاون مع الشركات والأصدقاء في الصين وشرق آسيا على مصراعيه لجذب وتشجيع الاستثمارات على التوجه نحو أبوظبي. علاقة مفيدة وطويلةتبشّر الاتفاقية بإقامة علاقة مفيدة وطويلة الأجل بين الطرفين، كما تتضمن الاتفاقية خياراً يتيح ل «شركة التعاون الصناعي وإدارة الإنشاءات الصينية الإماراتية المحدودة» (جيانجسو) تطوير مساحة إضافية تبلغ نحو 107.6 مليون قدم مربعة من المنطقة الحرة في منطقة مدينة خليفة الصناعية «ب»، لتلبية الطلب الإضافي من شركات مقاطعة جيانجسو. يشار إلى أن توقيع هذه الاتفاقيات يأتي تتويجاً للجهود المبذولة لتوسيع الاستثمارات والشراكات الناجحة بين دولة الإمارات والصين، بعد توجه الدولتين نحو تعميق العلاقات الاقتصادية والتجارية بينهما، بناءً على المبادرة «الحزام والطريق».

مشاركة :